قال نائب الأمین العام ل"حزب الله" الشیخ نعیم قاسم فی المجلس العاشورائی فی ثانویة شاهد طریق المطار: "واجهنا فی الفترة الأخیرة التکفیریین الذین أطلوا برؤوسهم وعدیدهم وعدتهم من سوریا ومن بعض المناطق اللبنانیة، هؤلاء مشروع تدمیر للإنسانیة لیس على مستوى لبنان وسوریا والمنطقة، بل على مستوى العالم. نستطیع أن نقول إن التکفیریین مأزق دولی، ولکن الاستکبار العالمی ومعه دول إقلیمیة دعموا التکفیریین بکل إمکاناتهم لیقفوا بوجهنا ووجه مشروع المقاومة، ظنا منهم أنهم یتخلصون منا بواسطة التکفیریین بسرعة، ولکن الحقیقة غیر ذلک، هم أعجز من أن یتخلصوا منا، الوحیدون القادرون على مواجهة الخطر التکفیری هم المنتمون الى مشروع المقاومة، والدلیل على ذلک أن التکفیریین لم یضربوا ضربة قاسیة إلا فی لبنان وسوریا والعراق بسبب هذا الالتفاف حول مشروع المقاومة فی مواجهة هذا الخطر التکفیری، وقد منعنا إقامة إمارات على حدود لبنان سواء من الجانب اللبنانی أو من الجانب السوری بسبب التضحیات ومواجهة هؤلاء التکفیریین".
وأضاف: "من کان یعتقد أنه یمکن أن یستغل التکفیریین قوة ضدنا فهو مخطئ، وسیدفع ثمنا کبیرا، وسیضاعف النتائج التی تحصل، ومشروع المقاومة فعال وسطر نجاحات فی المنطقة، فهل هناک مشروع ناجح فی المنطقة إلا مشروع المقاومة؟"
وأکد "أننا استطعنا فی لبنان وفلسطین أن نوجه ضربات قاسیة جدا للمشروع الإسرائیلی، وتحرر لبنان ووقف فی مواجهة المشروع الإسرائیلی الذی یرعى المشروع التکفیری، ومشروع المقاومة هو الذی نجح. الیوم المقاومة الفلسطینیة حرکت الإسرائیلیین فی کل مناطقهم بالسکین، وهذا دلیل نجاح، فالآخرون یراهنون على أن الشباب الذین سیولدون بعد أوسلو أو بعد اتفاق کمب دیفید لن یکون عندهم حس تجاه فلسطین، وتبین أن هؤلاء الشباب الصغار هم الذین یواجهون أقسى بکثیر مما واجهه الإسرائیلیون خلال فترات طویلة من الزمن".
ورأى أنه "لولا مشروع المقاومة لما صمدت سوریا خمس سنوات فی الوقت الذی وقف العالم بأسره من أجل أن یکسرها، فانکسر العالم ولم تنکسر هی. مشروع التکفیریین تمت مواجهته فی العراق، فتحرر أکثر من ثلث المنطقة المحتلة من قبل التکفیریین ببرکة جهاد العراقیین والشعب العراقی والمجاهدین هناک، ولکن لم نجد أی شیء من الدول المستکبرة.کل ما قلناه من بدایة مواجهة التکفیریین فی سوریا حتى الآن، أن هؤلاء خطر على لبنان یجب إزاحته، فتمت إزاحته، وکنا نقول إنه خطر على سوریا فتم ضربه، بحیث لا یستطیع أن یدمرها".
واعتبر أنه "لا یمکن أن یستقر البلد طویلا بعقلیة تخرب وتثیر النعرات وتطلق تصریحات مستبدة بحسابات دنیئة لا یمکن أن تکون منسجمة مع مصلحة لبنان ومع مصلحة مواطنیه، نجاح الشراکة فی لبنان یتطلب حلولا ولکنهم لا یقدمون الحلول، نحن قدمنا حلولا فی مواقع مختلفة لتنشیط المجلس النیابی وتنشیط مجلس الوزراء ومحاولة معالجة الخطوات التی تؤدی إلى انتخاب رئیس جمهوریة، ولکن کلها باءت بالفشل لأن الطرف الآخر لم یقبل بها ولا یزال یعرقل حتى الآن".
وقال: "قبلنا بالحوار، سواء الثنائی أو الجماعی، من أجل أن تهدأ الساحة ویرتاح الناس، لأن الحوار، ولو لم یحقق إلا حالة من الهدوء فهذا أمر إیجابی، فضلا عن أن یکون هناک عمل أفضل من هذا، ولکن التصریحات من هنا وهناک تتبارى فی ما بینها بالإساءة الإعلامیة وتوتیر الأجواء لحسابات لها علاقة بالمناصب فی ما بینهم. بالنسبة الینا، هذا التوتیر هو قنابل صوتیة لا قیمة لها، وهی غیر نافعة ولا تقدم ولا تؤخر، وهذا التوتیر لن یغیر فی قناعتنا، وقد ثبت بالدلیل القاطع أنها کانت دائما صحیحة وتحقق إنجازات لمصلحة لبنان، هذا التوتیر ما هو إلا وضع للعصی فی الدوالیب الیی سیتعثرون بها لأنهم هم الذین یعتمدون على أخذ مکتسبات الدولة، بینما نحن نعطی ولا نأخذ مکتسبات، ونضحی ولا نسأل عن المواقع والمناصب".
وکان الشیخ قاسم أکد خلال مجلس عاشورائی فی بلدة تمنین التحتا، أن "حزب الله هو الجهة الأکثر حرصا على الوضع والإستقرار الداخلی فی لبنان، لذا فهو لم یستجب للفتنة الطائفیة، وقد حاولوا تسعیرها کثیرا، ووأدها فی المهد، ولم ینجر إلى المهاترات السیاسیة لبعض المتشدقین الذین یتحدثون بالمطولات على المنابر وکأنهم یفهمون، وکأن معهم جماعة، لکن حزب الله طوى عنهم کشحا وترکهم یتکلمون فی الفراغ لأنه یعلم أنه لا أثر لکلامهم ولا لمواقفهم".
وأضاف: "لقد ثبت للعالم أن حزب الله هو الأحرص على بناء الدولة وقد تمسک بالحکومة وبالمجلس النیابی وبالدعوة لانتخاب رئیس للجمهوریة حرصا على بنیة الدولة، ولکن ماذا فعل الآخرون غیر التعطیل؟ إن الذی یعطل المجلس النیابی هم جماعة 14 آذار، وهم من یعطل الحکومة، إذ اتفقنا على بعض التسویات البسیطة التی تطلق عجلة الحکومة، حتى یکون الشرکاء مقتنعین بأنهم شرکاء لا أن یکونوا على هامش العمل الحکومی، لذا فهم من یعطلون، فلم یقبلوا هذه التسویات ویسببون هذه المشاکل".
وسأل الشیخ قاسم المعطلین: "لماذا لا تریدون انتخاب رئیس تریده جماعته ویریده الشعب اللبنانی وتریده الأکثریة؟، وإذا أردتم إثباتا على الأکثریة فهناک طرق کثیرة لتعرفوا من تریده الأکثریة، أما إذا أردتم أن تستغلوا مناصبکم لتأتوا برئیس لا یحقق استقرار لبنان ومستقبله فنحن لن نکون معکم، فلیعطوا مثلا واحدا على أنهم مع بناء دولة، فمن عطل سلسلة الرتب والرواتب ومن منع إقرار القروض التی یریدها لبنان للمشاریع التی یمکن أن تؤدی خدمات کثیرة؟".
وختم: "نتمنى أن تتوقف مهزلة إعطاء التوظیفات والمکتسبات للفئات السیاسیة الموجودة فی لبنان، وأن تکون المباراة فی کل شیء وهی سبب النجاح بصرف النظر عن الطائفة والمذهب والإنتماء السیاسی، وعندها یکون المواطن الناجح الذی یتسلم مکانه بدل أن یأتوا ببعض الزبانیة الذین لا یفهمون شیئا ولا یعرفون شیئا".