حیا نائب الأمین العام لحزب الله سماحة الشیخ نعیم قاسم فی کلمة له خلال افتتاح المؤتمر السنوی الثامن لاتحاد الاذاعات والتلفزیونات الاسلامیة فی طهران، حیا إتحاد الإذاعات والتلفزیونات الإسلامیة على هذا الجهد الکبیر فی السنوات السابقة ونحن الأن فی المؤتمر الثامن برئاسة ورعایة سماحة الشیخ کریمیان ومعاونة کل الوسائل والمدراء والأقسام والجهات التی أدت وظیفةً مهمة فی هذا الربط بین وسائل الإعلام المختلفة لتواجه التحدیات الکبیرة التی نواجهها.
واضاف: " نحن نعلم أن الأعلام یحمل وظیفة أساسیة فی إبراز الخبر ولکنهم حولوا الإعلام إلى دعایةٍ مشبوهة وإلى تلفیقات تبدأ بأدنى المراتب وهی الکذب لتصل إلى أعلى المراتب وهو البهتان بأشکاله المختلفة، نحن عندما نعمل من خلال وسائلنا لا بد أن تحضر لدینا تلک الأخلاقیة الإسلامیة العظیمة فی أن نکون صادقین مع شعبنا ومع الناس لأن ما لم نحصل علیه بالصدق لا یمکن أن نحصل علیه بالکذب، وإذا سلکنا مسلک التشویه والکذب والدجل والمواربة فإننا بذلک نستخدم ألیات المنحرفین وفی هذا لا یمکن أن ننافسهم فنقع أسرى التلمذة على أیدیهم فنخسر الأخرة والدنیا معًا، قال تعالى "وَلَا تَقْفُ مَا لَیْسَ لَک بِهِ عِلْم إِنَّ السَّمْع وَالْبَصَر وَالْفُؤَاد کُلّ أُولَئِکَ کَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا" وبالتالی نحن نقدم الإعلام بصورته الحقیقیة الناصعة وعلینا من خلال وسائلنا أن نثقف شعوبنا المختلفة لیعرفوا من أین یأخذون المصدر الإعلامی الصحیح أی أن یکون لأعلامنا دور کبیر فی التثقیف لتمییز بین الأعلام الصادق والأعلام الکاذب لیصبح الناس قادرین على أن یمیزوا على القاعدة القرأنیة" یَا أَیُّهَا الَّذِینَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَکُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَیَّنُوا أَنْ تُصِیبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِینَ".
ورأى الشیخ قاسم ان "الصراع الموجود الیوم فی العالم هو صراع سیاسی بین مشروعین کبیرین الأول نطلق علیه مشروع الإستکبار والثانی نطلق علیه مشروع المقاومة، وتحت مشروع الإستکبار هناک تفاصیل کثیرة تبدأ بإسرائیل وتمر بالتکفیریین ولا تنتهی بکل المنحرفین الذین یسلکون هذا الإتجاه سواء أکانوا جهاتٍ أو أفراد، وأما مشروع المقاومة فیضم تحته کل أؤلئک الذین یؤمنون بالعقیدة الحقیقیة والحریة والکرامة والإستقلال وتربیة الأجیال ورعایة الأصول التی تختص بها منطقتنا من تاریخنا إلى زماننا وإلى مستقبلنا، الصراع موجودٌ بین هذین المشروعین بکل وضوح وهو لیس صراعًا مذهبیًا ونحن نقع أحیانًا فی خطأ تسلیط الضوء على العنوان المذهبی من البوابة السیاسیة فی الوقت الذی یستخدم أصحاب المشروع المعادی العنوان المذهبی لیضلل الشعب فیأخذوهم إلى مشروعهم الإستکباری المرفوض أصلاً لکنه یصبه محببًا تحت إطار العنوان المذهبی. وقال: "حصل تحولٌ کبیر بعد عدوان تموز 2006 على لبنان، وهذا التحول أنهى أربعة أمورٍ مهمة جدًا کانت تسقل کاهلنا أولاً أنتهى الجیش الذی لا یقهر وأصبحنا أمام کیانًا إسرائیلی یمکن قهره وقد قهرَ جزئیًا ونحن بإنتظار أن یتم هذا الأمر على ید المقاومین المجاهدین من أبناء فلسطین وأبناء الأمة وإن شاء الله نصل إلى هذا الوقت العزیز لتطرد إسرائیل بالکامل لأن بامکاننا أن نقهرها بإذن الله تعالى، ثانیاً إنتهى التسلیم بالحلول المطروحة فی المنطقة على قیاس إسرائیل فلم تعد المنطقة فی خریطة التوزیع الذی یلائم إسرائیل فلبنان لم یعد ممر للتوطین وهذا إنتهى وسوریا لیست حدیقة خلفیة لإسرائیل والفلسطنیون لیسوا مدجلین فی دائرة الرغبة بتسویة ظالمة، وهکذا إسرائیل الیوم ولأول مرة تتحدث عن خطر وجود علیها لإنها لاحظت کیف أن المنطقة تتحول تحولات کثیرة تؤدی فی نهایة المطاف إلى أن یتراجع مشروعهم بشکلٍ کبیر، ثالثاً إنتهى الإحباط والیأس من المواجهة والتغییر ولم یعد فی وطننا العربی وأمتنا الإسلامیة مفردة العجز والتسلیم للواقع القائم بل هناک حرکة مقاومة نشطة تنمو فی أماکن مختلفة وبأشکال مختلفة رافضة للإستکبار ومندرجاته المختلفة وهذا إنجاز عظیم، رابعًا إنتهى زمن الصراخ والشکوى وبدأنا نسمع صراخاتهم وشکواهم، کنا نصرخ من الألم ولا نعلم ماذا نفعل ولکن الأن نعمل ونشق الطریق وبإمکاننا أن نصل وهم یصرخون، هم یصرخون ونحن نعمل کنا نصرخ وهم یعملون وإن شاء الله یکون النتاج لمصلحة هذا التوجه.
واشار الشیخ قاسم الى ان المقاومة الإسلامیة کسرت ثلاثة مشاریع کبرى خلال أقل من عقد من الزمن، أولاً کسرت المشروع الإسرائیلی من بوابة لبنان فی حرب تموز سنة 2006 والذی کان یرید سحق المقاومة لإنهاء أصل مشروعها ولکنها بقیة وانتصرت ومع کسر هذا المشروع سقط العبور من بوابة لبنان إلى الشرق الأوسط الجدید الذی نظمت له وزیرة الخارجیة الأمیرکیة سابقًا ریس، ثانیًا کسرت المقاومة المشروع التکفیری من بوابة سوریا وخاصة من بوابة القصیر والقلمون وباقی البلدات السوریة العزیزة المجاورة للبنان والموجودة فی العمق بالتعاون مع الشرفاء فی الجیش السوری مع کل الأحرار الذین واجهوا هذا المشروع التکفیری وعندما أقول أننا کسرنا هذا المشروع التکفیری لأن إندفاعته التی کانت کبیرة عندما إبتدء من البوابة السوریة بشکل کبیر ومن ثم إنتقل إلى لبنان وإلى العراق وجدنا أن مقاومة هذا المشروع فی سوریا ولبنان والعراق قد کسر بشکلٍ کبیر وبدء یتراجع وعلى الأقل وقف عند حدٍ لا یستطیع بعده أن ینمو وعلینا أن نتابع لمزید من کسره، ثالثًا کسرت المقاومة العبور من سوریا إلى شرق أوسط جدید مرة ثانیة لأنهم کانوا یریدون من خلال تدمیر سوریا وتغیر نظام سوریا أن یوجدوا نظامًا یدیلاً هو نظام إسرائیلی ثم یقسمون المنطقة بطریقة جدیدة تنسجم مع المشروع الأمیرکی الإسرائیلی هذا المشروع کسر من البوابة السوریة. علینا أن لا نفاجئ أنهم یعادون المقاومة إلى هذه الدرجة فقد ألمتهم وأزعجتهم وعطلة مشریعهم بل نفاجئ إذا قبلوا بالمقاومة لأنهم عندما یقبلونها یعنی أنها أداةٌ طیّعةٌ فی أیدیهم لتحقیق مکاسب سیاسیة یریدونها، نحن مع المقاومة التی لا تخضع لأنظمة ولسنا مع المقاومة التی تخضع لإعتباراتٍ سیاسیة مختلفة.
ولفت الى الإتفاق النووی بین إیران والدول الست العالمیة الکبرى معتبرا انه إنجاز عظیمٌ لإیران وهو مصلحة للإستقرار فی المنطقة لأن البدیل عن الإتفاق هو الحرب، والحرب فی أحسن نتائجها ضرر على الجمیع من هنا عندما عقدت إیران هذا الاتفاق أخذت إلتزامًا ببقاء برنامجها النووی السلمی بکامل دورته بضوابط معینة ولکن البرنامج النووی بقیّ حاضرًا وفی أنً معًا أعترف العالم بدور إیران ومکانة إیران یمکن من خلال هذا التفاهم العبور إلى التفاهم بین دول المنطقة وإیران ولیس هناک إی مبرر لإمتناع هذه الدول لتفاهم مع إیران، نعم المخاوف التی لدیهم لیست من عدم إلتزام إیران منما تتفق علیه ولکنهم یریدون ما لا یستحقون، وما لم ینجحوا به بأسالیبهم المختلفة، لماذا تفقد بعد الدول فی المنطقة کالسعودیة وغیرها تأثیرها على جماعات وجماعات مختلفة فی منطقتنا؟ هل تعلمون؟ وهل تریدون الوضوح تمامًا؟ السعودیة وأمیرکا وإسرائیل وجمیع هذا المحور یتعاملون مع أتباعٍ مأمورین فی منطقتنا وهؤلاء لا یستحقون الحیاة أصلاً بینما محور المقاومة عندما یتعامل مع قوه المختلفة انما یتعامل مع قضیاهم وقنعاتهم ولذا محور المقاومة أرسخ من محورهم لأننا متعاونون وحلفائنا ولسنا أتباعًا وعملاء کما هم یفعلون.
وختم معتبرا ان الحروب الداخلیة فی المنطقة بلا أفق والمعادلات المیدانیة فی سوریا والیمن تثبت أن لا امکانیة لترجیح کافة المعتدین ولذا استمرار الجریمة السعودیة الامیرکیة فی الیمن لا تعطی إلا المزید من الدماء ولا تقدم حلاً على الإطلاق لا یوجد أی أفق للحلول العسکریة فی المنطقة ولا یمکن أستمرار العدوان على سوریا أن ینتج حلًأ على شاکلتهم أو على أی شاکلة أخرى، الحلول السیاسیة فقط هی التی تنهی مرحلة وتفتح مرحلةٍ جدیدة ومع الحلول السیاسیة من الطبیعی أن لا یأخذ کل طرف ما یرید ولکن فی نهایة المطاف یتوقف العدوان وتتوقف الحروب.