واضاف “ليس من تفسير لما حصل، فقط انه وعد من الله للمجاهدين والمحتسبين والصابرين، هذا نصر الهي ولا تفسير اخر لما يجري”.
وتابع سماحته: “هناك امر مؤسف اكثر، عندما خرج الصهاينة عام 2000 بعمل نظيف منا، ولم نضرب عميلا او نتعرض لدور عبادة، ومع ذلك كان هناك ناس غير مسرورين منا، وفي العالم العربي ازاء هزيمة اسرائيل، ايضا هذا ما حصل في حرب تموز 2006، وهناك من راهن عليها وكان يأمل في الليل والنهار ان تهزم المقاومة وتنتصر اسرائيل”.
واردف قائلا “عرفنا لاحقا ان في الايام الاخيرة للحرب، ان احدى السفارات الاوروبية اتصلت بالسيد نواف الموسوي، وجرى تحديد الموعد، واخبره الاوروبي ان الاسرائيلي يريد ايقاف الحرب، ولكن لم يبق سوى الحكومة اللبنانية. الحرب كان لها ان تتوقف قبل 14 اب، لكنها استمرت بفعل موقف الحكومة اللبنانية المدعوم من الخارج، وكانت حجته انه كيف يمكن ايقاف الحرب ولم يتم نزع سلاح حزب الله، والامر ما يزال كما هو”.
واوضح سماحته انه”من باب المجاملة وصف الرئيس بري الحكومة بأنها حكومة مقاومة، ولكن هذا النظام الرسمي العربي الذين يرتزقون منه لم تكن اسرائيل بالنسبة اليهم عدوا ولم تكن كرامة الامة العربية تعني لهم شيئا. نحن في العام 2000 لم يتم الاحتفال بالنصر الذي اهديناه للبنانيين والفلسطينيين، ومع ذلك لم يتم الاعتراف بنصرنا رغم اعتراف اسرائيل بهزيمتها”.
ولفت الى “ان تداعيات حرب تموز في اسرائيل شهدت عندهم اكبر كم من الحديث عن هزيمتها، ومع ذلك نرى من يرفض ذلك، وفي رأيي للامر خلفيات نفسية”.
واعتبر السيد نصر الله أن: “إيماننا بالنصر كان مبنيا على إيماننا بوعد الله للمجاهدين الصابرين، ولدي الآن يقين أن المقاومة اليوم ستنتصر في حال حصلت حرب عليها لأننا نملك قضية حق في معركتنا مع اسرائيل، إضافة لى ثقتنا بالوعد الالهي وبالتحضير لهذه المعركة من صواريخ صنعت في سوريا، وبالتجهيز لامكاناتنا، ولم نكن نائمين بين ال2000 و2006 والى اليوم، لذلك نحن في سباق مع الوقت ولم نبخل بما نملك”.
وأضاف: “عملنا على تشغيل عقولنا أيضا، لذلك نحن عملنا على تأمين الشروط المطلوبة منا وأبرزها الاخلاص، وهذه الجماعة التي قاتلت في حرب تموز لم تنتظر مديحا من أحد وإنما قاتلت من أجل الله”.
وتابع سماحته: “ان الله أنزل علينا النصر لأننا قمنا بكل الشروط المطلوبة، وهذا ما نسميه بالتدخل الالهي، لا سيما وان عدونا عاش يومها إرباكا”.
وأكد “طالما هذه المقاومة جاهزة ومستعدة ومخلصة ومنسجمة فإن وعد الله بالنصر آت”.
وأوضح السيد نصر الله “ان حزب الله يعمل على ملفات في البلد لكنه يحجم عن تلك التي تؤدي الى الخراب”.
وقال سماحته حول إنصاف المقاومة “هناك اتهامات كثيرة لنا وتتهمنا بكل السيئات، ما نتطلع اليه بحق هو ينتظرنا يوم القيامة، حيث لا مال خليجيا ولا دور اميركيا، ما نتطلع اليه هو يوم القيامة، وانا لا انتظر ان ينصفني التاريخ وهذا ليس يأسا، ولكن حقيقة الامر هو ان ينصفنا الله ونكون في رضاه”.
وعن المشاهد المؤثرة في حرب تموز قال سماحته “اهم مشهد كان ثبات الناس، وعيهم، طمأنينتهم، استيعابهم للمعركة نفسيا وعاطفيا للالام، وهذا ما لمسناه في تعبيرات الناس، اضافة الى صبرهم، وهذا كان سر قوتنا الاساسية، ومن تجليات التدخل الالهلي كان مشهد عودة الناس يوم 14 آب الى قراهم المدمرة في الجنوب، مع ان الاوضاع لم تكن واضحة بعد بالرغم من قرار وقف اطلاق النار”.
واضاف “بدأت مواكب العودة عند الثامنة صباح 14 آب من دون اي تدخل من احد، وهؤلاء الناس هم من اسقط هذه المؤامرة”.
واستذكر ما قاله فيلتمان بأنه وضع 500 مليون دولار على الاعلام والسياسة في لبنان لابعاد الناس عن حزب الله”.
واكد السيد نصر الله “ان الاسرائيلي في اسوأ حال لانه لم يستعد الجانب المعنوي”.وكشف سماحته “انه زار الجنوب والبقاع بعد حرب تموز، وقال “انا لا اعيش في ملجأ، وهذا ليس سرا لان كل الذين التقيتهم، اجتمعت بهم في جو طبيعي”.
واضاف “التقيت عائلتي خلال حرب تموز لحوالى نصف ساعة. ان من اهم عناصر الانتصار في ذاك اليوم ان عائلاتنا كانت اساسا في هذا النصر لصبرها واحتسابها وتدبرها امورهما.
وحول ما يجري في سورية قال السيد نصرالله “بسبب عدم قدرة اسرائيل على ضرب المقاومة وايران، لان سوريا ليست جسرا وانما هي دولة مقاومة وجزء اساسي في معادلة حرب تموز، والصواريخ التي اتتنا في حرب تموز كانت من سوريا ولم تكن من ايران، كان قرارهم بكسر سوريا لعزل المقاومة، فكان ان عملوا على اخذها بالسياسة اولا، ولهذا اتى الملك عبدالله الى سوريا لاخراجها من محور المقاومة، ولكن لم ينجحوا بسبب ارادة سوريا واستقلالية قرارها السياسي، ولذلك عندما فشلوا في السياسة واتت موجة الربيع العربي، اتوا الى سوريا من باب الانتقام منها بسبب موقفها في حرب تموز.
واضاف “كان المطلوب في حرب تموز ضرب المقاومة في لبنان وسوريا وفلسطين وبعدها ايران، وهذا هو مشروع الشرق الاوسط الجديد الذي تحدثت عنه كوندوليزا رايس، وعندما فشلوا في اخذ سوريا بالسياسة لجأوا الى الحرب عليها وانشأوا داعش والنصرة وكل هذا الخط التكفيري”.
وتابع سماحته “اهم سلاح في يد ترامب في مواجهة كلينتون اتهامه لها ولاوباما بأنهما كانا خلف انشاء داعش التي اتيا بها من كل انحاء العالم. نحن ما نزال نقاتل في حرب تموز، وما نقوم به اليوم هو لحماية نصر تموز”،لافتا الى “الاحراج الذي تسبب به ترامب لاوباما في هذه المسألة”.
وعن الوضع في لبنان قال انه يعيش استقرارا ليس له مثيل بإستثناء تهديد داعش على الحدود الذي يواجهه الجيش. واعطى مثالا على هذا الاستقرار ما تعيشه منطقة الجنوب وقراه وعلى الحدود، لان معادلة حرب تموز اقرت ذلك.
واكد انه من “اجل مصلحة البلد واهله والنازحين اليه من اجل امنهم واستقرارهم فإننا على استعداد الى الجلوس مع من يناصبنا العداء، ولو كنت شخصيا قادرا على الذهاب شخصيا والجلوس معهم لذهبت”.
وعن اصدقاء المقاومة قال “في العالم كان رؤساء وزعماء ومرجعيات ووسائل الاعلام وكتاب ومفكرون وهؤلاء وقفوا معنا والى جانبنا، ولكن اعتذر عن الدخول في الاسماء كي لا يعتب علينا احد”.
وعن دور الجيش قال “في حرب تموز تصرف الجيش بعقيدته الوطنية وضمن امكاناته المتاحة وقدم شهداء وتسهيلات للمقاومة، وتعاون معها”.
وكشف عن ان هناك في الادارة السياسية هنا وخصوصا رئيس الوزراء فؤاد السنيورة اصدر امرا الى الجيش بمصادرة السلاح الذاهب الى المقاومة، يومها تدخل بقوة الرئيسان لحود وبري ووصل الامر الى مرحلة التهديد لانه لا يمكن ان نقبل بالوصول الى صدام مع الجيش. ونتيجة التهديد حصل التراجع عن ذاك القرار”.
وقال “الذي لم يفعله الاسرائيليون خلال 33 يوما في حرب تموز حاول بعض اعضاء الحكومة القيام به”.
ولفت سماحته الى “التناقض في كلام من يطالب بأن يتولى الجيش لوحده حماية الوطن، في حين يقولون انه لا يملك السلاح لتحرير جرود عرسال”،واعلن انه يوجد لجبهة النصرة حلفاء في الحكومة اللبنانية.
وطمأن الناس الى انه لا مستقبل لمشروع داعش والنصرة، وان اهل السنة لا يمكن لهم العيش في دولة داعش والنصرة.
ورأى السيد نصرالله ان “السحر سينقلب على الساحر في مسألة داعش واستنزاف من اوجدها ضد المقاومة”،وقال “ما يقلق الاسرائيلي ليس اكتساب حزب الله خبرات قتالية جديدة، وانما يقلقه انه يكتسب خبرات هجومية وليس دفاعية”.
واضاف “اذا حصل حرب واتخذ حزب الله قرارا بالدخول الى الجليل، فيكون ذلك نتيجة خبرات هجومية اكتسبها في سوريا”.
واكد سماحته “ان الاسرائيلي ليس مرتاحا لما يجري في سوريا خلاف ما يظهر”. وذكر ان المقاتلين التكفيريين المتواجدين في سوريا يبلغون عشرات الالاف وهم من غير السوريين، مبديا شكوكه بالرقم المعلن ان عددهم 360 الفا”. وقال “ربما هذا العدد يشمل كل الذين اتوا الى سوريا ثم غادروها”.
ورأى انه في حال قررت تركيا اغلاق حدودها فالامور تنتهي، لان السلاح والمقاتلين والاموال تأتي من تركيا، وهذا الامر كان الابرز في النقاش الروسي مع تركيا”.
واستذكر ما توقعه قبل خمس سنوات من انه سيتم المجيء بالمزيد من القاعدة وغيرها لمحاربة المقاومة ثم سيقومون بمسح هؤلاء المقاتلين بعد ان تنتهي مهمتهم، لافتا الى ان هذا الكلام كان على لسان بندر بن سلطان.
واعلن انه لا “يحترق قلبي على الاسرائيلي عندما تقتله، ولكن نحترق على هذا المضلل الذي جيء به الى سوريا لقتالنا”.
ووصف قيام اسرائيل بأنه كان “نتاج صفقة مع من تم تنصيبهم ملكا هنا واميرا هناك، وان يكون المحيط حولها مطمئنا، مؤكدا انه بسبب غياب القرار السياسي العربي فإن الجيوش العربية تتعرض للاهانة”.
واضاف سماحته “في حال عمت الفوضى وتدمرت الجيوش العربية وانظمتها فإنه سيكون هناك من يخرج ويقاتل اسرائيل. ان هذه الفوضى الان ستأكل يوما اسرائيل”.
وشدد على الحرص على العلاقة مع المقاومة الفلسطينية .
واعرب السيد نصرالله عن اعتقاده ان الوضع السني – الشيعي ليس مأسويا كما يقال، متهما بعض وسائل الاعلام التي تحصل على اموال كي تقوم بالتحريض، لانه وعلى سبيل المثال فإن غالبية من يقاتل في سوريا مع النظام هم سنة، كما انه من اهم عوامل الانتصار في الفلوجة مشاركة اهل السنة مع الحشد الشعبي، والقوات العراقية، وهذا يوضح ان المعركة ليست سنة وشيعة.
واكد ان “مشروع الفتنة لا مستقبل له وقد يكون واحدا من الاختبارات التي تسقط فيها الاقنعة، كما اكد ان النصر ليس بعيدا، والاسرائيلي في حرب تموز انكشفت خططه، والاسرائيلي يعيش مأزقا استراتيجيا اليوم. في 2000 سقط مشروع اسرائيل الكبرى، وفي 2006 سقط جوهر الكيان الاسرائيلي”.
وتوقع أن “يضبضب الاسرائيلي أغراضه في المستقبل ويغادر فلسطين كما غادر جنوب لبنان العام 2000، في حين يبقى عدد من اليهود في فلسطين”.
وأشار الى “نمو عوامل التدمير الذاتي في المجتمع الاسرائيلي، إضافة الى عنصر المقاومة وقوتها والتي لن تستطيع أي قوة لا اميركا ولا اسرائيل ولا المملوكين منهما أن يضربوا روح المشاركة.
ولفت الى استثنائية تونس حول ما يتعلق بمواقف الشعب التونسي تجاه المقاومة، وهذا دليل على ما أقوله حول أن الصراع ليس سنيا – شيعيا.
وأعرب عن حبه للناس واحترامه لهم ومشاركته مشاعرهم،وكشف عن تألمه كأي إنسان وأنه لولا الألم لما كان الصبر. ونحن نصبر لأننا نؤمن، وهذا جهاد في سبيل الله.
وأعطى تفسيرا دينيا وعرفانيا لمعنى الحزن الجميل وعلاقة هذا الشعور بحب الله والايمان.
وردا على سؤال قال “اسعى للقيام بواجبي، لان تربيتنا وثقافتنا نابعة من مفهوم الدنيا والآخرة، ولكن ما يهمنا هو الاخرة، من هنا قناعتنا ان المقاومة خيارنا لاننا سنحاسب امام الله. في ثقافتنا الداخلية هو تأدية تكليفنا الشرعي واداء الواجب امام الله”.
وكشف سماحته انه لم يقرأ منذ فترة طويلة بسبب الاوضاع في سوريا واسرائيل، ولكنه يقرأ بشكل متنوع عادة. واعتبر ان الحرب على قناة المنار هي جزء من الحرب على المقاومة وعلى كل محور المقاومة وكل المؤسسات التي لها صلة بمحور المقاومة،وأضاف:اقول للاخوان في المنار أنه يجب الاستمرار رغم كل الحصار على الشاشة،وكان هناك اقتراح بأن نغير شكل المنار ونقدم تلفزيونا جديدا لكننا نرفض لأن المنار كمنار هي عبارة عن تاريخ لا يشطب بشطبة قلم والمنار يجب أن تستمر وهناك قضية بكسر الحصار على المنار.