فی حوار متلفز أکد الشیخ عبد الفتاح مورو على أن الإسلامیین أخطأوا کباقی البشر ولم یکن الإسلامییون معصومین لکن هذا الواقع مضخم فی بعض الأحیان وأضاف: "نحن نقول للناس لسنا وحدنا الحاملین للحقیقة فی هذا المجتمع بل الحق بین یدی وبین یدی غیری".
وشدد "نحن الإسلامیون لیس ممبرر وجودنا أن نعلم الناس الوضوء والأحکام لأن ذلک قد تفرغ له العلماء والدعاة وهم کثیرون" موضحا أن "الإسلامیون یسعون من منطلق ما یفقهونه لعرض بدیل عن الواقع المؤلم الذی یعانی منه المسلمون".
وأضاف القیادی فی حرکة النهضة أن "البعض نسوا أن ما یسمونه الاسلام السیاسی هو مساهمة من افراد متدیین فی إدارة البلد" وتسائل "هل التدین یمنع الإنسان أن یکون فی موقع القرار فی البلد".
وعبر نائب رئیس برلمان التونسی عن استیائه لإقصاء الإسلامیین من إدارة الدولة قائلا "هل تریدون أن نتخلى من الساحة وأن نکون وحیدین فی الساحة ولا یأتی یوما یتصدی أحد بوحده للساحة بل یجب أن نتعایش معا".
وردّ الشیخ مورو على سؤال حول التعامل مع الشخصیات البعیدة عن الإسلامیین مؤکدا "لا یمکن أن ننقطع عن الساحة بمجرد خطأ واحد وموقفنا و سیاستنا هی التعامل مع الشخصیات لکن على اساس مکتسبات الثورة".
واعتبر عضو حرکة النهضة أن تشبث القیادات التاریخیة بإدارة الحرکات الإسلامیة هو الداء العضال والمرض الکبیر قائلا "هذا الأمر خطأ لأن من یبدأ بمشوار ویقدم ما علیه یجب أن یعرف أن وراءه صف طویل والرجات التی حصلت فی حرکاتنا أصبحت تدعو هذه القیادات الی التنحی طوعا و کرها".
وأضاف "انا دعوت إلى تجدید ثلاثی فی النهضة و هو ان المراکز القراریة فی النهضة تجدد فی المؤتمر الآتی بنسبة الثلث فتتنحی منها القیادات التاریخیة ویحتلها قیادات دون الأربعین ثم فی المؤتمر الذی ینعقد بعد ست سنوات یتنحى الثلث الآخر حتى تتجدد القیادات کلها بعد 9 سنوات".
وأشار الشیخ مورو "نحن أرسلنا ابنائنا إلى الجامعات الکبیرة التی تعلمهم العلوم الطبیعیة فاصبحوا اطباء ومهندسین وغفلنا أن نرسل أبنائنا إلى الجامعات التی تعلم العلوم الإنسانیة بشکل صحیح" وأکد "منذ القرن السادس لم نسهم فی العلوم الإنسانیة إلا واحد وابن خلدون فی علم الاجتماع وهو الذی لم یجد حظوة لدى المسلمین إلا فی القرن التاسع عشر حینما اکتشفه الاروبیون".
وأشار القیادی فی حرکة النهضة إلى حرکة داعش قائلا: "داعش الذی شکل فی العراق و الشام هل قرأ أحد منهم العلوم المؤدیة إلى الدولة بل هؤلاء یعتقدون أن الدولة تشکل باجتماع مجموعة من الناس تحت وطأة السلاح لیلا ونهارا والذی یخالفهم یقتل، مؤکدا "سیفشل داعش لانهم لا یعلمون کیف یقیمون الدولة".
وعد الشیخ مورو أن "أحد أسباب فشل الإسلامیین فی تونس ومصر هو عدم علمهم بادارة الدولة واغفالهم لهذا الجانب" مشیرا إلى أن "من ایجابیات هذه السقطات أننا تعلمنا الکثیر، وقضیتنا اکبر من الزمن، قضیتنا هی عزة الامة ونهضتها من خلال الحکم وإلا من خلال رفع مستوى المعرفة".
وختم قائلا "لقد أصاب المجتمعات الاسلامیة واصابنا الانحراف ونخرج من التخلف بتصحیح رأینا و مواقفنا عن طریق المعرفة لا عن طریق الإدعاء و عن طریق تغییر الواقع لا عن طریق الخطب".