عقد مجلس المفتین فی لبنان اجتماعا برئاسة مفتی الجمهوریة الشیخ عبد اللطیف دریان، فی دار الفتوى، واصدر بیانا تلاه عضو المجلس المفتی سلیم سوسان، اشار فیه الى ان المجلس توقف أمام ما جرى فی المسجد الأقصى وساحاته من اعتداءات وحشیة إرهابیة على المصلین والمقدسیین".
وتساءل المجلس: "هل کان الإسرائیلیون یجرأون على تدنیس المسجد الأقصى واقتحامه وعلى تدمیر بعض محتویاته واعتقال المصلین الرکع السجود من ابناء القدس المحتلة لو ان العرب والمسلمین على قلب رجل واحد؟ هل کانوا یرتکبون کل هذه الفواحش لو کانوا یحسبون لرد فعل انتقامی عربی واسلامی؟ هل کانوا یواصلون مخططاتهم التوسعیة والاستیطانیة والتهویدیة لو کانوا یعتقدون ان معارضة المجتمع الدولی لهذه الانتهاکات الفاضحة لمواثیق الأمم المتحدة وقراراتها هی معارضة حقیقیة وجادة ومسؤولة؟".
ووجه مجلس المفتین "تحیة اکبار وتقدیر الى أهلنا، أهل القدس الشریف، الذین تصدوا بصدور عاریة لآلة حرب العدو الاسرائیلی المعتدی والمحتل، متسلحین بإیمانهم بالله وبعدالة قضیتهم"، محملا "الرأی العام العربی والإسلامی والرأی العام الدولی، مسؤولیة السکوت على هذه الجرائم الاسرائیلیة المتمادیة التی تتحدى شعائر الله ومشاعر العرب والمسلمین وحق الأنسان فی حیاة حرة کریمة فی وطنه".
وتوقف امام الحادث المؤلم الذی وقع فی المسجد الحرام فی مکة المکرمة جراء سقوط رافعة کبیرة اثر عاصفة شدیدة، داعیا الله العلی القدیر الى ان یتغمد الضحایا بواسع رحمته وأن یمن على الجرحى بالشفاء العاجل، وأن یتقبل منهم جمیعا حجهم وعمرتهم".
من جهة ثانیة، دعا المجلس إلى "انتخاب رئیس جدید للجمهوریة فورا"، معتبرا ان "انتخاب الرئیس هو مفتاح حل کل المشاکل الأخرى التی نخشى من تداعیاتها ومن سوء استغلالها وتوظیفها"، مؤکدا "ان رئیس الجمهوریة هو رمز الدولة والمؤتمن على الدستور، ولذلک لا یمکن لدولة ان تستمر من دون رئیس یمارس هذه الصلاحیات السیادیة ویأخذ بید القوى السیاسیة المختلفة الى الوفاق الوطنی المنشود".
وختم البیان: "مع اقتراب عید الأضحى المبارک، لا یستطیع المجلس الا ان یقف بحزن وألم أمام عشرات الآلاف من أهلنا الذین قهرتهم الحرب الأهلیة التی تدور رحاها فی سوریا والعراق والیمن ولیبیا والتی حملتهم على الهجرة فی ظروف مأساویة الى بعض الدول الأوروبیة. والمجلس اذ یشکر حکومات وشعوب الدول التی أحسنت وفادتهم وعاملتهم بالحسنى واحترمت کرامتهم الإنسانیة، فانه یتوجه إلى المجتمع الدولی ویناشده العمل بجد على وضع حد لهذه المأساة ومعالجتها من اساسها، فالهجرة لیست الا نتیجة من نتائج هذه المأساة الانسانیة الخطیرة".