وقال السيد عمار الحكيم في كلمة القاها خلال مؤتمر الصحوة الاسلامية الذي عقد بمكتب سماحته في بغداد اليوم" في هذا الوقت الذي القي على مسامعكم هذه الكلمات فان ابنائنا الغيارى في القوات المسلحة يخوضون معركتهم المصيرية نيابة عن العالم والمسلمين جميعا ويبذلون دمائهم دفاعا عن الاسلام المحمدي الاصيل ويقاتلون بشراسة ظواهر الانحراف والتكفير والتطرف، وفي الوقت الذي نجتمع هنا في هذا المحفل الكريم هناك في ساحات القتال شهيدا يتبجل من صهوة جواده وجريح يسقط مضرجا بدمه".
واشار الى انه" يستمر بالقتال من اجلنا جميعا، ومن اجل ان تبقى كلمة الله هي العليا، هؤلاء هم ابنائكم وابناء العراق الغيارى الذين تعرفونهم جيدا فيحثما كان التاريخ كان لرجال العراق بصمة فيه، اليوم يقاتل الرجال ويستشهدون على السواتر ولا يسأل المقاتل رفيقه ان كان شيعيا او سنيا وان كان عربيا او كرديا او تركمانيا او شبكيا وان كان مسلما او مسيحيا او ازيديا او صابئيا هذا هو نتاج الصحوة التي انتظرناها طويلا وقد مر وقت طويل وموحش وبلغت القلوب الحناجر ولكن الله جل جلاله برحمته وووعده الصادق لمن يخلصون له ويحسنون الضن به قد من علينا بالنصر المؤزر وها نحن نحرر كامل اراضينا ونسيتعيد سيادتنا بعزة وكرامة وشموخ".
واضاف ان" شعوبنا الاسلامية عموما وشعوب منطقة الشرق الاوسط خصوصا تواجه اليوم تحديات مصيرية ستحدد ملامحها المستقبلية، وان الدول الاسلامية مطالبة بالجلوس على طاولة حوار واحدة؛ لمناقشة كل خلافاتها وهواجسها ومخاوفها والبدء بحوار ونقاش صريح وجريء"، مبينا ان" عالمنا تغير بشكل كبير ولم تعد اساليب الحوار والتواصل القديمة والتقليدية مجدية ونافعة في بناء حوار داخل مساحة الامة".
وزاد" لقد وصلنا في عالمنا اليوم الى قاع الاختلافات والتقاطعات ونزفنا بما يكفي من الدماء والثروات واصبحت بلاد المسلمين محاصرة بالحروب والفشل التنموي والاجتماعي والتخبط السياسي ومع ذلك مازالت الشعوب الاسلامية حية ومتفاعلة وشابة وطموحة وما زال ابناء هذه الامة الكريمة صامدين بوجه كل الاعاصير التي تضرب وجوهم وعقيدتهم".
واكمل " اننا في زمن الصحوة الاسلامية والانسانية، حيث يعمق الاسلام انسانيته وجماليته ويرسخ حضارية مشروعه للعالم وللانسانية بعيدا عن التحجر والتطرف والانغلاق، وان تحدينا الاكبر اليوم هو تبيان انسانية الاسلام وجماليته وذوقه للعالم فقد تكفل المنحرفون والمتطرفون اظهار كل بشاعتهم وكراهيتم باسم الاسلام، ان امة الميليار ونصف المليار مسلم يمثل فيه الشباب ما لا يقل عن 70% من تعدادها فكيف لامة لاتنهض وهي تتكون من جحافل الشباب، وكيف لامة لا تبدع وهي تمثل فتوة العالم والانسانية، لقد استغرقنا كثيرا في الجوانب النظرية ونسينا او تناسينا تقديم المصاديق والشباب يبحثون عن المصاديق والممارسات لانهم يبحثون عن القدوة".
ولفت الى ان" علماء الامة هم الخط الاول في مشروع اعادة الوهج الانساني لمشروعنا الاسلامي العالمي وهنا تكمن المسؤولية الحقيقية للعمل الارشادي والتوعوي فمع هذا العالم المنفتح بعضه على البعض الاخر بثروة الاتصالات والتواصل لم تعد الكلمة محصورة في قاعة مسجد او جامعة او ندوة ثقافية او عقيدية وانما اصبحت الكلمة سفيرا حرا تطوف العالم في ساعات وتصل الى مسامع الملايين في ايام، وتكون مخزونة في العقول مثلما هي مخزونة في ذاكرة هواتف ابنائنا وبناتنا".
وتابع قائلا " فان جهودنا التوعوية كي ننفض الغبار عن آلاف المصاديق التي تعبر عن انسانية مشروع الاسلام وجماليته وذوقه"، مشيرا الى انه" من المؤسف ان تكون الاصوات المموجة للكراهية والطائفية والعنصرية اعلى امن اصوات الصادقين المخلصين الذين ملئ الاسلام قلبهم بالمحبة والسلام والوئام والذوق والجمال".
وبين ان" معركتنا اليوم هي مع الذين يتحجرون في فهم النصوص الدينية ويسقطون عليها تفسيرهم التاريخي الجامد، وان صحوتنا اليوم يجب ان تكون صحوة داخلية فقد اصبح الجميع يعرف عن الاسلام ولكن علينا ان نستنهض الاسلام المحمدي الاصيل عند المسلمين انفسهم وعلينا ان نعرف المسلمين بجوهر الاسلام وقيمه السمحاء ومبادئه التعايشية ونحذره من السلوك المتطرف الذي يضع الحواجز النفسية والمصدات العملية لتقبل رسالتهم والتعاطي معهم والانفتاح عليهم".
وذكر ان" شبابنا هم رسل السلام منا للعالم وعلينا ان نخطط بدقة وعمل بجدية لنجنبهم الوقوع في شراك التكفيريين الذين يجعلونهم وقودا في معاركهم الشيطانية ونزودهم بنهج الاسلام الصحيح ليكونوا رسل السلام".
واردف قائلا ان" مشوار الصحوة الاسلامية طويل وهو مشوار الوعي والفهم النقي ومشوار حوار الصحوة اطول لانه يستغرق وقتا وججهدا كبيرا كي يتشكل في طبقات الوعي الايمي للمسلم الواعي ولكن نقطة الشروع هي الخروج من الانا والانت والانتقال الى نحن الاسلامية الواعية"، مبينا انه"علينا ان نشجع مثقفينا ومبلغينا وسياسينا على الحوار ونزرع بعقول شبابنا ثقافة الحوار ويكون اساس عملنا هو التواصل والالتقاء في المشتركات وتحيل التقاطات ستعبر الشعوب الاسلامية هذه المرحلة بحلوها ومرها".
واستدرك قائلا " لكن سيسجل التاريخ مواقفنا جميعا وسيحاسبنا بقسوة عن اي تقصير او تهاون علينا الخروج من القوالب الجاهزة والممارسات والاساليب التقليدية فلاسلام جاء بالحداثة الى بيئته البدوية فلماذا يصر البعض على تطولة الاسلام والاسلام جاء بعقيلية الانفتاح على الاخر فلماذا يكرس البعض الانغلاق والانطواء، فالاسلام جاء بالذوق والانسانية فلماذا تطغى البعض مفاهيم الفوضى والتطرف؟، اننا اليوم بامس الحاجة لنعيش الاسلام بدواخلنا ونجسده في فكرنا وسلوكنا ومسامتنا ومناهجنا لنحقق بذلك صحوة اسلامية حضارية تاخذ بنا الى رحاب المستقبل وتجعلنا خير امة اخرجت للناس كم ارده الله تعالى لنا".
وافاد " لقد آمنا هذه الجحافل من الشباب التي تستطيع لو اتيح لها المجال والفرصة ان تكون هي رسل الصحوة الاسلامية والانسانية الكبرى انه الاهداف الافكار المنحرفة والمتطرفة فلنجعلها الدروع التي تحاصر هذه الافكار وتضيق الخناق عليها ولكن مسؤولية محاربة الافكار بالافكار تقع على عواتقنا نحن ومسؤويتنا امام الله وامام المسلمين والانسانية جمعاء".
وقال " انني انتهز هذه الفرصة الطيبة واوجه بعض الرسائل القصيرة الى ابنائنا في جبهات الحق والحرية واقول لهم ان كل العالم معكم لانكم تدافعون عن الانسانية ضد ثقافة التكفير والتوحش وكل المسلمين المخلصين الاوفياء معكم لانكم تدافعون عن الاسلامي ضد التشوية والانحراف والارهاب والتطرف وكل العراقيين معكم".
واضاف" كما اوجه رسالتي الثانية الى الدول الاسلامية واقول ان الزمن هو زمن تحديد المساحات وتقاسم المصالح والنفوذ ومهما استمر القتال والاقتتال بين الاخوة فانهم في النهاية سيجلسون على طاولة حوار وليكن حوار الشجعان الذين يفكرون بمصالح شعوبهم ومستقبلها للمئة عام القادمة وليس لربح جولة هنا او هناك حوارا الانسان مع الانسان والمسلم مع المسلم والقادة مع القادة عندها سيبدأ فجر جدد عسى ان يزح عنا هذه الظلمة ويسكن الاف الفقراء والمحرومين والمظلومين".
واشار الى ان" اخر رسائلي الى شباب المسلم الواعي فانتم امالنا وخزيننا للمستقبل وبكم سيصحوا العالم على اسلام بافقه الانساني فجمال الاسلام لا يضاهيه جمال وذوق الاسلام لا يضاهيه ذوق واخلاق الاسلام لا تضاهيها اخلاق فبالجمال وبالذوق والاخلاق السامية سننتصر وتبنى دولتنا العصرية العادلة وستبقى فلسطين هي القضية المحورية التي كانت ولا زالت تمثل عنصر الوحدة الاساس في الدفاع عن عزة وكرامة الامة ومجابهة اعدائها، ويجب ان نعمل لارجاعها الى الواجهة بقوة في قطار السياسات الممنهج التي حاولت ان تبعدها عن سلم الاولويات".(9863/ع940)