20 January 2010 - 14:02
رمز الخبر: 1514
پ
العلامة فضل الله استقبل وفد جمعیة النهضة الأندونیسیة:
لنرد الجمیل إلى المسلمین فی جنوب شرق آسیا بالتزام خط الوحدة

استقبل العلامة السید محمد حسین فضل الله وفدا من جمعیة نهضة العلماء فی أندونیسیا، برئاسة الدکتور مشهوری، الذی أبلغه تحیات رئیس الجمعیة الدکتور أحمد هاشم موزادی الذی لم یتمکن من زیارته لوعکة صحیة ألمت به. ودعا العلامة فضل الله، الشعوب العربیة والإسلامیة إلى "رد الجمیل إلى المسلمین فی أندونیسیا ومالیزیا والمسلمین عموما فی جنوب شرق آسیا، هذه الشعوب التی أخلصت للاسلام والوحدة الإسلامیة والتزمت قضایا الأمة، وعلى رأسها قضیة فلسطین"، مشیرا إلى "أن رد الجمیل لن یکون جمیلا إلا بالتزام طریق الوحدة الإسلامیة ونبذ التعصب المذهبی والانفتاح على قضایا الإسلام فی العالم".
وأکد "أن الرئیس الأمیرکی السابق جورج بوش أصیب بصدمة عند زیارته أندونیسا، وملاحظته التزام المسلمین هناک تجاه القضیة الفلسطینیة والشعب الفلسطینی"، مشددا على "رد حملات التشویه التی تستهدف الإسلام تحت عنوان أنه دین یصدر العنف"، ومؤکدا "أن العنف الذی نشهده هو منتج غربی".
ودعا إلى "درس ظاهرة الإرهاب فی أسبابها ومناشئها ومقدماتها".
ونوه الدکتور مشهوری بمواقف العلامة فضل الله "الوحدویة، والتی تراعی أولویات الأمة والدین الحنیف بعیدا من الحسابات المذهبیة"، مشیدا بمواقفه "الراسخة لمصلحة الفلسطینیین والدفاع عن الشعب الفلسطینی والقضیة الفلسطینیة".
وتحدث العلامة فضل الله فی الوفد منوها باهتمام الشعب الأندونیسی بقضایا الأمة الکبرى، وخصوصا القضیة الفلسطینیة، ومشیرا إلى "أن خطط الدول الکبرى والمحاور الاستعماریة تحرکت على أساس إبعاد الشعوب الإسلامیة وإقصائها عن القضیة الفلسطینیة، ولکن هذه الخطط تداعت وتساقطت إلى المستوى الذی لاحظنا فیه اهتماما إسلامیا من الشعوب البعیدة جغرافیا عن فلسطین المحتلة والقدس الشریف، یفوق اهتمامات الدول والأنظمة والجهات المحیطة بفلسطین والقریبة منها".
أضاف: "لقد لاحظنا خلال زیارة الرئیس الأمیرکی السابق جورج بوش لأندونیسیا، مدى الصدمة التی نزلت علیه وعلى فریق عمله عندما لاحظ اهتمام المسلمین فی أندونیسیا بفلسطین المحتلة، وإصرارهم على قیاس العدالة الدولیة ومدى صدقیتها من خلال رصدهم لمدى اهتمامها بالشعب الفلسطینی، وبالتالی تأکیدهم سقوط هذه العدالة فی الامتحان من خلال الانحیاز إلى کیان العدو والسکوت عن جرائمه وفظائعه التی ارتکبها بحق العرب عموما والشعب الفلسطینی على وجه الخصوص".
وأعرب عن اعتقاده "أن على المسلمین فی المنطقة أن یردوا الجمیل إلى الشعوب المسلمة فی جنوب شرق آسیا فی أندونیسیا ومالیزیا وغیرهما، تلک الشعوب التی أخلصت للاسلام فی الدفاع عنه والتزامه فی مواجهة کل حملات التشویه التی تعرض لها، کما أخلصت للوحدة الإسلامیة، فنظرت إلى المسلمین کوحدة متکاملة، وعملت لاحتضان قضایاهم، ولن یکون رد الجمیل جمیلا إلا بترسیخ دعائم الوحدة الإسلامیة، ونبذ کل أسالیب التعصب المذهبی، والانطلاق کصف واحد فی الدفاع عن قضایا الأمة، وکسر شوکة الاستکبار العالمی الساعی الى توتیر العلاقات وتعقیدها داخل الساحة الإسلامیة لتحقیق أهدافه وأهداف کیان العدو فی تمزیق الأمة، وتشتیت صفوفها لصرفها عن الاهتمام بقضیة فلسطین وأولویاتها الملحة".
ودعا إلى "تضافر جهود الجمیع لکشف المؤامرة الخارجیة التی تعکف على تظهیرها أجهزة إعلامیة غربیة، زاعمة أن الإسلام هو دین العنف، وأنه معنی بإنتاج العنف داخل الساحة الإسلامیة وتصدیره إلى خارجها، کما حدث فی جزیرة بالی فی أندونیسیا أو غیرها، والتأکید للعالم أن عنفا من هذا النوع هو منتج غربی، أو جرت تربیته وجرى تعاهده من خلال أجهزة مخابرات ومعاهد أمنیة غربیة، وأن العنف الذی أنتجته الحضارة الغربیة فی الحربین العالمیتین الأولى والثانیة، هو عنف لم تشهده البشریة فی تاریخها، وأن امتداداته إلى مناطقنا انطلقت من خلال عقلیة السیطرة وأطماع الدول المستکبرة فی الهیمنة وإن أدى الأمر إلى دعم جهات وتنمیة أفکار تؤمن بالعنف والإقصاء کوسیلة من وسائل مواجهة الآخر، وکأسلوب أسرع فی عملیة التغییر".
وختم بالتأکید "أن الإسلام یرفض العنف إلا فی نطاق الدفاع عن النفس"، داعیا إلى "درس ظاهرة الإرهاب من جذورها وأسبابها ومناشئها، بعیدا عن التوظیفات السیاسیة والأمنیة وما إلى ذلک".

المصدر: الوکالة الوطنیة اللبنانیة للإعلام

ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.