وفي كلمة له خلال اللقاء العاشورائي المركزي للكشفيين والكشفيات في المنطقة الأولى تحت عنوان "أنصارك"، وذلك في حسينية بلدة حناويه الجنوبية، دعا المعنيين إلى "الالتفات لمعالجة شؤون الناس، وخاصة تلك المُلحة التي تضر بصحتهم ومستقبل أجيالهم، سيما وأن أكبر مصيبة واجهتنا في الآونة الأخيرة هي موضوع تلوّث نهر الليطاني، والذي تتحمّل مسؤوليته الأجهزة الرسمية والناس الذين لا يراعون الضوابط والقوانين، وبالتالي علينا جميعاً أن نعمل لمعالجة هذه المشاكل إضافة إلى المشاكل الأخرى التي لها علاقة بالصرف الصحي وبتصدير الانتاج اللبناني وغيرها من المسائل الكثيرة، وكل هذه من تداعيات الخلل في المؤسسات الدستورية"، حسب النشرة اللبنانية.
من جهة ثانية، رأى أن "التكفيريين يريدون تخريب لبنان بصرف النظر عن الطائفة أو المذهب أو المنطقة، وما تم كشفه من الشبكات الإرهابية التكفيرية المختلفة حتى الآن، بيّن بأن الاستهدافات ستطال جميع المناطق والأماكن المختلفة، وهذا يعني أنه ليس هناك هدف مشخّص ومحدد عند التكفيريين، بل أن هدفهم هو إحداث الفوضى والدمار في أي مكان يستطيعون تدميره أو تخريبه في لبنان"، موجهاً التحية إلى الجيش اللبناني ومخابراته وكل القوى الأمنية "التي تعمل عادة في هذه الملفات، لأن الكشف الأخير عن أمير داعش في لبنان هو صيد ثمين، وسيؤدي إلى إبطال الكثير من المخططات التي كانت مرسومة للتخريب فيه، وهذا لا يعني أن المسألة انتهت، لأن التكفيريين سيسعون بشكل دائم لإحداث الخراب، وعلينا أن نكون يقظين".
ورأى أن "قتال حزب الله ضد التكفيريين وخاصة على الحدود الشرقية في منطقة البقاع في مواجهة القلمون وكل المنطقة المحاذية من القصير وغيرها، حرّر تلك المنطقة من التكفيريين، وساعد على تشكيل حماية للخلفية اللبنانية، أي للمقاومة وشعبها وللبنان"، مشدداً على أن "الثلاثي الجيش والشعب والمقاومة هو الذي حمى لبنان من الموجة التكفيرية ومن تداعيات إجرامهم، وأربك حماتهم والمراهنين عليهم، سيما وأن هناك في لبنان من لا زال يراهن على التكفيريين، ولكن لن يكتب لهم النجاح، ولن يوفّقوا من تحقيق أي مكتسب، بل سيكون الخزي لاحقاً بهم كما بالتكفيريين تماماً، وقد أصبح واضحاً للجميع مستوى التعاون الإسرائيلي التكفيري من خلال ما جرى في منطقة الجولان والقنيطرة، فهم يريدون أن ينشأوا هناك حزاماً آمناً حول إسرائيل تماماً مثل الحزام اللبناني الذي أنشأ على يد لحد وحداد قبله، ويحاولون إيجاد هذه التجربة في منطقة جنوب سوريا عن طريق التعاون مع جبهة النصرة، أي مع التكفيريين وأعوانهم، وهذا يبيّن أن أهداف إسرائيل والتكفيريين هي واحدة، وبالتالي فإنه من المهم أن نبقى متيقظين لنواجه شر مربع تفتيت المنطقة، حيث أن هناك أربع قوى خطرة جداً وهي أميركا وإسرائيل والسعودية والتكفيريون يعملون على تفتيت المنطقة ويحملون نفس الهدف، ولكن وقوفنا وجهادنا وعملنا الدؤوب وتضحياتنا المختلفة مع كل حلفائنا وأعواننا ساهمت في منع تحقيق هذه الأهداف، وستمنع تحقيقها إنشاء الله تعالى".
كما توجه بالشكر إلى إيران "التي قدمت وضحت وأعطت النموذج الراقي في منطقتنا، فهي دعمت المقاومة في لبنان وفلسطين فانتصرت، ودعت إلى التعاون مع دول الخليج من أجل حماية أمن الخليج بعيداً عن التدخل الأجنبي، وواجهت حروب العالم من خلال حرب صدام اللعين لمدة ثماني سنوات، ولم تبدأ حرباً على أي دولة أو أي جهة، بل كانت دائماً في موقع الدفاع، ووقفت مع سوريا المقاومة فصمدت سوريا، واستطاعت أن تسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد، وإيران هي التي تدعم حق اليمنيين في خياراتهم، وهي التي وقفت إلى جانب شعب البحرين وشعوب المنطقة من أجل حريتهم واستقلالهم وخياراتهم من دون أن تفرض أو تطلب شيئاً لنفسها، وهي التي تتقدم بكل المجالات سواء كان علمياً أو ثقافياً، وكذلك تتقدم في مشاريعها العمرانية في السدود والكهرباء وفي كل المسائل التي تجعل الدول تتقدم إلى الأمام، ولعل إيران هي الدولة الوحيدة في كل المنطقة التي تتقدم يوماً بعد يوم، وبالتالي فإننا ندعو دول المنطقة إلى أن يتعاونوا معها، لأن التعاون مع إيران هو خير للجميع، وعدم التعاون معها هو خسارة لمن لا يريد ذلك".(۹۸۶۳/ع۹۴۰)