وخلال مقابلة صحفية مع فصلية لدراسات السياسة الخارجية الايرانية، قال علي شمخاني: أن تسعى اميركا او بعض الدول الاخرى ان تتخذ القرار بدلا عن الشعب السوري، أو تقول (هذه الدول) من له الحق في الترشيح ومن لا يحق له، فهذا يتعارض مع مبادئ الديمقراطية وحق الشعوب في تقرير المصير.
وأشار شمخاني الى ان اميركا تقوم اليوم الى جانب دول كالسعودية في محاولة لإلغاء سوريا من محور المقاومة متذرعة بحقوق الشعب السوري، وقال: ان الديمقراطية في سوريا بالمقارنة مع وضع سائر الدول والمعايير في الشرق الاوسط، هي افضل بكثير من الدول المدعومة اميركيا.
ولفت الى الاهمية الاستراتيجية للانتصارات التي حققها الجيش السوري في شرق حلب، وقال: ان تحرير حلب باقتدار وتطهير محيط دمشق عبر العمليات العسكرية والمصالحة السياسية، لهو شاهد على نجاح الاستراتيجية المشتركة بين سوريا وايران وروسيا وجبهة المقاومة في مواجهة التحالفات الدعائية للجبهة الاميركية.
وأضاف: ان الجغرافيا السياسية لحلب بشكل يكون فيها الجانب المنتصر قادر على إدارة سائر الميادين وتهدئتها لصالحه. وفضلا عن ذلك، فإن هذا الانتصار كشف اسراراً خفية عن المساعدات المباشرة من بعض الدول لجبهة الارهاب، الامر الذي كانت الدول الداعمة للجماعات التكفيرية تتنصل منه قبل ذلك.
واعتبر امين المجلس الاعلى للامن القومي الايراني أن الفوضى الموجودة في المنطقة، ستضاعف من تكاليف كل الدول، فيما ستزيد من مكاسب الكيان الصهيوني.
وشدد على ان دعم سوريا وبشار الاسد يأتي في إطار استراتيجية الجمهورية الاسلامية الايرانية لصيانة جبهة المقاومة ومواجهة الارهاب، ومادامت الحكومة السورية تشعر بالحاجة، فإن الجمهورية الايرانية تواصل دعمها وإسنادها لسوريا.
وردا على سؤال بشأن نظرته لمستقبل سوريا، قال شمخاني: ان كيفية تشكيل المسارات السياسية والتفاهم بين مختلف المكونات الداخلية هو الذي سيحدد مستقبل سوريا. وعلى جميع الاطراف وبشكل متزامن ان تخطط لكبح الارهاب وقطع المساعدات الخارجية للارهابيين والمحادثات الوطنية، ونحن نعتبر ان هذا المسار هو افضل حل لإنهاء الازمة في هذا البلد، وقد تابعنا هذا المسار ايضا خلال السنوات الماضية.
وتابع: ان على دول كتركيا والسعودية ان تحدد موقفها، فهل ترحب بتقسيم سوريا والدول الاسلامية؟ وهل السعودية ستبقى بمنأى عن تأجيج نار التقسيم في المنطقة؟
وأوضح: رغم بعض التصورات، فإن الجمهورية الاسلامية الايرانية ليست بصدد الإطاحة بآل سعود، حتى إنها ترغب بكبح الجهود الرامية للإطاحة بنظام الحكم السعودي.. إن سقوط نظام آل سعود لن يكون أبدا بمعنى مجيء بديل نظام مناسب؛ إذ أنه إثر سقوط نظام آل سعود، فهناك احتمال قوي جدا ان تتجزأ السعودية وقد يسيطر الفكر الداعشي المتطرف المنحط على أجزاء هامة من هذا البلد.. إن الجمهورية الاسلامية الايرانية وقفت دوما بوجه تنامي التطرف، ودافعت عن وحدة تراب دول المنطقة، لأنها ترى أن تقسيم الدول يوفر الارضية لسيادة الفكر الارهابي في البلدان الاسلامية، وهذا الامر يتعارض مع المصالح الاستراتيجية للعالم الاسلامي.
وأردف شمخاني أنه من المؤسف نرى في المقابل ان تبعات السياسات الاقليمية لحكام السعودية في سوريا واليمن، تؤدي بشكل عملي الى تقوية التنظيمات الارهابية واستقطابها المزيد من الافراد.(۹۸۶۳/ع۹۴۰)