أفاد مراسل وكالة رسا للأنباء في النجف الاشرف، انه مع حلول العشرة الأولى من شهر رمضان المبارك وفي ظل أجواء الضيافة الإلهية الكريمة القى سماحة المرجع اليعقوبي محاضرة بمكتبه في النجف الأشرف بعنوان (فلنرجع الى الله تبارك وتعالى).
واضاف مراسلنا في النجف الاشرف ان سماحة المرجع اليعقوبي استهّل المحاضرة بتفسير قوله تعالى {وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} (النور/31)، مشيراً الى ان الآية الكريمة تتضمن دعوة موجهة الى جميع المؤمنين فضلاً عن غيرهم من أجل التوبة الى الله سبحانه والرجوع الى الصراط الذي أمر الله تعالى به، لافتاً الى ان دعوة المؤمنين الى التوبة انما جاءت لأن لهم ذنوبا أيضا وان كانت لا تشابه ذنوب الكفار والفسقة، وفي ذلك تحذير للمؤمنين وموعظة حتى لا يغترَّ المؤمن بعمله أو يعجب به أو يجعل لنفسه منزلة أفضل من الآخرين.
وبيّن سماحته ان "تلك الدعوة الى المؤمنين من أجل التوبة تكررت في أكثر من آية قرآنية فضلاً عن الأحاديث الواردة عن الرسول الأكرم وأهل بيته (سلام الله عليهم أجمعين)، منوهاً الى ان التوبة ليست من الذنوب الحاصلة فقط بل انها تحسن مما يمكن ان يحصل لولا لطف الله وعنايته وصرفه عن العبد وهو ما ورد في قوله تعالى: {كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ} (يوسف /24) فضلاً عن الذنوب التي لا يلتفت اليها الانسان بلحاظ المسؤولية الاجتماعية بسبب عدم بذل الوسع في اصلاح المجتمع وتخليصه من المعاصي المنتشرة فيه جهلاً او تهاوناً، وفي ذلك تقصير في أداء اعظم وظيفة في الإسلام وهي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر".
وختم سماحته حديثه بالتطرق الى ثلاثة مستويات يمكن من خلالها حمل الناس وحثهم على الالتزام بالشريعة الإلهية، أولها النفس الإنسانية، وثانيها العقل، وثالثها القلب، مؤكدا على ضرورة الاستفادة من الطريقة القرآنية التي حركت المسارات الثلاثة ووظفتها في عملية الإصلاح وهداية الناس وجذبهم الى طاعة الله سبحانه وتعالى.
وقد حرص سماحته على حث المؤمنين للالتزام بالإرشادات الصحية وعدم التواني والتسامح بها، حيث طبقها عملياً من خلال وضعه للقناع الطبي اثناء توجهه لإلقاء المحاضرة في مكتبه، وأصدر توجيها بضرورة الالتزام بالتعليمات الصحية التي تصدرها الجهات الرسمية حفظاً لحياة الناس وسلامتهم في ظل تفشي وباء كورونا المستجد.