29 July 2015 - 17:05
رمز الخبر: 10506
پ
رسا- حذر مرصد الفتاوى التکفیریة والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصریة من تنامی ظاهرة الإرهاب الإلکترونی، والتی کانت سببًا رئیسیًّا فی انتشار العنف والتطرف کنتیجة حتمیة للفکر المنحرف.
دارالافتاء


أوضح مرصد الفتاوى التکفیریة والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصریة أن المنتدیات الإلکترونیة ومواقع التواصل الاجتماعی کــ "الیوتیوب" و"تویتر" و"الفیس بوک" و"الواتس أب" و"الانستجرام".. وغیرها، أضحت الأداة الأهم فی ید الجماعات الإرهابیة لنشر أفکارها ومعتقداتها ووضع خططها وتنفیذ أهدافها وتجنید أعضائها.

 

وأکد المرصد التکفیری فی تقریره الخامس والعشرین والذی جاء تحت عنوان "دور المنتدیات الإلکترونیة ومواقع التواصل الاجتماعی فی تجنید الإرهابیین.. الخطورة وسبل القضاء علیها" أن 80% من الذین انتسبوا إلى تنظیم "داعش" تم تجنیدهم عبر وسائل التواصل الاجتماعی؛ حیث إن عدد المواقع المحسوبة لهذه الجماعات ارتفع من نحو 12 موقعًا إلکترونیًّا عام 1997 لیصل بحسب آخر الإحصائیات إلى 150ألف موقع هذا العام.

 

وأرجع التقریر أسباب استخدام المتطرفین لشبکات التواصل الاجتماعی إلى أنها قلیلة العبء المادی؛ حیث إن الاعتماد على آلیة منخفضة التکلفة یتیح نشر المعلومات عن التنظیمات وکیفیة التواصل مع أعضائها، إضافة إلى إتاحة تدفق المعلومات وتقلیل تکلفة تجنید الأعضاء، وإیجاد مجتمعات للتواصل الإلکترونی یتشارک أعضاؤها الأفکار والنقاش، فی جو یبعد عن سیادة الدول.

 

وأکد التقریر أن تلک الشبکات تساهم فی عمیلة التنسیق بین أعضاء الجماعات، معتبرًا موقع "تویتر" أحد أهم وسائل التواصل الاجتماعی التی تستخدم للتفاعل والتنسیق أثناء العملیات الإرهابیة، وتکمن المیزة الأساسیة فی "تویتر" بالنسبة إلى الجماعات الجهادیة فی أنه یوفر مجتمعات افتراضیة متغیرة، تتکون بصورة تلقائیة خلال الأحداث الکبرى وهو ما تستفید منه فی حین أنها تستخدم "فیس بوک" فی تجنید أتباع جدد ونشر الأفکار والمعتقدات؛ لأنه أکثر وسائل التواصل الاجتماعی استخدامًا فی تجنید المتطرفین، أما موقع "یوتیوب" فهو ساحة افتراضیة للتدریب؛ فالوظیفة الأساسیة له استضافة الفیدیوهات التی یقوم المشترکون بتحمیلها على الموقع لتصبح متاحة للجمیع.

 

وعدَّد التقریر خصائصَ الإرهاب الإلکترونی فی أنه لا یترک أی دلیل مادی بعد ارتکاب جرائمه، وهذا مما یصعب عملیة التعقب واکتشاف الجریمة، وسهولة إتلاف الأدلة، کما أن مستخدمی هذا النوع من الإرهاب یمتازون بخلفیات وخبرات فی استخدام الأجهزة والتقنیات الحدیثة، إضافة إلى أنه یحدث فی بیئة هادئة لا تحتاج إلى القوة والعنف واستعمال الأسلحة.

 

ونوَّه التقریر إلى أن الجماعات الإرهابیة تستخدم مواقع التواصل الاجتماعی لتسهیل التحویلات المالیة فیما بینها، بجانب الحصول على التبرعات المالیة، علاوة على تضخیم جرائمها وتعظیم الأضرار التی أصابت المجتمع من الحوادث الإرهابیة التی یرتکبونها من خلال نشر التحقیقات الإعلامیة عنهم کمجرمین عتاة یثیرون الرعب، مما یفقد المواطنین الثقة فی حکوماتهم وقدرتها على حمایتهم من الإرهابیین.

 

وحدد التقریر ثلاث فئات تستهدفها الجماعات الإرهابیة، أولهم المتعاطفون مع الفکر الإرهابی وهؤلاء غالبیتهـم من الشباب، وثانیهم الرأی العام لأجل تأکید نفوذ هذه التنظیمات فی المجتمع، إما بغرض الحشد والتأیید أو التخویف من مواجهـتهـا، وأخیرًا الخصوم من أجهزة الدولة ومؤسساتهـا، بهـدف إضعاف موقفهم، والتأثیر على هیبتهم، وإظهارهم بمظهـر العاجز فی مقابل قوتها.

 

وأرجع المرصد فی تقریره الأسباب التی تقف وراء استقطاب واجتذاب التنظیمات الإرهابیة للشباب إلکترونیًّا، إلى الجهل والفقر والبطالة والتی تدفعهم للالتحاق بتلک الجماعات، خاصة بعدما تستخدم المال لتغری به الشاب الحالم بمستقبل أفضل.

 

وأوضح التقریر أن تجنید التنظیمات الإرهابیة للشباب عبر الإنترنت یمر بعدة مراحل، بدءًا باتهام ولاة الأمر فی دینهم وعقیدتهم والطعن فیهم والسعی لتشویه صورتهم تحت موالاة الکفار وتعطیل شرع الله، وکذا العلماء ورجال الأمن والعمل على إسقاطهم، ثم نشر الأکاذیب عنهم لتشویه صورتهم.

ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.