بسم الله الرحمن الرحیم
الحمد لله رب العالمین والصلاة والسلام على أشرف الأنبیاء والمرسلین محمد وآله الطیبین الطاهرین،،
فال الله تعالى: [ وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ یُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِیزِ الْحَمِیدِ (8) الَّذِی لَهُ مُلْکُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى کُلِّ شَیْءٍ شَهِیدٌ ].
السلام علیکم أیها الأحبة من أبناء شعب البحرین الأبی ورحمة الله وبرکاته،،
السلام على صبرکم وثباتکم، السلام على عنفوانکم وإرادتکم الصلبة، السلام على شهدائکم وعوائلهم الکریمة، السلام على سجنائکم وجرحاکم، نسائهم ورجالهم، شبابهم وأطفالهم، وعلى کل عوائلهم الصابرة المحتسبة..
أبارک لکم أیها الأحبة قدوم شهر الله شهر الرحمة والمغفرة، شهر رمضان المبارک، وأسال الله سبحانه أن یجعله شهر خیر وأمن وأمان وعز ونصر لکم ولکل الأمة الإسلامیة.
لقد أَقدم النظام على خطوة خاطئة وغیر محسوبة باعتقال الزعیم الوطنی الکبیر الأمین العام للوفاق سماحة الشیخ علی سلمان “حفظه الله ورعاه” ومن ثم الحکم علیه..
وقد أدان النظام نفسه باعتقال الأمین العام لجمعیة الوفاق الوطنی الإسلامیة، وبالحکم السیاسی الصادر بسجنه لأربع سنوات، وکشف عن أقصى ممارسات الاضطهاد والاستهداف للعمل السیاسی السلمی العلنی، ودلل على عجز السلطة عن حل الأزمة وعدم قدرتها على الوفاء بالتزاماتها لشعبها، وعدم تقبلها للآخر واختناقها بطوق المطالب وفاتورة الانتهاکات والتجاوزات التی تراکمت علیها.
والحکم على الزعیم الوطنی الکبیر الأمین العام یزیدنا الیوم یقیناً بصوابیة وفعالیة موقفنا ویشدّ عزمنا على المضیّ فی طریقنا لإحقاق الحق واستیفاء الحقوق ونیل الحریات.
والحکم على الأمین هو فشل وهزیمة لمشروع الاستبداد والاستئثار، وانتصارٌ للأمین العام ومشروعه للحریة والکرامة والدیمقراطیة، فی وجه السلطة وکل من یدعمها.
ومن الغباء والحماقة الاعتقاد أن الحکم ضد الأمین سیحقق إطفاء وإخماد مسیرة شعبنا الطویلة فی المطالبة بالحریات والحقوق، بل سیکون وقوداً ودافعاً لترسیخ فکرة مواصلة السعی والتحرّک بأن یکون “الشعب مصدر السلطات جمیعا”.
واهمون إن ظنوا أن بحکمهم على الأمین العام سیکسرون شوکة الشعب وینالون من عزیمته الصلبة وإرادته القویة.
إن الحکم على الأمین لهو دلیلٌ على استقلالیة الأمین واستقلالیة ووطنیة الحراک، وتوکله وتوکل الشعب على الله، وعدم الرکون للإملاءات والاغراءات والحلول المستخفة بقدر شعبنا الأبی، والذی لا یقل قیمة أو مکانةً عن الشعوب الحرّة.
إن إدانة وسجن الأمین العام لهو تصعیدٌ خطیر یتحمل مسؤولیته النظام، ولن یتقبل شعبنا الغیور تغییب واستهداف الأمین العام، ولن یرضى بنتائج محاکمته غیر العادلة.. وواثقون کل الثقة من أنه سیواصل حراکه ومسیرته السلمیة بکل عنفوان وصلابة أکثر من ذی قبل.
لقد شکل الإقدام على محاکمة الزعیم الوطنی الکبیر الشیخ علی سلمان منازلة عادلة أمام الرأی العام حیث تبنى العالم بمؤسساته وکبار دوله، بإستهجان الحکم والمحاکمة، وتبنى فی المقابل الدفاع والتضامن مع شخص الزعیم الوطنی الکبیر الشیخ علی سلمان، بما تحمله شخصیته من صفات الحکمة والصدق والاخلاص والتفانی فی خدمة وطنه وشعبه، وفق أسس العدل والمساواة والوطنیة الجامعة ورعایة للسلم والأمن، فی مقابل نظام یستبد ویضطهد ویتعسف فی استخدام وتوظیف القوانیین لضرب المطالبین بالحریة والعدالة، حمایة للدکتاتوریة والاستئثار بالسلطة، ویدیر ظهره للنداءات الصادقة التی تدعوه الى المصالحة ویغلق أبوابها.
وإن العالم لیرى الفرق الشاسع بین مشروعنا الحضاری للبحرین لبناء دولة دیمقراطیة تعددیة تصون الحریات وتضمن العدالة والشراکة، وفقا للأطر العالمیة الراقیة، وبین مشروع النظام الذی یبنى على انتهاک الحقوق والظلم والإقصاء والتهمیش وتجاوز کل المواثیق والعهود الدولیة.
شتان بین المشروعین، والمجتمع الدولی تقع على عاتقه الیوم مسؤولیة کبرى لما آلت إلیه الأمور أو ما قد تؤول الیه نتیجة تخاذل البعض ودعم النظام، وعدم مراعاة مشاعر الشعب وما یتعرض له من اضطهاد، وإن دعم الدکتاتوریة خیانة لمبادئ حقوق الانسان ودعم للإرهاب والبطش المقنن رسمیا.
لقد جرت المحاکمة غیر العادلة، والخالیة من الانصاف، أمام مرأى العالم بکل ما احتوت من کومیدیا سوداء أسخفها حرمان الأمین العام من حق الدفاع وعدم الاستماع لمرافعته ومرافعة هیئة الدفاع، وأن قبول الادعاء على الأمین العام الشیخ علی سلمان واعتبارَ شاهد الزُّور وما یفتریه حجة وبینة، ورفض اتخاذ أی اجراء ضده رغم الوضوح البین فی عملیة التزویر الواضحة، ورفض فحص أو عرض الأدلة وعدم إعطاء الأمین العام حقه فی الدفاع، یوّضح بشکل فاضح حجم الفساد داخل النظام والقضاء وتلاعبه بمصیر المواطنین وتوظیف المحاکم والوزارات والتلاعب بالقوانین خدمة لمصالح النظام، ویعطی صورة لأحقیة وصوابیة المطالب التی رفعتها المعارضة وطالب بها الشعب.
إننا إزاء کل ما نلاقی من استهداف وظلم، نؤکد مضیّنا على ما مضى علیه سماحة الشیخ علی سلمان وعلى ما أرساه من قواعد عمل سیاسی سلمی معلن وجاد وشجاع، وعلى ما قدمه من أنموذج فی الحفاظ على الوحدة الوطنیة والاستقلال.
إننا فی جمعیة الوفاق نتمسک کل التمسک بالشیخ علی سلمان کأمین عام للوفاق أجمع علیه المؤتمر العام للجمعیة، وقد أسس الأمین العام سماحة الشیخ علی سلمان مؤسسة قویة وقادرة وناهضة بمسؤولیاتها، وأطلق مدرسة أثبتت جدارة طرحها وقوة منطقها وحجتها طیلة العقدین الماضیین، وبَنى منهجاً سلمیاً رصیناً یحمل أعلى مستویات النضج والعقلانیة فی العمل السیاسی، وسیکون نتاج جِدهِ وإخلاصه حریةٌ وکرامةٌ وعزٌا لشعب البحرین ولکل الشعوب المستنیرة بعطائه.
إن النظام باء بالفشل الذریع حین فکر فی عزل الزعیم الوطنی الشیخ علی سلمان وحین حاول تشویه سمعته والحکم علیه فقد انقلب السحر على الساحر، وعزل النظام نفسه بهذه الخطوة الجائرة وباء بالخذلان.
سجنوا الأمین وظنوا بأن بسجنهم إیاه قیدوه وما دروا بأنهم سجنوا أنفسهم.. فوالله إنهم یعیشون القلق والخوف والوجل طیلة وجود الأمین فی سجنهم.. فالأمین حرٌ وسیبقى حراً من خلال أنصاره ومحبیه.
إن سجنتم هذا الزعیم الوطنی الکبیر الشیخ علی سلمان فهناک ألف ألف علی سلمان، وعلى نهجه فی الداخل والخارج وسیسیرون قدما نحو الهدف المنشود فی الحریة والعدالة والدیمقراطیة.
کما نؤکد على أننا أصحاب الحوار الجاد والهادف إلا أننا لن نخوض أی حوار إلا ورباننا الزعیم الوطنی الکبیر الشیخ علی سلمان، فیه وعلى رأسه.
کما ندعو أبناء شعبنا الأبی لمواصلة حراکه السلمی والإصرار على مطالبه العادلة.. فالنفوسُ عالیةٌ وقد توطنت على التضحیة والنفس طویل، والعزم شدیدٌ ولن نعجز، ولن نذل، ولن نتراجع أو نستسلم ولن نرفع الرایة البیضاء، وعلى من یراهنون على تراجعنا أن ییأسوا، سنستمر مطالبین بحقوقنا وما ضاع حقٌ وراءه مطالب.
کل التحیة لشعبنا الصابر الصامد الحرّ الغیور الذی لن یترک الآمین ولن یترک الساحات، ولشهدائه ومعتقلیه وکل تضحیاته الجسام والتی لن تذهب هدراً.. والنصر حلیف المؤمنین.
والسلام علیکم ورحمة الله وبرکاته..