كلام السيد صفي الدين جاء خلال رعايته حفلاً تأبينيًا أقامه حزب الله وآل الشهيد المجاهد عباس أحمد زعتر بمناسبة مرور أسبوع على استشهاده وذلك في مجمع الإمام الباقر(ع) في حي السلم، حضره إلى ذوي الشهيد حشد من الأهالي والفعاليات وعوائل الشهداء.
وأضاف سماحته قائلاً: "لن يكون هناك شرق أوسط جديد، الذي سيكون في منطقتنا هو الشرق الأوسط المقاوم الجديد الذي بناه وأسّس له هؤلاء الشهداء وهؤلاء العظام، وقتها لم تكن الحرب على سورية ولم تكن على العراق كما هي اليوم، ولم تكن حرب اليمن ولم تكن كل تلك الأحداث التي تحصل في منطقتنا ولم تكن الأحداث المستجدة التي حصلت في أميركا، من خلال ما يحصل في العالم والمنطقة، نقول اليوم بوضوح أكثر إننا نقترب أكثر من أي وقت مضى من تحقيق الشرق الأوسط المقاوم الذي يعتمد على الشعوب المقاومة، فلن يكون في الشرق الأوسط الجديد مكان للسياسة الأميركية ولأتباع أميركا في المنطقة".
وشدّد السيد صفي الدين على "أنه بفضل صدق وإخلاص ودماء هؤلاء الشهداء لن تكون نتائج التضحيات في حدود حلب وحمص ودمشق فحسب، بل إنّ نتائج هذه الدماء الزاكية الطاهرة سوف تمتدّ إلى كل بقعة في بقاع عالمنا الإسلامي والعربي لتُحمى أمتنا وليُحمى ديننا ولتُحمى الأعراض والمقدسات، ولن يكون هناك موطئ قدم لهؤلاء التكفريين ولمن جاء بهم بالسلاح والمال ولكل من دعمهم من أجل أن يخربوا هذه المنطقة".
ولفت السيد صفي الدين الى أنّ "هناك عِبراً كثيرة مما حصل في لبنان، يكفينا أن نعرف حقيقة واحدة: الذين ظنّوا في يوم من الأيام أنّ المقاومة يمكن أن تنشغل في سورية أو أن يغيب نجمها حينما تغرق في الوحول السورية اليوم يعرفون جميعًا أنّ المقاومة التي دخلت قبل أربع سنوات الى معركة سورية بأهداف معروفة ومحددة لن تخرج ضعيفة أو هزيلة أو تائهة أو ضائعة كما كانوا يتخيلون".
وأضاف سماحته: "إنّنا ما زلنا في قلب المعركة في سورية لم ولن نتراجع، وإنّ المقاومة اليوم هي في أقوى مرحلة على مستوى عديدها وسلاحها وقدراتها وتمثيلها السياسي وغير السياسي ليس في لبنان فقط بل في كل المنطقة".
وبخصوص الانتخابات الرئاسية في لبنان، أعرب السيد صفي الدين عن ارتياحه لانتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية، مشددّاً في الوقت عينه على تضافر الجهود وعلى وجوب الإسراع في تشكيل حكومة تجمع اللبنانيين وتلمّ شملهم ليتعاون الجميع دون إقصاء من أجل معالجة المشاكل السياسية والاقتصادية والأمنية والاجتماعية الموجودة، لأنّ هذا هو المطلوب في هذه اللحظة وليس أي شيء آخر، والمطلوب أيضًا هو الواقعية والمنطق والجدية والإقلاع عن كل كيدية يمكن أن تقف عائقًا أو حائلاً بين تشكيل الحكومة، وبين تحقيق مصالح يستفيد منها كل اللبنانيين.
وأكد السيد صفي الدين في ختام كلمته أنّ لبنان بحاجة الى الهدوء والاستقرار على المستوى الداخلي ليتفرّغ لمواجهة كل التحديات القاسية سياسيًا واجتماعيًا واقتصاديًا.(۹۸۶۳/ع۹۴۰)