30 July 2015 - 12:34
رمز الخبر: 10508
پ
الشیخ نعیم قاسم:
رسا- اکد الشیخ نعیم قاسم "فلسطین هی بوصلة الاتجاه السیاسی الصحیح وحیث تکون فلسطین یکون الموقف، ولا یمکن أن نقتبس مواقف أخرى نافعة لفلسطین إلا إذا کانت من قلب هذه القضیة الحساسة وتصب فی خدمتها فی نهایة المطاف".
الشيخ نعيم قاسم

 

القى نائب الأمین العام لحزب الله الشیخ نعیم قاسم کلمة فی مؤتمر التضامن مع فلسطین تحت عنوان "إتحدوا.. من أجل فلسطین" والذی أقامه الاتحاد العالمی لعلماء المقاومة فی مطعم الساحة. ومما جاء فیها:

 

 

أولا: فلسطین هی بوصلة الاتجاه السیاسی الصحیح وحیث تکون فلسطین یکون الموقف، ولا یمکن أن نقتبس مواقف أخرى نافعة لفلسطین إلا إذا کانت من قلب هذه القضیة الحساسة وتصب فی خدمتها فی نهایة المطاف، وما أسهل أن یکون البعض مع فلسطین بالکلمة والموقف وما أصعب أن یکون مع فلسطین بعطاءات الجسد والدم والتضحیة والجهاد، ولذا نرید معیارا لتقییم أولئک الذین هم مع فلسطین، وفی رأینا هذا المعیار هو الإجابة عن سؤال مرکزی: ماذا قدمتم لفلسطین فی المجالات کافة؟ فمن کانت إجابته بتقدیم المال والدم والموقف وکل القضایا التی تساعد فلسطین فهذا یعنی أنه مع فلسطین، أما من اکتفى بإنشائیات لا أثر لها على أرض الواقع فهذا بعید تماما عن فلسطین.

 

 

البدایة فی هذا المسار من رفض أی حق لإسرائیل فی أی شبر من أرض فلسطین، عندها یکون الموقف صحیحا وسلیما وبمعنى آخر علینا أن نرفض أی تنازل عن أی شبر من فلسطین من البحر إلى النهر حیث تعمل المقاومة لتحریر کامل فلسطین من البحر إلى النهر إن شاء الله تعالى. نحن نرى أن بعض حکام العرب هم مع تقدیم بعض الأطعمة والأشربة وبعض مواد البناء لفلسطین لأنهم محرجون بسبب رابطة الدین والعروبة ولکنهم مع استمرار "إسرائیل" فی احتلالها واقتطاع الجزء الأکبر منها فی إطار تسویة ظالمة یتحدثون عنها بعنوان مؤتمر السلام. هم لیسوا مع المقاومة لاسترداد الأرض ولو کانوا معها لدعموها بالسلاح ولکان موقفهم مختلفا عما نراه فی المیادین المختلفة.

 

 

هنا أسأل: من هو العدو ومن هو الصدیق؟ فی رأینا أن العدو هو المحتل والعدو هو المعتدی وهذا ینطبق على "إسرائیل"، أما المخالف فی الموقف والمصالح الشخصیة فلا یمکن أن یکون عدوا ولذا من یتخذ العداء انطلاقا من اختلاف المواقف سواء غلفها بالعنوان المذهبی أو الطائفی أو السیاسی أو الثقافی أو العرقی، فإنه یحرف المسار تماما لأن المعتدی هو من یحتل ویعتدی. وفی کل الأحوال رأینا أن بلدا کبیرا مهما کالجمهوریة الإسلامیة فی إیران قدمت وضحت وواجهت وتحدت من أجل فلسطین، فهی لم تکتف بالکلمة ولم تکتف بإلغاء السفارة الصهیونیة لصالح السفارة الفلسطینیة ولم تکتف بالمظاهرات فی یوم القدس العالمی ولم تکتف بحشد المواقف لتأیید فلسطین بل دعمت المقاومة بالمال والسلاح فی فلسطین وجوارها قولا وعملا وهذا ما یسجل لإیران الإسلام، وهی واجهت إسقاط الدولة الإسلامیة والتبعیة وانتزاعت الاعتراف بحقوقها من المجتمع الدولی، کل ذلک فی إطار مواقفها الثابتة وعلى رأسها فلسطین.

 

 

أما حزب الله فهزم "إسرائیل" بالموقف والمقاومة ولولا المقاومة المسلحة بعد توفیق الله تعالى لما هزمت "إسرائیل" ولذا نحن ندعو إلى الموقف والمقاومة لأن "إسرائیل" لا یمکن أن تهزم بالموقف فقط إنما بالمقاومة وعلى رأسها مقاومة السلاح.

 

 

ثانیا: إن مواجهتنا للارهاب التکفیری فی منطقتنا لم تحصل لأنها أولویة، وأذکرکم أن هذا الإرهاب التکفیری کان موجودا منذ سنوات وکنا نتجنبه ولا نتعاطى فی المواقف معه لأننا نعتبره بعیدا عن التأثیر على قضیتنا المرکزیة، لم نکن لنلتفت لهؤلاء ولا لنهتم بهم ولکن عندما اتخذ الإرهاب التکفیری موقفا وخیارا فی مواجهة مشروع المقاومة بأذرعه المختلفة، وتصالح عملیا مع "إسرائیل" من خلال تجنب إزعاجها ومن خلال معالجة الجرحى فی الکیان الإسرائیلی وجدنا أننا أمام عقبة کأداء لا بد من مقاتلتها کجزء لا یتجزأ من قتال "إسرائیل"، نحن نقاتلهم کفئة باغیة تقف فی طریقنا لمواجهة المشروع الإسرائیلی لا کأولویة.

 

 

من هنا عندما یدعون بأنهم یواجهونا بالمذهبیة نرد علیهم بقتال "إسرائیل" وعندما یواجهونا بالتکفیر نرد علیهم برحمة الإسلام ونقاتلهم دفاعا فی مواجهة البغاة، لن ننجر إلى خطابهم ولا مفرداتهم فالأولویة بالنسبة إلینا "إسرائیل" ونقاتل ما یقع فی الطریق لإزاحته تمهیدا لتحریر فلسطین.

 

 

ثالثا: المقاومة الفلسطینیة شرف وعز، فشعب فلسطین قدم التضحیات العظیمة المبارکة فی مجالات مختلفة، ونحن نعتبر أن مسؤولیة المقاومة الفلسطینیة فی أن تحشد کل القوى فی العالم لدعمها وخدمتها وتأییدها ولیس من مسؤولیتها أن تکون جزءا من محاور الصراع العربی، ولا أن تکون مع جهة دون أخرى. نحن نؤمن بأن المقاومة الفلسطینیة هی قطب الرحى وعلى الجمیع أن یدعموها ولیس مطلوبا منها أن تدعم فئة على حساب فئة وحاکم ضد حاکم، أو أن تکون بین الحکام وشعوبهم، على الجمیع أن یلتحقوا بفلسطین ولیس مطلوبا من الفلسطینیین أن یلتحقوا بأحد، ومهما کان الادعاء عند البعض بالحاجة إلى مواکبة هذا الانجرار لتأیید بعض الأنظمة أو بعض الاتجاهات تحقیقا للمصالح الفلسطینیة أقول لهم: المصلحة بالابتعاد عن هؤلاء هی أکبر بکثیر من الانجرار وراء مطالبهم التی ترید القضاء على فلسطین ولا ترید لها أن تکون عزیزة کریمة.

 

 

رابعا: العلماء الحقیقیون هم الذین یطبقون أوامر الله تعالى فی الوحدة والتقوى والعزة وتحکیم شرع الله تعالى، أما الذین یحتجون بمزاج الناس وأهوائهم ویتخذون المواقف التی تنسجم مع الجمع ومع عموم المشاعر فهؤلاء لا یقومون بواجبهم ولا بدورهم "أفرأیت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة فمن یهدیه من بعد الله أفلا تذکرون". لسنا مکلفین کعلماء أن نکون مع أکبر جمع من الناس، إنما نحن مکلفون أن نحمل الحق والحقیقة وندافع عنها ولو سار معنا قلة من الناس، لسنا مکلفین کعلماء أن یصفق الناس لمواقفنا، بل أن ننقذهم بتعریفهم على شرعنا وخطواتنا الصحیحة، لسنا مکلفین أن نکون لا مع جامعة الدول العربیة ولا مع مجلس الأمن ولا مع الأمم المتحدة إنما نحن مکلفون أن نکون مع المجاهدین الأبطال من أبناء المقاومة الفلسطینیة لإعزاز موقفهم وتحریر الأرض والمقدسات. هذا هو تکلیفنا ونحن موعودون بالنصر من عند الله تعالى، "ولقد سبقت کلمتنا لعبادنا المرسلین إنهم لهم المنصورون وإن جندنا لهم الغالبون.

 

 

خامسا وأخیرا: المقاومة فی زماننا لم تعد حلما وإنما أصبحت واقعا ملموسا ومؤثرا ومنصورا، والنصر لم یعد أملا بعیدا، بل أصبح إنجازا وقعیا، رأیناه فی لبنان وفی فلسطین، لقد تخلصنا من الإحباط لمصلحة الأمل ومن الهزیمة لمصلحة النصر ومن التراجع لمصلحة التقدم، وها نحن نرى مسیرة المقاومة تتقدم خطوات إلى الأمام ومسیرة الانحراف تتراجع خطوات ولو ببطء، علینا کعلماء لهذه الأمة أن نحمل هذه المبادئ ونعمل لها مخلصین، والنصر إن شاء الله سیکون معنا لأننا مع الله ومع الحق ومع الإنسان ومن کان مع هؤلاء جمیعا لا بد أن ینتصر.

ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.