بین الشیخ محسن عطوی، خلال خطبتی صلاة الجمعة، من على منبر مسجد الإمامین الحسنین فی حارة حریک، فی حضور عدد من الشخصیات العلمائیة والسیاسیة والاجتماعیة، وحشد من المؤمنین، أنه "البدایة من لبنان، حیث یبدو الملف الرئاسی الذی شهد زخما فی الأسبوعین الماضیین مجمدا، وإن کانت ارتداداته لا تزال تفعل فعلها بین فریقی الصراع، وذلک بعد أن هز تحریک هذا الملف التحالفات السیاسیة القائمة، وأعطى فسحة من الأمل لانتخاب رئیس جدید للجمهوریة".
وقال إنه "لقد أظهر تجمد هذا الملف حجم التعقیدات اللبنانیة، التی یعکس بعضها تناقضات عمیقة بین القوى السیاسیة اللبنانیة، والتی نأمل استمرار الحوار الداخلی لتبریدها، فیما یعکس بعضها الآخر استمرار الصراع الإقلیمی على حدته، وإن کانت الدول الکبرى، ولمصالحها المتصلة بمواجهة الإرهاب المتفاقم، تسعى للحد منه، وذلک من خلال تفاهمات فینا، والعمل على إصدار قرار من مجلس الأمن یرسم خریطة طریق للتسویة فی سوریا، ما یساهم فی إزالة العراقیل الَتی تمنع انخراط النظام والمعارضة فی سوریا فی مفاوضات جدیة مباشرة".
أضاف أنه "فی هذه الأجواء، فوجئ العالم بإعلان السعودیة عن إنشاء التحالف الإسلامی العسکری لمکافحة الإرهاب، بمشارکة 34 دولة، ونحن وإن کنا ندعو دائما، ومن ناحیة مبدئیة، إلى أن یتولى المسلمون بأنفسهم معالجة أزمة الإرهاب الخطیرة بدل الاعتماد على ائتلاف دولی بقیادة الدول الکبرى، أو تحالف دولی بقیادة هذه الدولة أو تلک، وذلک بما یحقق مصالح المسلمین لا مصالح الدول الکبرى، إلا أن ما نریده لهذا التحالف أن یکون تحالفا جامعا یحمل وضوحا فی آلیاته وأهدافه، وذلک للحؤول دون أن یکون تحالفا یعمل لمصالح محور سیاسی أو طائفی، ما یجعله شبیها بالمحاور السیاسیة الأخرى، ویزید من اشتعال الصراع بدل أن یجمده".
وتابع "إلى الیمن، الذی نأمل أن تؤدی مفاوضات سویسرا إلى تثبیت وقف النار فیه، وإنهاء الحصار البری والبحری عن المدن والقرى، وإیصال المساعدات إلیه، وإنهاء ملف الأسرى والمعتقلین، لإنقاذ البلد من محنته، فقد آن له أن یرتاح بعد کل هذه الدماء التی سالت من جراحات أبنائه، وأن یبدأ الحدیث عن إعمار هذا البلد بدل الإمعان فی تدمیره".
وختم أنه "أخیرا، فإننا ندین بشدة ما حصل فی نیجیریا من مجزرة فی حسینیة زاریا على أیدی قوات الأمن، أدت إلى سقوط المئات من الأبریاء شهداء وجرحى، ونعتبرها غیر مبررة وغیر مشروعة بکل المقاییس، وکان بالإمکان تجنبها وعدم اللجوء إلى هذا الأسلوب فی ترویع الناس وقتلهم بدم بارد. إننا ندعو الحکومة النیجیریة إلى أن تکون أکثر حرصا على أرواح مواطنیها، وإلى تشکیل لجنة للتحقیق فی ما حدث، ومحاسبة الفاعلین بقوة، حتى لا تشجع مثل هذه الأعمال قوى الإرهاب المنتشرة فی البلاد، وذلک بما یمنع هذه المآسی التی نخشى أن تترک آثارا سلبیة فی علاقة المسلمین فیما بینهم، وفی استقرار هذا البلد الشقیق وأمنه".