وفي خطاب الذكرى السنوية السادسة لثورة 14 فبراير المجيدة قال الشيخ الديهي إن تردي الواقع السياسي المتردي في البحرين واغلاق النظام كل أبواب المبادرات السياسية للحل، وزجه بقيادات المعارضة في السجون، واجهازه على حرية العمل السياسي يؤكد بأنّ هذا النظام لا يفكّر سوى بالعقلية الأمنية، ورأى أن نجاح أي عملية سياسية ممكنة هو ابعاد الأطراف التأزيمية في النظام التي لا تؤمن بالشراكة السياسية.
وشدد الشيخ الديهي على التمسك بمرجعية سماحة آية الله الشيخ عيسى قاسم، وخط العلماء، وفق اطار المقاومة المدنية السلمية، ودعا للمزيد من التراص والتلاحم ووحدة الصف بين المعارضة، وتأكيد مبدأ الوحدة الوطنية.
وأكد أن سماحة آية الله الشيخ عيسى قاسم يشكل الضمانة الوطنية للعناوين الثلاثة في الحراك المطلبي: وطنية الحل، سلمية الحراك، الإصلاح السياسي، وإنّ أي مساس بسماحته هو مساس بهذه الضمانات وتجاوز لما هو أكبر من الخطوط الحمراء ومن شأنه أن يجر البحرين لمنعطف لا عودة عنه وينتج طوفان من الغضب على النظام.
وذكر أنه على النظام أن يدرك بأنّ حساباته السياسية في التصعيد لا تخلق استقرارا، فالعلاج للواقع القائم ليس بالحديد والنار، والاستئثار بالقرار الأحادي، أو تكريس واقع الاضطهاد الطائفي والعنصري المتخلف البغيض.
وقال الشيخ الديهي إن سلمية وصمود شعب البحرين كشف وجه السلطة الحقيقي وتورطها في مستنقع سفك الدم الحرام والجرائم الطائفية، وأضاف: “6 سنين مارس فيها النظام القبلي كل أنواع الإنتهاك السياسي والأمني والمدني والحقوقي والأخلاقي والإنساني والديني والمذهبي، فلم يترك جريمة إلا وارتكبها في حق الشعب لا لشيء إلا لأنه شعب أبى إلا أن يعيش حرا لا يقبل الذل”.
وشدد على أن النظام مخطئ حين يستبد في تفعيل المعالجات الأمنية ويراهن من أن استمرار الدعم المتحصل عليه من قبل قوى دولية سيعينه في انجاز الانتصارات الوهمية موضحاً “أن الداعمين له مهزومون في كل ميادين الصراع الاقليمي”.
وأكد بأنّ العنف السياسي للدولة لم ينجح في تحطيم إرادة الصمود لدى أبناء الشعب واستطرد قائلاً: “أنتم واهمون، فلا فترة السلامة الوطنية، ولا المحاكم الجائرة، ولا السجون، ولا سياسة التمييز والتجنيس، ولا كل سياسات القمع استطاعت أن تكسر عنفوان الحراك المطلبي في البحرين؛ وذلك على الرغم من كل الاستقواء والدعم الخارجي الذي يحظى به النظام في استخدام الخيارات الأمنية القمعية التأزيمية للضغط على الحراك إلا أنّه مع هذا الدعم فشل النظام في قمع الحراك أو كسر عزيمته، وكانت كلفة ذلك أن يقترب النظام اليوم من الإفلاس الاقتصادي كما هو مفلس سياسيا وقيميا”.
وقال الشيخ الديهي إن أي برنامج سياسي أو تشريعي أو تنموي يستثنى منه أي طرف من المكونات الشعبية مآله الى الفشل قبل وبعد تنفيذه على أرض الواقع، فالمنظومة التشريعية في البحرين يجب أن تكون متوائمة مع المواثيق الدولية، ولا يصح ذلك المبدأ الذي يرى أنّ لهذا الوطن خصوصية تعطّل اطلاق العملية السياسية الشاملة والجذرية، فالشراكة السياسية التامة في أي عملية سياسية حق طبيعي لجميع المواطنين البحرينيين.
وطالب المجتمع الدولي أن يكون طرفا مناصرا للحقوق العادلة والمشروعة لشعب البحرين، ويتحمل مسؤوليته الأخلاقية والقانونية في ذلك.
وأشار الشيخ الديهي إلى سقوط مشروع النظام العنصري والطائفي من خلال استهداف سماحة آية الله الشيخ عيسى أحمد قاسم والوفاق و والرموز العلمائية والسياسية ومختلف التيارات السياسية والقوى المجتمعية، وإلى فشل أجندة الاستهداف، مثنياً على المشهد الملحمي والبطولي لأبناء شعب البحرين عندما خرجو بمختلف فئاتهم من الصغار للكبار والنساء والرجال في التظاهرات الملحمية من خلال أكثر من 150 ألف متظاهر سلمي في مشهد ساعد في تزخيم الحراك المطلبي من جديد، ورفع الشارة الحمراء أمام أي تهور قد يقدم عليه النظام.(۹۸۶۳/ع۹۴۰)