استُهِلَّ الحفلُ الذي شهد حضور المتولّي الشرعيّ للعتبة الحسينيّة المقدّسة بالإضافة الى جمعٍ كبير من العلماء والمشايخ وخطباء المنبر الحسينيّ بتلاوة آياتٍ من الذكر الحكيم وقراءة سورة الفاتحة ترحّماً على روح الشيخ الفقيد وأرواح شهداء العراق جميعاً، جاءت بعدها كلمةُ المتولّي الشرعي للعتبة الحسينيّة المقدّسة سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي(دام عزّه) وكان ممّا جاء فيها: "اليوم نستذكر شخصيّةً عظيمة لعبت دوراً كبيراً في خدمة المنبر الحسينيّ، هذا المنبر الذي يُعدّ ركيزةً أساسيّة في حفظ الدين الإسلامي وتعاليم أهل البيت(عليهم السلام)، وما تضحيات الأبطال اليوم في ساحات القتال إلّا نتاج هذا المنبر المبارك الذي خدمته هذه الشخصيّات الكبيرة أمثال الشيخ المرحوم الدكتور أحمد الوائلي(طاب ثراه)، هذا الرجل العظيم الذي يُعتبر عميد المنبر الحسينيّ ومن حقّه علينا وعلى المنبر أن نخلّد ذكراه العطرة ومسيرته المباركة".
وأضاف: "نحن نحتاج أن ندرس خصائص مدرسة أهل البيت(عليهم السلام) ونتعلّم منها الشيء الكثير، هذه المدرسة المباركة التي أنتجت هؤلاء الخطباء الكبار ومنهم الشيخ المرحوم، لذلك نأمل من أساتذتنا الإخوة الكرام أن تكون هناك دراسة لهذه الشخصيّة وكشف المكامن الموجودة فيها وأن يكون هناك مؤلَّف عن حياته المباركة بعنوان: (الخصائص الوائليّة)".
جاءت بعدها كلمةُ خادم المنبر الحسينيّ الشيخ الدكتور محمد باقر المقدسي التي كانت عبارة عن محاضرة قيّمة بيّن فيها: "إنّنا إذا نظرنا الى تأثير المنبر الحسينيّ في المجتمع نلتمس ذلك في جهاتٍ متعدّدة ومنها أنّ أتباع أهل البيت(عليهم السلام) يتمتّعون بثقافةٍ عالية، فالمنبر هو القلب الذي يضخّ العلم والثقافة وحبّ أهل البيت(عليهم السلام) في جسد المؤمنين ويُساهم في رفع مستوى المجتمع الديني والثقافي، لقد كان الشيخ الوائلي(رحمه الله) عميداً للمنبر الحسينيّ حيث قام بنقل الخطابة على المنبر من الطريقة القديمة الى الطريقة الحديثة، ونستطيع أن نقول أنّه أوّل من اتّخذ طريقة التفسير الموضوعيّ للآيات القرآنية الكريمة، فقد كان رجلاً ذكيّاً حاذقاً جمع بين العلوم الأكاديميّة والعلوم الحوزويّة التي ساهمت بشكلٍ كبير في إثراء هذا المنبر".
أُلقيت بعدها قصيدةٌ شعريّة تحدّثت عن فضل خدمة المنبر الحسيني لتأتي بعدها كلمة الشيخ الخطيب إبراهيم النصيراوي التي بيّن فيها: "أنّ شخصيّة الدكتور المرحوم الشيخ أحمد الوائلي(طاب ثراه) كانت شخصيّةً متميّزة عرفها كلُّ من التقى به وحضر مجالسه، وهذا كان له الأثر الكبير في خدمة المنبر الحسينيّ فالكلّ يعلم أنّ للشخصيّة تأثيراً كبيراً في أداء الرسالة، لذلك استطاع الشيخ المرحوم أن يبرز الثقافة الإسلاميّة بصورةٍ واضحة وجديدة ذات مقبوليّة عند جميع من استمعوا اليه".
تمّ بعدها عرضُ فيلمٍ فيديويّ بعنوان: (صدى الخلود) تناول حياة الشيخ الدكتور الوائلي(رحمه الله) ومسيرته في خدمة المنبر الحسينيّ، ليُختَتَم الحفلُ بتكريم نجل الشيخ المرحوم ممثِّلاً عن عائلته بدرعٍ ومنبرٍ رمزيّ.(۹۸۶۳/ع۹۴۰)