قال اللواء قاسم سلیمانی قائد فیلق القدس فی حرس الثورة الإسلامیة الإیرانیة فی مراسم إحیاء الذکرى الأولى لشهادة اللواء حسین همدانی؛ واالتی أقیمت فی مسجد الرسول الأعظم فی ضاحیة الشهید محلاتی فی طهران: أیام شهر محرم الحرام هی أیام حزن وعزاء ولکن الأجواء المعنویة والروحانیة فیها إن لم تکن أکثر من شهر رمضان فهی لیست أقل منها، وذلك التحول فی القلوب والنفوس الذی یحصل فی لیالی القدر موجود أیضا فی لیالی محرم.
وأضاف: فی أیام محرم تصفیة وتطهیر للمجتمع من جمیع الجهات، وهذا الأمر من بواعث اعتزاز الشیعة، واللواء حسین همدانی کان عاشقا لأهل البیت(ع) ولحرم السیدة زینب(ع)، وقد ضحى بنفسه واستشهد فداء لهم.
قائد فیلق القدس فی حرس الثورة أشار إلى أنّ الإمام الحسین(ع) قد ضمن عبر شهادته بقاء الإسلام واستمراریته، وقال: واقعة کربلاء رتبت من بدایتها إلى نهایتها بعنایة فائقة، وجمیع جزئیات هذه الواقعة هی العقار والدواء الناجع للبشریة جمعاء.
سلیمانی أکدّ أنّ الدواعش فی زماننا هم أسوء من الخوارج فی زمان الإمام علی(ع)، وقال: کان الدواعش یضعون سیوفهم البراقة والحادة على رقاب الأسرى، ولکن ألأسرى لم یرجعوا عن عقیدتهم ومذهبهم ابداً، وهذه هی آثار کربلاء.
اللواء سلیمانی أوضح أنّ شعار وحرکة الإمام الحسین(ع) کانت واحدة من البدایة إلى النهایة وهی لم تتوقف ولم تتغیر ابداً، وقال: شبابنا الیوم یرتدون السواد فی عاشوراء وهی سنّة جیدة جداً، ثقافة الإمام الحسین(ع) کانت على الدوام سبیلنا إلى النصر؛ هذه الثقافة کان لها فی السابق مرکز واحد وهو إیران ولکنها الیوم تشعبت، وانتشرت وأنصار الله فی الیمن والحشد الشعبی فی العراق یتأسون بالإمام الحسین(ع).
وتحدث قائد فیلق القدس عن اللحظات الأخیرة التی سبقت استشهاد اللواء همدانی، وقال: المرة الأخیرة التی رأیت فیها الشهید همدانی کانت قبل ساعات من استشهاده، لقد رأیت فی وجهه ألقا خاصا، لقد کان إنسانا صبوراً، شعرت وکأنه یعلم بساعة شهادته، وعندما تحدثت فیما بعد مع عائلته أیقنت أنه کان یعلم بساعة شهادته، لقد قال لی تعال لنأخذ صورة معاً؛ ربما تکون هذه هی الصورة الأخیرة، لقد هزتنی هذه الکلمات.
اللواء سلمیانی أوضح أنّ الشهید همدانی حصل فی الستین من عمره على الجائزة الأثمن وهی الشهادة فی سبیل الله. وقال: کان للشهید تأثیر کبیر على میدان المقاومة فی سوریا؛ وأنا أسأل هنا: لماذا کلّ هذه التعبئة من من القوى العالمیة والإقلیمیة حول الجغرافیا السوریة؟ هل المسألة هی مسألة شخص الرئیس، ومسألة الدیمقراطیة؟ لا المسألة مختلفة تماما، فی العالم العربی یوجد دول مختلفة تمتلک ثروات کبیرة، وفی مرحلة من المراحل حصلت معاهدة العار فی کامب دیفید؛ هناک طعن أنور السادات الأمة الإسلامیة فی الظهر.
وأضاف: جمیع هذه الدول أقامت علاقات مع الکیان الصهیونی إما سرا أو علامیة؛ باستثناء دولة واحدة کانت مستعدة لتخاطر بأمنها وسیادتها فداء لجمیع المسلمین. فی زمان الرئیس الأمریکی کلینتون کان من المقرر أن یتم التوقیع على اتفاقیة السلام بین سوریا والکیان الصهیونی فی باریس؛ حینها ذهب المرحوم حافظ الأسد إلى باریس، ولکن فی الصباح رفض المشارکة فی ذلك الاجتماع؛ لأنه کان یعلم ما هو تأثیر المهادنة على جبهة مقاومة الکیان الصهیونی.
سلیمانی تابع قائلاً: فی أیام الرئیس بشار الأسد جاء الملك السعودی عبدالله إلى دمشق وذهب مع الرئیس بشار إلى لبنان وکان ذلك بعد خروج القوات السوریة من لبنان، هناك قال عبدالله لبشار هذا البلد لبنان کله لك، ولکن ماذا اراد بالمقابل؟ اراد أن یقوم بشار الأسد بقطع علاقاته مع إیران ویبتعد عنها، ولکن بشار الأسد رفض ذلك.
قائد فیلق القدس فی حرس الثورة الإیرانیة أوضح أنّ نائب ولی العهد السعودی سافر إلى روسیا لبحث القضیة السوریة، وهناك حصل اجتماع مع مسؤول سوری بحضور الروس، فی هذا الاجتماع سأل نائب ولی العهد السعودی عن حال الرئیس بشار الأسد، وذلك المسؤول السوری قال إنّ مشکلتنا هی داعش، فقال ولی العهد السعودی: داعش لا تشکل أیّ خطورة وهی سوف تنتهی یوما، ولکن المشکلة هی علاقتکم مع إیران، وإذا لم یکن لکم علاقات مع إیران فکلّ الأمور سوف تحل.
سلیمانی أشار إلى أنّ مشکلة الأعداء هی محوریة سوریا فی جبهة المقاومة وعلاقتها مع الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة، وأکدّ أنّ: هناك لا ندافع فقط عن سوریا بل ندفع عن الإسلام وعن الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة، وداعش والجماعات التکفیریة لن توجد وتصنع من أجل سوریا بل صنعت وأوجدت لاستهداف إیران.
اللواء سلیمانی شدد على أنّه لولا الصمود الذی حصل لنجح البعض فی تحقیق أحلامهم؛ فهم أرادو أن یصلّوا فی المسجد الأموی ویقیموا امبراطوریة، ولولا صمود سوریا لنجحوا فی توطید دولة الدواعش، والله وحده یعلم ما هی الکارثة التی کانت ستحصل لو تحق هذا الأمر.
قائد فیلق القدس فی الحرس الثوری اکدّ انّ الجمهوریة الإسلامیة حالت دون حصول هذه الکارثة، وقال: استطاعت الدولة السوریة بمساعدة إیران من الصمود بعد خمس سنوات من الضغوط والحصار، وفی النهایة اعترف العالم أنّ من یحارب الدولة السوریة هم جماعات إرهابیة.
وأضاف: التکفیریون الیوم یواجهون الهزیمة فی جمیع الجبهات، ونحن نعتقد أنّ الشعب السوری الداعم لحکومته سوف ینتصر، الیوم أوربا تدفع فاتورة أمنیة باهظة وسبب ذلك دعمها لتلک الجماعات الإرهابیة.
اللواء سلیمانی أکدّ أنّه کان للشهید همدانی تأثیر کبیر فی انتصارات سوریا، وقال: یجب أن نثق بدرایة وحکمة قائدنا، ویجب أن نعرف قدره، والیوم عندما تتمکن الجمهوریة الإسلامیة من الثبات والصمود صمودا حیّر الأعداء فالفضل فی ذلك لدرایة قائد الثورة.(9863/ع940)