تبنّى المرکزُ الإسلامیّ للدراسات الاستراتیجیة التابع لقسم الشؤون الفکریة والثقافیة فی العتبة العباسیّة المقدّسة مشروعاً فکریّاً ثقافیّاً کبیراً یهدف إلى جمع وتبویب وتصنیف موضوعیّ للتراث الکلامیّ الشیعیّ المطبوع تحت عنوان: (موسوعة التراث الإمامیّ فی علم الکلام وردّ الشبهات والمسائل الخلافیة)، هذا بحسب ما تحدّث به مدیرُ المرکز السید هاشم المیلانیّ.
مضیفاً أنه "تهدف هذه الموسوعة إلى ترتیب وتصنیف التراث الکلامیّ الإمامی بحسب الموضوع وحروف الهجاء، وتسهیل الوصول إلى المفردات الکلامیّة، والاطّلاع على جمیع ما کتبه علماؤنا حول المفردات الکلامیّة فی مکانٍ واحد، ورعایة التسلسل الزمنیّ لنقل المفردات الأقدم فالأقدم والوقوف على تطوّر الکلام الإمامیّ عبر القرون، والوقوف على مناهج علمائنا الکلامیّة".
مبیّناً "أنّه بعد الشـروع فی إعداد هذا العمل، صادفتنا ذکرى ألفیة السیِّد المرتضى علم الهدى علی بن الحسین الموسوی (355 - 436هـ)، فارتأینا اقتطاع ما یخصُّ تراثه الکلامیّ من هذه الموسوعة وطبعه بشکلٍ مستقلّ؛ إحیاءً لهذه الذکرى ووفاءً لحقِّ السیِّد من جهة، وتقییم أصل العمل وتقویمه من قِبَل ذوی الخبرة من جهة ثانیة وقد أُصدر منها ثلاثة أجزاء".
وأوضح السید المیلانیّ: "أنّ منهجیّة العمل بهذا المشروع تعتمد على أمور عدّة منها تقطیع النصوص وتبویبها بحسب الموضوع وترتیب حروف الهجاء ووضع رقم الصفحة فی البدایة ثمّ یأتی النصّ واستخدام الإحالات لتسهیل الوصول إلى المعلومة، أو لکون أنّ بعض المفردات یمکن تصنیفها فی عدَّة أماکن، وتکرار بعض المباحث المشترکة فی عدَّة أماکن توخّیاً للفائدة، وحاولنا رعایة التسلسل الزمنیّ للکتب وإن لم نوفَّق بشکلٍ کامل ووضعنا فی نهایة بعض المفردات إحالات إلى مفردات أخرى مرتبطة بأصل البحث".
ونوّه السیّد المیلانیّ الى أنّ "هذا العمل رغم فوائده الکثیرة یُعانی من اختلال سیاق الکلام بعد تقطیع النصّ، ولمعالجة هذا الأمر ربَّما قمنا بنقل کلام المؤلِّف وإن لم یرتبط بأصل الموضوع وأوردنا بعض المباحث الأُصولیة (الإجماع والخبر الواحد و...)، والمباحث الفقهیة (الأذان، الوضوء، الصلاة، و...)، لعلقتها الکلامیّة أو لکونها أصبحت من المسائل الکلامیّة ومثاراً للجدل والأخذ والعطاء الکلامیّ، وحذفنا بعض الرسائل المنسوبة إلى السیِّد المرتضى رغم وجودها فی رسائله المطبوعة، وهی إنقاذ البشـر من الجبر والقدر، الحدود والحقائق، مسألة فی معجزات الأنبیاء(صلوات الله علیهم)".