رأى رئیس المجلس التنفیذی فی "حزب الله" السید هاشم صفی الدین أن "ما یقوم به فریق 14 آذار، وتحدیدا فریق المستقبل على مستوى السیاسة الداخلیة من خلال الالتزام الکامل بتوجیهات السعودیة، سیأخذ لبنان لیکون یمنا جدیدا"، لافتا إلى ان ذلک "سیکون فشلا جدیدا لسیاسة السعودیة"، مشددا على أن "الحل یکون بالعودة إلى الشرکاء اللبنانیین الذین هم أبقى من السعودیة ومن أی دولة إقلیمیة، وبالحفاظ على الحد الأدنى من الشراکة الوطنیة التی یحفظ فیها الجمیع، ولا یقصى ولا یعزل فیها أحد".
کلام صفی الدین جاء خلال الاحتفال التکریمی الذی أقامه "حزب الله"، لمناسبة مرور ثلاثة أیام على استشهاد المجاهد علی حسین فتونی فی حسینیة بلدة الحلوسیة الجنوبیة، بحضور مسؤول منطقة الجنوب الأولى فی الحزب أحمد صفی الدین إلى جانب عدد من العلماء والفعالیات والشخصیات، وحشد من أهالی البلدة والقرى المجاورة.
وأشار إلى أن "ما یحصل فی هذه الأیام، هو خطوات لا نرى فیها إلا العناد والتشبث بآراء مصدرها ومنشأها الخارج، وأن هناک توجیها خاصا من دولة إقلیمیة معروفة باستمراریة دعم هذه المشاکل الیوم فی لبنان على المستوى الداخلی"، لافتا إلى أن "الفریق الذی یعتبر نفسه حاکما، ولدیه أکثریة بفضل دعم دول إقلیمیة وسفارات له، یرید أن یقصی ویعزل الجمیع، وحینما تتاح له الفرصة لن یستثنی أحدا، ونحن لا نتحدث عن تکهن أو توقع، بل عن وقائع عرفناها فی السنوات الماضیة، ونعرفها فی هذه الأیام، وهذا یدل عن قصور نظر فی التعاطی مع الشأن اللبنانی، فیما الجمیع یسلم أن لبنان بحاجة إلى الحد الأدنى من الإستقرار".
وأکد أن "المقاومة حققت وتحقق إنجازات کبیرة، وحمت وتحمی لبنان، وقدمت وتقدم نموذجا فی الصبر والشجاعة والتحمل والتضحیة، فهی لا تتعب ولا تضجر ولا تمل، ونفسها طویل جدا، وهی تتحمل المسؤولیة ولا تترک المسؤولیات ملقاة على الأرض کما یفعل البعض الیوم ممن ینظر ویتحدث کثیرا عن المقاومة وخیارها، وهو فی المقابل لا یفعل شیئا فی الدفاع عن البلد وعن المقدسات والأعراض"، مشیرا إلى أن "هناک کثیر من الکلام السیاسی فی لبنان، الذی نسمعه بلا طائل ولا معنى، وله أهداف حزبیة وانتخابیة، فلیس هذا هو مقیاس المسؤولیة، ولا تقاس بمثل هذه المعاییر الضیقة التی یغرق فیها کثیر من السیاسیین هنا فی لبنان، بل هی تحتاج إلى رجال یتحملونها فی لحظة تحملها مهما کان الأمر صعبا وقاسیا".
وشدد على أن "المسؤولیة التی تحملناها فی مواجهة هؤلاء التکفیریین، تدلنا بشکل واضح فی کل یوم أن الخطر التکفیری موجود ومحدق فی لبنان، وهو خطر حقیقی، ولو وقف فریق 14 آذار ومن خلفهم فی کل المنطقة وکل العالم وکل من یتحدث فی منطقهم وخطابهم وصرخوا فی اللیل والنهار أن لبنان لا یوجد فیه خطر، فنحن لن نصدقهم، لأن الخطر موجود وحقیقی وفیه تهدید لوطننا، فمهما قالوا ومهما کان الضجیج والحدیث السیاسی، فالجمیع فی لبنان یعرف أن الخطر موجود"، متسائلا: "کیف یدفع هذا الخطر عن لبنان، هل بالتمنیات أو باللجوء إلى المجتمع الدولی أو إلى بعض الدول الإقلیمیة التی هی أوجدت هذا الخطر بمالها".
وأکد أن "المقاومة حینما قامت بواجبها وتحملت مسؤولیتها، کانت تدافع عن کل لبنان ولیس فقط عن السلسلة الشرقیة، وتدافع عن کل مدینة وقریة وبلدة، ولأنها عرفت أن هذه هی المسؤولیة قدمت التضحیات فی سبیل تحقیق هذه النتیجة"، متسائلا: "ماذا جنى بعض اللبنانیین الذین یصغون إلى السعودیة وقطر، وإلى بعض السفارات العربیة طوال کل تجربتهم السیاسیة على مدى السنوات العشر الماضیة بالحد الأدنى، سواء فی وجه الإسرائیلی أو من أجل الحفاظ على لبنان ووحدته؟، وهل لبنان هو عندهم أولا کما یدعون، أم أن التوجیهات التی تأتی من السعودیة هی أولا، وماذا فعلوا أمام التهدیدات والمخاطر الکبیرة والعظیمة، التی مرت بلبنان من العام 2006 إلى التهدید التکفیری إلى العبوات إلى التهدید على السلسلة الشرقیة إلى التکفیر الذی یرید أن یتمدد ویوجد له إمارة فی لبنان؟".
وقال: "لا نجد من نتائج أعمال هؤلاء اللبنانیین إلا التضییع والفشل والخراب، وهم الیوم بسیاساتهم الخاطئة یأخذون البلد إلى مزید من الفشل والضعف والهوان".