شارک فی ندوة "أصول البیان فی فهم الخطاب القرآنی وتأویله" التی أقیمت بتعاون مع فرقة البحث الأدبی والسیمیائی بکلیة الآداب والعلوم الإنسانیة بتطوان، عدد من العلماء والباحثین من الجزائر، والسعودیة، إضافة إلى المغرب، وتوزعت أشغالها على جلسة افتتاحیة، تلتها ثلاث جلسات علمیة، فجلسة ختامیة.
افتُتحت أعمال هذه الندوة بآیات من کتاب الله تعالى تلاها القارئ "عبدالواحد الصمدی"، أعقبتها کلماتٌ ثلاثٌ, أولها لـ"الدکتور محمد سعد الزموری، عمید کلیة الآداب والعلوم الإنسانیة بتطوان، وثانیها لـ"الدکتور عبدالرحمن بودرع"، منسق اللجنة المنظمة وفرقة البحث الأدبی والسیمیائی بالکلیة, وثالثها لـ"الدکتور محمد الحافظ الروسی"، رئیس مرکز ابن أبی الربیع السبتی للدراسات اللغویة والأدبیة.
ثم کان موعد الحضور مع محاضرة افتتاحیة ألقاها "الدکتور الشاهد البوشیخی"، رئیس مؤسسة البحوث والدراسات العلمیة، فی موضوع عنونه بـ"نحو تصور أولی لمشروع بناء علم أصول بیان القرآن".
رأس الجلسة العلمیة الأولى رئیس مرکز ابن أبی الربیع السبتی بتطوان "الدکتور محمد الحافظ الروسی"، وقُدّمت فی هذه الجلسة ورقتان بحثیتان کانت أولاهما بعنوان: "بین أیدی البیان والخطاب والنص والتفسیر والتأویل؛ نحو ضبط أولی للمفاهیم والمصطلحات" لـ"الدکتور عبدالقادر سلامی"، الأستاذ بجامعة تلمسان بالجزائر، عُنی فیها بالتوقف عند مصطلحات البیان، والنص، والخطاب، والتفسیر، والتأویل، فی أصل وضعها اللغوی، وفی معانیها الاصطلاحیة عند عدد من العلماء والباحثین العرب والأجانب.
بعد ذلک تناولت الکلمة "الدکتورة فاطمة الزهراء الناصری" الباحثة بمرکز الدراسات القرآنیة التابع للرابطة المحمدیة للعلماء، فی موضوع "حدود اللغة العربیة وعلومها فی فهم لسان القرآن الکریم وتأویله".
الجلسة العلمیة الثانیة کانت برئاسة أستاذ بکلیة الآداب والعلوم الإنسانیة بتطوان "الدکتور محمد مفتاح" وکان أول المتدخلین فی هذه الجلسة الأستاذة بجامعة عبدالمالک السعدی بتطوان "الدکتورة سعاد الناصر"، وقد تحدثت فی موضوع "بلاغة القصّ فی سورة طه".
أما المداخلة الثانیة فی هذه الجلسة فکانت لـلأستاذ بجامعة القصیم بالسعودیة،"الدکتور عبدالله بن محمد بن جار الله النغیمشی"، وکانت بعنوان "التأثیر والتأثر بین المعنى والصنعة النحویة عند ابن جریر الطبری فی تفسیره".
تلته مداخلة الأستاذ الباحث بأکادیمیة التربیة والتعلیم بکلمیم "الدکتور عدنان أجانة"، فی موضوع "النحو العربی والقرآن الکریم، قراءة فی حدود العلاقة وآفاقها"، أما "الدکتور عبدالله بن سرحان القرنی" من جامعة أم القرى بمکة المکرمة فقدم بحثاً بعنوان: "الأصول النحویة والصرفیة فی تأویل القرآن؛ معانی القرآن وإعرابه أنموذجا"، أثبت فیه أن مذهب أبی إسحاق الزجاج فی الاشتقاق لا یصلح لأن یؤسَّسَ علیه علم التفسیر، مستدلاً على هذه الخلاصة بقراءة نماذج من کلام الزجاج فی اشتقاق بعض الکلمات یؤکد مبالغة الرجل فی هذا الجانب وابتعاده عن الصواب.
وجاءت الجلسة العلمیة الثالثة أستاذة بکلیة الآداب والعلوم الإنسانیة بتطوان برئاسة "الدکتورة سعاد الناصر"، قدمت فی هذه الجلسة أربع ورقات علمیة، أولها لـ"الدکتور راشد بن حمود بن راشد الثنیان"، من کلیة الزلفى بالسعودیة، بعنوان: "کتب الغریب وأثرها فی فهم القرآن؛ تفسیر غریب القرآن لابن قتیبة أنموذجا"، بعد ذلک أُعطیَ الکلمةَ الأستاذ بجامعة الشهید حمّه لخضر، الوادی بالجزائر "الدکتور نصرالدین وهابی"، فقدّم بحثه الموسوم بـ"التوجیه النحوی للشاذ فی لغة القرآن الکریم".
أما المداخلة الموالیة فکانت للأستاذ بجامعة عبدالمالک السعدی بتطوان،"الدکتور عبدالرحمن بودرع"، وتمحورت حول "النسق والبنیة فی دراسة النص القرآنی واستجلاء بیانه".
وخُتمت هذه الجلسة بمداخلة للأستاذ بکلیة اللغة العربیة بمراکش "الدکتور محمد الفرجی"، عنوانها "السیاق موجهاً دلالیاً فی التفسیر اللغوی بالغرب الإسلامی؛ البحر المحیط لأبی حیان الأندلسی أنموذجاً".
وبعد هذه الجلسات العلمیة المفیدة التی تخللتها مناقشات علمیة صریحة وجادة من لدن الأساتذة الباحثین والطلبة، ونُظم على هامشها معرضٌ لبعض منشورات الرابطة المحمدیة للعلماء، أنهت الندوة أشغالها بجلسة ختامیة ترأسها "الدکتور عبدالرحمن بودرع"، تُلیتْ فیها آیات قرآنیة کریمة، وقدم فیها "الدکتور راشد الثنیان" کلمة باسم الضیوف المشارکین فی الندوة، ثم قرأ "الدکتور عدنان أجانة" ما أسفرت عنه الجلسات العلمیة من توصیات، ومنها:
1- العنایةُ بوضع دلیل شامل لما طُبع أو نُشرَ من المؤلفات المهتمة بأصول البیان القرآنی.
2- جرد شامل لما لم یُطبَعْ من التفاسیر المَخطوطَة المنتشرة فی خَزائن المکتبات العالَمیة.
3- التفکیر فی تأسیس خلیةِ بحث یُعهَد إلیْها النظر فی اختیار من یضطلع بالتأصیل للدراسات القرآنیة.
4- التواصُل والتعاقُد بعَقْد الشراکات والتعاوُن مع مؤسسات ومراکز ذات اهتمام مشترَک، بالخطاب القرآنی وأصول بیانه.
5- رقمنة جمیع ما طُبع ونُشرَ من مؤلفات ودراسات مرتبطة بالقرآن الکریم من الناحیة البیانیة.
6- الحرصُ على طَبْع بحوث الندوة ونشرها لتیسیر تداولها والإفادَة منها.
7- السماح للمتفوقین من طلاب الدکتوراه بالمشارَکَة بورقات علمیة، لاستطلاع قدراتهم واکتشاف مواهبهم البحثیة المبکرة لتطویرها وتقدیمها للناس.
8- الحرص على عَقد ندوة دولیة فی بلاغة القرآن ولغته مرة فی کل سنة.
9 - الحرص على تنظیم ورشات مصاحبة للندوة لإعداد مشاریع علمیة فی محاور کل ندوة.