رأى عضو کتلة "الوفاء للمقاومة" النائب حسن فضل الله، فی کلمة له خلال احتفال تأبینی فی بلدة بلیدا الجنوبیة، أنه "ومن خلال صفقة التبادل الأخیرة کشف للجمیع أن هناک جزءا من أراض لبنانیة یحتلها عدو إرهابی تکفیری، وهو ما بدا واضحا أمام العیان عندما کانت عناصر هذه الجماعات تقوم باستعراضات عسکریة أمام شاشات التلفزة، وقد اعترفت بذلک السلطات الرسمیة فی لبنان عندما أکدت أن هناک بلدة وجرودا لبنانیة محتلة".
وسأل فضل الله عن "حقیقة موقف الدولة والقوى السیاسیة التی تدعی السیادة والاستقلال والحریة وما شابه"، وقال: "ألا یعد هذا انتقاصا للسیادة واحتلالا معادیا لأرض لبنانیة، ألم یکن احتجاز هؤلاء العسکریین اللبنانیین اعتداء على لبنان، ألا یجب أن یکون الموقف هو موقف التصدی والعمل على تحریر هذه الأرض، ألم یکن مشروع هؤلاء الإرهابیین لولا تصدی المقاومة والجیش اللبنانی لهم وباعترافات خلایاهم التی تم تفکیکها، هو التمدد أکثر إلى مزید من القرى البقاعیة ومنطقة الشمال من أجل إقامة إمارة لهم، ألا یفرض ذلک على الدولة والقوى السیاسیة أن تحزم أمرها لتعمل على تحریر هذه الأرض والبلدة المحتلة، أم أنهم سیتعاملون مع الأمر مثلما جرى التعامل مع الجنوب من قبل الدولة وبعض القوى السیاسیة منذ نشأة الدولة فی لبنان"، لافتا الى "انهم لم یعیروا هذا الاحتلال اهتماما بل بالعکس ترکوا هذه المنطقة تحت الاحتلال الإسرائیلی".
وقال: "لو لم تنشأ مقاومة فی لبنان، کانت قد بدأت مع الإمام السید موسى الصدر واستمرت، لکانت أرضنا لا تزال محتلة حتى الآن، وما کان هناک من أحد قد حرر ولا سأل، تماما مثلما لو أننا کمقاومة ترکنا التکفیریین الیوم لکانوا احتلوا کل لبنان ولم یسأل أحد".
اضاف: "أمام انکشاف وجود احتلال للأرض اللبنانیة على مرأى الجمیع الیوم، فإن المطلوب من الجمیع أن یلتحقوا برکب الموقف الذی اتخذته المقاومة من أجل تحریر الأرض وطرد هذه الجماعات من بلادنا، لأن المقاومة الیوم توفر مظلة حمایة وتمنع هؤلاء من التمدد. کما ان المطلوب من الجمیع ما هو أکثر من ذلک أی عدم القبول بوجود هؤلاء الإرهابیین التکفیریین والمبادرة إلى اقتلاعهم من أرضنا وبلادنا. هذا هو خیارنا الذی اتخذناه فی "حزب الله" والذی ینبغی التذکیر به، لأنه لولا المقاومة لما بقی لنا بلد ووطن، وهذا ما اکتشفه من کان یناصبنا العداء فی هذا الموقف، بأنه لولا هذا خیار المقاومة الذی اتخذناه لما بقی لنا لا دولة ولا مؤسسات ولا جیش ولا قوى أمنیة ولا حتى أرض، وباتوا مقتنعین بأن ما کان یخطط للبنان هو أن یکون مشهده کما نرى من مشاهد خراب وتفتیت فی دول حولنا وفی کل هذا العالم".
وتابع: "اننا الیوم، وبکل ثقة واعتزاز وافتخار، نستطیع أن نقول إن مظلة الحمایة التی وفرتها المقاومة بالتکامل مع الجیش استطاعت أن تجعل من لبنان بلدا آمنا مستقرا حتى لو حدثت بعض التفجیرات فیه، وأصبحنا نقول لدینا أمان أکثر من باریس".
واشار الى "اننا ففی السابق کنا نقول لأهلنا وإخواننا لا تقارنوا وضع لبنان بفرنسا وبریطانیا وأمیرکا والدول التی یوجد فیها استقرار عام، بل قارنوه بمحیطنا أی بسوریا والعراق لتروا أن وضع بلدنا أفضل بکثیر على مستوى الاستقرار"، وقال: "أما الیوم فلم یعد هناک مانع لمقارنة بلدنا مع باریس والولایات المتحدة وبریطانیا وغیرها، لأنهم یعیشون قلقا ورعبا جراء السیاسات الخاطئة التی اعتمدوها بدعم جماعات التکفیر، ومن ثم انقلبت هذه الجماعات لتهدد أمنهم، ولذلک فإن بلدنا الیوم ورغم بعض التهدیدات الأمنیة وبفضل المقاومة والخطوات التی تقوم بها الأجهزة الأمنیة اللبنانیة من جیش وقوى أمنیة أخرى فی تفکیک شبکات التخریب وملاحقتها، هو بلد یعیش أکثر نسبة استقرار مقارنة مع ما یحصل حوله فی المنطقة".
واکد فضل الله، "ان علینا أن نتمسک بمعادلة الاستقرار وأن یلتف الجمیع فی لبنان حول هذه المعادلة التی أثبتت أنها تستطیع أن تحمی بلدنا"، وقال: "وفی مقابل ذلک، إذا اعتبرنا أن مظلة الحمایة التی توفرها معادلة الجیش والشعب والمقاومة هی مظلة أمنیة، إلا أن بلدنا یحتاج أیضا فی نفس الوقت إلى مظلة حمایة سیاسیة من خلال العمل على استقرار المؤسسات الدستوریة وتفعیل دورها واستعادة نشاطها، وهذا إنما یتم من خلال الحوارات التی تقوم بین القوى المختلفة فی لبنان، کما وندعو إلى معالجة المشاکل وأزماتنا الداخلیة من خلال الحوارات البناءة والجدیة والتی توصل الى اتفاقات بین اللبنانیین على کیفیة تأمین هذه المعالجة".