أکد عضو کتلة الوفاء للمقاومة النائب الدکتور حسن فضل الله، أن "التیار الوطنی الحر فاجأ کل الذین راهنوا على ضعفه ووهنه، من خلال هذا التجمع والتظاهرة الشعبیة الحاشدة، التی أعادت التأکید على التمثیل الحقیقی فی الشارع المسیحی للعماد میشال عون".
واشار فی احتفال تأبینی لعبد الحسن فوعانی والد الشهید أحمد فوعانی، فی حسینیة بلدة حولا الجنوبیة، الى ان "هذه التظاهرة الکبرى هی رسالة واضحة بأن هذا التیار یملک من التأثیر والفاعلیة والشعبیة، ما یخوله أن یکون الشریک المسیحی الأساسی على مستوى الدولة، ومن هنا کان مطلبه بالشراکة وبأن یکون رئیس الجمهوریة ممثلا حقیقیا للطائفة التی ینتمی إلیها، کما أظهرت هذه التظاهرة أیضا أن شعبیة الخیارات للتیار الوطنی الحر وللعماد میشال عون عالیة جدا، لافتا الى ان "کل الذین شنوا علیه الحملات، خصوصا من العام 2006 یوم التفاهم مع حزب الله، ووقف موقفه التاریخی إلى جانب المقاومة فی مواجهة العدو الإسرائیلی، کانت حملاتهم مجرد دعائیة وسیاسیة".
وشدد على ان "الناس نزلت وقالت للعماد عون نحن مع خیاراتک، بما فیها خیار التفاهم مع المقاومة، وموقفه معها سواء فی مواجهة العدو الإسرائیلی أو العدو التکفیری، مشیرا الى "أننا أمام فرصة لمعالجة أمورنا الداخلیة وهی فرصة الحوار، وحزب الله دائما من دعاة الحوار لمعالجة الأزمات الداخلیة".
وقال: "الآلیات والطرق والوسائل التی نواجه بها عدونا الخارجی، نستطیع أن نحولها فی الداخل إلى طرق أخرى، ومن بینها الحوار الذی هو المدخل الطبیعی لمعالجة الأزمات"، معتبرا أن "هذه الفرصة تتمثل الیوم بدعوة دولة الرئیس نبیه بری الکتل النیابیة إلى طاولة الحوار".
اضاف: "نحن سنذهب الأربعاء المقبل إلى هذا الحوار بکل جدیة وحرص ومسؤولیة وسعی لإیجاد حلول ومعالجات، وإعادة العمل بمؤسسات الدولة بدءا من انتخاب رئیس للجمهوریة، اننا مع الدعوة لانتخاب رئیس للجمهوریة، کذلک اننا نتمسک بفتح المجلس النیابی وبتفعیل عمل الحکومة من خلال الآلیة التی تفاهمنا علیها".
واعتبر فضل الله أن "المشهد الإنسانی المؤلم الذی یضج به العالم الیوم، والمرتبط بقضیة النازحین السوریین إلى أصقاع الأرض، خصوصا بعد غرق العدید من النازحین وظهور قضیة ذاک الطفل، مرتبط بفقدان معظم الشعب السوری لنعمة الأمان".
وتابع: "نحن لا ندعی أن سوریا کانت واحة للحریة والدیمقراطیة قبل هذه الأزمة، فکان هناک أزمات ومشاکل، کما کان هناک محاولات للاصلاح، ولکن فی سوریا کان هناک نعمة الاستقرار والأمان، وأن هذا البلد لم یکن مدیونا، وإنما یحتاج إلى فسحة من الحریة والدیمقراطیة، ولکن عندما ضربت نعمة الأمان ودخلت المؤامرة إلى سوریا أصبح جزء من الشعب السوری مشردا، والبعض الآخر أصبح نازحا یعیش بلا کهرباء ولا میاه ولا أمن ولا استقرار، ان هذه العائلة التی غرقت لم تکن هاربة من النظام، بل من کوبانی فهم أکراد عین العرب، أی أنها کانت هاربة من تنظیم داعش".
وختم: "علینا نحن فی لبنان أن نعتبر ونتعلم ونأخذ الدرس من الذی یحصل فی سوریا، کما أخذنا الدرس فی عام 1982 عندما اجتاحت (إسرائیل) الجنوب وانطلقت المقاومة الإسلامیة، وکان قبلها مقاومات تقاتل هذا العدو وتواجهه، فالخلاصة أنه لولا تصدی المقاومة للجماعات التکفیریة لما کنا نحن الیوم ننعم فی وطننا بالأمان على عکس بعض البلدان من حولنا".