06 March 2016 - 19:59
رمز الخبر: 12468
پ
السید حسن نصرالله:
رسا - رأى امین عام "حزب الله" السید حسن نصرالله ان "جمیع اللبنانیین یعلمون اننا لو انتظرنا استراتیجیة عربیة واحدة وجامعة عربیة، لکانت (اسرائیل) فی الجنوب والعاصمة بیروت والضواحی، بحال لم تستبیح کل لبنان".
امين عام "حزب الله" السيد حسن نصرالله
 
رأى امین عام "حزب الله" السید حسن نصرالله ان "جمیع اللبنانیین یعلمون اننا لو انتظرنا استراتیجیة عربیة واحدة وجامعة عربیة، لکانت (اسرائیل) فی الجنوب والعاصمة بیروت والضواحی، بحال لم تستبیح کل لبنان"، معتبرا انه "لو لم تکن مقاومة لبنانیة شعبیة لکانت (إسرائیل) هی الحاکمة فی لبنان، وکان الشباب اللبنانی فی المعتقلات".
وخلال حفل تشییع القیادی فی "حزب الله" علی فیاض أکد السید نصرالله ان "خیارنا لتحریر أرضنا کان المقاومة وسیبقى المقاومة، وبقیة أرضنا فی مزارع شبعا سیکون حکمها حکم کل الأراضی التی ابتلعها (اسرائیل) بحال أردنا الإنتظار، وهنا یجب أن نسجل وقوف سوریا وإیران إلى جانب المقاومة"، مشیرا الى ان "الذی یحمی هذا البلد هو الجیش والشعب والمقاومة، ومن یتوقع بأن من یمنع (إسرائیل) من الإعتداء على لبنان أو یحمی لبنان من العدوانیة الإسرائیلیة هو جامعة الدول العربیة أو الإجماع العربی هو یراهن على سراب وعلى وهم"، موضحا انه "فی العام 2006، قلنا للانظمة العربیة لا نرید منکم شیء فقط "حلوا عنا"، والیوم نعید تکرار الأمر نفسه لا نرید منکم شیء "حلوا" عن هذه المقاومة وهذا الشعب وهذا البلد"، مؤکدا ان "هذه القوة الوطنیة الذاتیة هی التی تحمی هذا البلد، وهی أثبتت أنها تشکل حالة ردع لهذا العدو الذی یتحدث کل یوم عن المقاومة فی لبنان وإمکانیاتها".
ولفت السید نصرالله الى ان "هذه المقاومة بفعل کل إنجازاتها إکتسبت هذه الثقة وهذا الإحترام وهذه القداسة عند الشعوب العربیة والإسلامیة"، مضیفا "کان من المتوقع أن نرى کل هذه الردود الشعبیة على القرارات المتعسفة بتسمیة "حزب الله" منظمة إرهابیة، لأن المقاومة باتت تشکل الأفق الوحید المفتوح لاستعادت المقدسات والمقاومة".
 
ودعا السید نصرالله الانظمة العربیة الى ان "تقدم السلاح الى المقاومة الفلسطینیة، اذا کانت تعتبر "حزب الله" ارهابی"، مشددا على ان "لا علاقة للأنظمة العربیة بالمقاومة الفلسطینیة وانتصاراتها، بل طلبت من الإسرائیلی استکمال الحرب على المقاومة فی لبنان وغزة"، متسائلا "من الذی أهان العرب والأمة العربیة والجیوش العربیة کإسرائیل؟، ماذا فعلتم من 67 سنة حتى الیوم وماذا أنتم فاعلون؟"، معتبرا ان "(اسرائیل) تستمر فی إحتلال أرضهم وقتل أهلهم فی فلسطین، والیوم إنتهاک جدید للمسجد الأقصى"، موضحا انه "اذا شُکِلَ جیش أو نظام، کما کان الحال فی مصر وسوریا، أو نشأت مقاومة لقتال (إسرائیل) وإستعادة المقدسات کنتم تتآمرون على هذه الأنظمة والجیوش والمقاومات، وفی مقدمتهم النظام السعودی"، لافتا الى ان "موضوع السنی الشیعی کذبة، لان الرئیس المصری الراحل جمال عبد الناصر الذی قاوم (اسرائیل) لم یکن شیعیا والمقاومات الفلسطینیة لیست شیعیة".
وأکد السید نصرالله ان "ضمانة عروش هذه الأنظمة العربیة هو حمایة (إسرائیل) وبقاء (إسرائیل)، ولذلک کانت دائما تصطف فی المحور المقابل لأنظمة المقاومة وحرکات المقاومة، لذلک ما یحصل معنا الیوم هو تواصل للإستراتجیة القدیمة"، متوجها الى الانظمة العربیة بالقول "هذه المقاومة فی لبنان التی تصفونها بالإرهاب هی التی إستعادة البعض من الکرامة والعزة العربیة".
وتطرق السید نصرالله الى الحدیث عن مشارکة "حزب الله" فی البوسنة، موضحا انه "فی بدایة تسعینات القرن الماضی، بدأ قتال شرس فی البوسنة والهرسک، والمسلمون هناک کانوا مستضعفین، وارتکبت بحقهم من القوات الصربیة والبوسنیة مجازر هائلة، دمرت مدن وقرى، واغتصبت نساء وأعراض"، مشیرا الى ان "حینها کان هناک موقفین ممن یتفاعل مع أهل البوسنة، جماعات تحمل الفکر الذی تصدره السعودیة إلى العالم، اعتبرت أنه یجب تحمیل مسیحیی لبنان المسؤولیة ویجب مهاجمة المسیحیین فی لبنان، وزرعت بعض العبوات تحت بعض الجسور وحصلت بعض التعدیات، لکن تمت معالجة المسألة، أما وجهة النظر الثانیة فلم تحمّل مسؤولیة ما یحصل إلى المسیحیین فی لبنان، بل اعتبرت أن من یرد أن یساعد المسلمین فلیذهب إلى هناک من أجل المساعدة، و"حزب الله" کان مع وجهة النظر الثانیة، ورغم أننا کنا حرکة فتیة غادر بعض شباننا إلى البوسنة إلى أرض لا نعرف عنها شیئا لسبب إنسانی وأخلاقی فی العمق"، مضیفا "لم یکن باستطاعتنا إرسال الآلاف أو السلاح، وکنا على تواصل مع الحکومة البوسنیة، وسقط لنا هناک الشهید رمزی مهدی، فهل هذا إرهاب؟، هل کان فی البوسنة شیعة ندافع عنهم؟"، لافتا الى "اننا لم نذهب للتدخل فی القرار السیاسی البوسنی، بل ذهبنا لمساعدة أناس یذبحون کل یوم".
 
وأوضح السید نصرالله انه "عندما إجتاح تنظیم "داعش" الموصل والأنبار وجزء من صلاح الدین وکرکوک وأصبح على مقربة من بغداد وأصبح کل العراق مهدد، ومواطنیه سنة وشیعة ومسیحیین وایزیدین، وحتى بعض الدول العربیة شعرت بالتهدید، فی ذلک الیوم العراقیون، حکومة وأحزاب وعلماء، دعوا إلى وقفة عراقیة لمواجهة هذا الخطر، وکان الصوت الأعلى هو صوت المرجعیة وکانت دعوة الجهد من المرجعیة، والتحقت بجبهات القتال عشرات الآلاف من الشبان العراقیین، وعندها طُلِبَت المساعدة من أخواننا العراقین، ولم یکن المطلوب ارسال مقاتلین من "حزب الله" بل قیادیین وکوادر یساعدون فی التشکیلات والتدریب والمیدان فی بعض الأماکن الحساسة، وفی نصف اللیل سحبنا مجموعة کبیرة من قیادینا من الجبهات وأرسلناهم إلى العراق سرا من دون دعایة ومن دون توظیف سیاسی أو غیر سیاسی، وفی العراق کنا نقاتل تحت قیادة عراقیة"، مشددا على "ان "حزب الله" ذهب من أجل العراق ولیس من أجل التدخل فی شؤون العراقیین کما تفعل السعودیة فی أکثر من بلد عربی، وهذا کان واجب قومی وعربی وأخلاقی ودینی، ولم نکن لننتظر جامعة الدول العربیة أو الإجماع العربی"، متسائلا "ما هی جریمة تدخل "حزب الله" فی العراق؟ فی مواجهة من؟ فی مواجهة "داعش" الذی یجمع العالم على أنه تنظیم إرهابی؟ هل نکون مدانین اذا قاتلناه؟، ماذا فعل التحالف الدولی بقیادة الولایات المتحدة حتى الیوم؟".
واضاف السید نصرالله "أحد جهابذة الخلیج العربی یقول أن القضاء على "داعش" یوجب القضاء على "حزب الله" و"الحشد الشعبی"، وأنا أقول له لولا الحشد الشعبی فی العراق لکانت "داعش" فی قصورکم وتسبی نساؤکم"، معتبرا ان "الشهامة العربیة هی أن یذهب کل إنسان عربی للدفاع عن مقدسات الأمة والعراقیین فی العراق، ومن لا یفعل ذلک لا علاقة له بالشهامة العربیة".
 
واشار السید نصر الله الى انه "عندما شخصنا ضرورة ذهابنا الى سوریا کنا نسعى خلف الواجب، عندما کانت دمشق بخطر ومقام السیدة زینب بخطر وفیما بعد القصیر وبدأت الأمور تتدحرج علما اننا لم نکن نرغب بذلک، بل ناقشنا وتباحثنا کثیرا بالموضوع قبل الذهاب"، مؤکدا "ان "حزب الله" لم یأخذ أی أمر للقتال فی سوریا لا من سوریا ولا من إیران، بل هذه رؤیته وإیمانه وفهمه وبصیرته"، لافتا الى ان "المعارضة السوریة فی بدایة الازمة لم یکن لدیها رغبة بالحوار لانها کانت تتوقع ان تنتهی الامور خلال أشهر قلیلة، وکانت السعودیة تدیر اللعبة فی ذلک الحین وتحدیدا احد الامراء کان من عمان یدیر المعرکة ویقدم الأموال والسلاح، اما الیوم وبعد ما یقارب 5 سنوات، خابت الأمل وسقطت الرهانات".
ورأى السید نصر الله ان "الامر نفسه تکرر فی الیمن حیث توقعوا الإنتهاء من المعرکة خلال أیام، على الرغم من ان الیمنیین کانوا قبل الحرب قد إنتهوا من الحوار فی صنعاء لکن السعودیة قررت الحسم العسکری"، معتبرا ان "الأثمان التی تدفعها السعودیة الیوم نتیجة حربها على الیمن کبیرة جداً، والفضیحة أنه تحت عنوان الحرب على الحوثیین تمکن من أجمع العالم على تصنیفه إرهابیا من السیطرة على المحافظات الجنوبیة، لان القوات السعودیة فشلت وستفشل ولا یمکن إلا أن ینتصر الشعب الیمنی لأنه یقاوم ویصمد ولن یهزم"، مشددا على ان "السعودیة فشلت فی سوریا والیمن ولبنان والبحرین، وإذا کان "حزب الله" یتحمل مسؤولیة کبیرة فی إفشال هذه المشاریع وهذه الحروب، نحن نفتخر بذلک فی الدنیا والأخرة".
 
ورأى السید نصرالله ان "غضب السعودیة ناتج عن فشلها، وهی ترید أن یغضب جمیع اللبنانیین على "حزب الله"، معتبرا ان "اللبنانیین یدرکون ان من یواجه السعودیة فی سوریا هو المدافع الحقیقی عن المصالح الوطنیة اللبنانیة، ولا یمکن إبتزاز اللبنانیین من أجل أن تسیطر الجماعات الإرهابیة والتکفیریة على سوریا ومن ثم تذبح أطفالهم فی لبنان"، سائلا "لو سیطرت "داعش" و"النصرة" على سوریا أین سیکون لبنان ومسیحیی لبنان ومعتدلی لبنان؟"، مضیفا "بعد ذلک بدات الحجج تتوالى الى ان وضعوا "حزب الله" على لائحة دول مجلس التعاون الخلیجیة للمنظمات الإرهابیة وبعدها تم وصفه بالمنظمة الارهابیة فی مجلس وزراء الداخلیة العرب وصدر البیان من دون إجماع عربی"، لافتا الى "ردود الأفعال التی صدرت حول البیان والأکبر کان الرد التونسی، من الشعب والأحزاب والصحف والجمعیات وصولا إلى الموقف الرسمی الذی طالب بالمعالجة".
وشکر السید نصرالله تونس رئیسا وشعبا، معتبرا انهم "عبروا عن حقیقتهم وعن حقیقة هذه الأمة ومکانة المقاومة عند الشعوب العربیة "،موضحا ان "مواقف باقی الدول العربیة والإسلامیة على المستوى الشعبی کان ممتاز، لان الصرخة التی سمعنها فی الأیام الأخیرة، قیمتها کبیرة جدا ولا تقاس بمظاهرات الملایین فی السابق، فی ظل سطوة التکفیر الدینی والسیاسی، لان کل من أخذ موقف فی هذه الأیام یعرض مصالحه للخطر لأنه یقف بوجه الغضب الملکی والأمیری، والسعودیة قد لا تسامح لا اللبنانیین ولا للعرب الذی یرفضون قرارها، وهذه صرخة حقیقة فی وجه سلطان مهیمن ومتسلط بالمال والتکفیر السیاسی والدینی"، مؤکدا ان "حزب الله" لم یطلب ای موقف من ای دولة"، مشددا على ان "أهمیة ردود الأفعال الرسمیة والشعبیة أنها رسالة قویة ل(اسرائیل) التی قدمت نفسها حامیة لأهل السنة وهذه الرسالة تقول ل(اسرائیل) أنه لا یمکن أن یأتی یوم یصبح فیه وجودک طبیعیا"، مضیفا "من یرید التطبیع مع (إسرائیل) أو یرید أن یرفعها سیسقط معها، وستکتشف السعودیة مبکرا أنها تخوض معرکة خاسرة".
واکد السید نصرالله "أننا سنحفظ بلدنا من الأخطار ونصون الإستقرار وسنبقى المقاومة التی تبقى الأمل لهذه الأمة وسنبقى فی المیادین مهما تعاظمت الإتهامات والتضحیات وسنبقى کلمة الحق وصرخة الحق فی وجه السلطان الجائر، وسنبقى الشرکاء فی صناعة الإنتصارات ومن المبشرین بها".
ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.