22 January 2016 - 18:42
رمز الخبر: 12178
پ
رسا ـ حذر الشیخ عادل الساعدی الجمعة الحکومة العراقیة من تهاونها مع مثیری الفتن مهما کانت انتماءاتهم وتوجهاتهم، داعیاً ایاها الى محاسبتهم والبطش بهم من أجل الحفاظ على هذه المنجزات الأمنیة.
عادل الساعدي

 

قال الشیخ عادل الساعدی من على منبر جامع الرحمن فی المنصور ببغداد " لقد شهدت الساحة العراقیة للأیام الماضیة أحداثاً مؤلمة أراد منها أعداء الله والإنسانیة إثارة الفتن من أجل إرباک العراق والعودة بمجتمعه إلى مربع الطائفیة المقیت ولعل الانتصارات التی حققتها القوات الأمنیة فی الأنبار وفصائل الحشد الشعبی فی صلاح الدین ودیالى لم ترق للبعض حتى هددوا الأمن والسلم الاجتماعی فمن احداث البصرة تحت مسمى النزاعات العشائریة إلى احداث المقدادیة تحت مسمى الملیشیات والعنف الطائفی إلى بغداد تحت مسمى خروقات داعش وعصابات القتل والخطف فإن مؤدى هذه الأحداث واحد وهو عدم استقرار العراق وإرباکه وتغییب الانتصارات کما حصل فی اعدام الشیخ النمر".


واضاف الشیخ الساعدی " إننا نحذر الحکومة من تهاونها مع مثیری الفتن مهما کانت انتماءاتهم وتوجهاتهم فعلیها محاسبتهم والبطش بهم من أجل الحفاظ على هذه المنجزات الأمنیة والتی ستکون بارقة أمل فی حیاة جدیدة ینعم بظلها الجمیع".


وتابع إننا "نؤکد على التعامل الجاد مع أحداث دیالى ومنع تکرار مثل هذه الخروقات والعمل على بسط الأمن وفرض هیمنة الدولة وهیبتها فیها دون غیرها ودعم التآخی والانسجام لدیمومة نسیجها الاجتماعی فإن أحداثها والفتن التی تثار فیها تعد مفترق طرق بالنسبة لمستقبل العراق الموحد".


ودعا "جمیع الأطراف إلى التعامل بحکمة وتروی دون اطلاق التصریحات غیر المنتجة سوى الأزمات کالدعوة إلى تدویل القضیة أو أقلمة دیالى فإن مثل هذه التصریحات کفیلة بزیادة التوتر بین أبناء المجتمع الواحد"، مشیراً الى ان "تدخل الآخرین یعنی فتح الباب أمام صراع الإرادات الدولیة الکفیل بجعل العراق أرض معرکة وشعبه بجمیع أطیافه حطب المحرقة فنأمل أن یتلفت الجمیع إلى الشعور بضرورة الآخرین وأهمیة مشارکة الجمیع".


وجدد الشیخ الساعدی دعوته " لحصر السلاح بید الدولة وفرض هیبتها " ، معتبراً إنه " الحل الأمثل لتوطید الأمن واستقرار المجتمع والحفاظ على مدنیته ونزع صفة عسکرته ، ولابد من الانصات إلى لغة الحوار والاستماع للأصوات المعتدلة والوطنیة والتی تغلب مصلحة الوطن على کل المصالح الأخرى الداعیة للحفاظ على السلم الاجتماعی وترمیم کیان الدولة فإن مثل هذه الأصوات هی التی تشعر بوطنیتها وحبها لمجتمعها".


وحیا الشیخ الساعدی " هیئة الحشد الشعبی فی محافظة الحلة والتی دعت إلى منع واعتقال من یرتدی الزی العسکری بإسم الحشد داخل المدینة ، فإن مثل هذه القرارات تسهم فی تقلیل الخروقات الأمنیة واستفادة الإرهاب والعصابات من شیوع الزی العسکری بین الناس لتحقیق مآربهم".

 

ودعا الشیخ الساعدی هیئة الحشد الشعبی فی جمیع المحافظات إلى "إصدار مثل هذه القرارات وإلزام فصائلها بتطبیقه وعدم استخدام الآلیات والأسلحة المتوسطة العائدة لهم داخل المدن".


وطالب الشیخ الساعدی الحکومة العراقیة " بمراقبة الإعلام التصعیدی أو المغرض والذی لا یرید بالعراق خیرا والسعی لإصدار قانونٍ یضبط الإعلام ویجرم مخالفیه " ، داعیا إلى " تشکیل هیئة أو مجلساً یضم جمیع القنوات الإعلامیة مع الحفاظ على استقلالیتها لوضع معاییر تخدم حفظ النسیج الاجتماعی وتطویر بنیته الثقافیة لإن مثل هذا الانفلات لا یعنی دیمقراطیة حقیقیة فی الاعلام بل هی الفوضى بعینها ویعد الاعلام الیوم اللاعب الرئیسی فی رفع وتیرة تأزم المواقف".


وبخصوص رفع العقوبات عن إیران ، قال الشیخ الساعدی "نرحب بدخول الاتفاقیة النوویة ورفع العقوبات عن إیران حیز التنفیذ فإن رفع العقوبات حتماً سیؤدی إلى تخفیف التوتر بین البلدین وفی هذه المنطقة الملتهبة فإن الجمیع أدرک أهمیة الحوار والإنصات لحل الأزمات، الأمر الذی نأمله أن یلقی هذا الاتفاق بظلاله على العراق فی توطید السلم الاجتماعی ودعم العراق فی حربه على الإرهاب والحفاظ على وحدة العراق وتحریر کامل أراضیه واحترام سیادته واعطاءه المکانة التی یستحقها بین دول المنطقة".


وبخصوص الاصلاحات التی تبناها رئیس الوزراء حیدر العبادی، علق الشیخ الساعدی بالقول "إنّ عملیة الاصلاح التی یتحدث بها کثیرون هی لیست جدیة ولو کانت جدیة لأثمرت خطوات حقیقیة لابد من اعتماد مقومات صحیحة لعملیة الإصلاح ومحاربة تلک الفئات التی لا ترید بالبلد خیراً یمکن لعملیة الإصلاح أن تؤتی أکلها وتینع ثمارها وان الإصلاح لا یعنی زج المسؤولین فی السجون أو تقلیص الدوائر ودمجها بل تعنی رقابة صرف المال العام وإدارته بأحسن وجه وتقتضی وضع خططٍ استراتیجیة لبناء البلد وتطویره".


وبین الشیخ الساعدی جملة من مقومات الإصلاح ومقتضیات نجاحه التی اوضحتها المرجعیة الدینیة فی النجف الاشرف، ومنها النیة الصادقة و توفر الإرادة الجدیة فی التغییر والشعور بالمسؤولیة تجاه الفساد والشجاعة فی مواجهة حیتان الفساد والمستفیدین من فوضویة الوضع القائم ووجود مشروع حقیقی للإصلاح واستراتیجیة واضحة المعالم حتى یمکن أن تحصل على تأیید وثقة الشعب ویمکن قیاس نتائجها وخطواتها والحفاظ على معیاریتها من الانحراف".


وتابع الشیخ الساعدی "لا یمکن القیام بعملیة الإصلاح مالم یکن هناک أنصار حقیقیون لا تجمعهم المصالح أو الفئویة أو الحزبیة أو المذهبیة وغیرها ، بل تجمعهم النیة الصادقة فی تغلیب المصلحة العامة ولابد من اعتماد الکفاءات الحقیقیة والطاقات المؤهلة لقیادة المشروع بغض النظر عن الانتماءات، ولا یمکن لأحدٍ أن یحقق الإصلاح بمفرده مالم یتم التعاون مع الجمیع".
 

ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.