كما أشار مرصد الإفتاء إلى أن وحدة التحليل التابعة له استوقفها عدد من النقاط المهمة في بيان الداخلية، في مقدمتها المتوسط العمري لمرتكبي الجريمة، ومعظمهم في أطوار العشرينيات وأوائل الثلاثينيات من أعمارهم؛ مما يكشف عن جرس إنذار وذلك للمسارعة في عمل وتنفيذ الخطط التي تحافظ على العقول الشبابية من الاختطاف الممنهج عبر وسائل التواصل الاجتماعي التي أضحت تمثِّل المتنفس الأكثر انتشارًا وشيوعًا بين الشباب ومختلف المراحل العمرية للمجتمع المصري، وبلغ من تأثير وسائل التواصل الاجتماعي أن الشائعات التي تنشر عليها وتخص الأوضاع الاجتماعية التي تشغل الشريحة العظمى من المجتمع ترغم المسئولين على نفيها أو توضيح حقيقتها.
كذلك، تابعت وحدة التحليل بمرصد الإفتاء استكشاف الدلائل والنقاط المهمة في بيان الداخلية، ذاكرةً أن بيان الداخلية كشف عن وجود ترابط عنكبوتي بين تلك الخلايا الإرهابية التي قامت بتفجير الكنيسة البطرسية سابقًا، وتابعتها بتفجيرَي المرقسية في الإسكندرية وكنيسة مار جرجس بطنطا، والاعتداء على عدد من الكمائن الأمنية، وهذا البيان عن الرابط بين تلك التيارات الإرهابية يؤكد أن هذه الجماعات والتنظيمات، وإن اختلفت أسماؤها، فإنها تنتهج أفكارًا موحَّدة تجاه مختلفي العقائد، ووصفهم بالكفر والحكم بوجوب قتلهم وقتالهم، وينكرون مفهوم الوطن ولا يعترفون بمفهوم المواطنة، ويرون أن القيمة في نفوسهم يجب أن تنحصر في مفهوم الخلافة التي يجب الجهاد لإعادتها مرة أخرى، حسب فهمهم السقيم لها.
وقالت وحدة التحليل بالمرصد: إن هناك زاويةً مهمة من الزوايا التي يجب العناية بها في بيان الداخلية عن الخلية الإرهابية التي قامت بتفجير الكنيسة المرقسية بالإسكندرية، وهي أن أغلبية أفرادها من جنوب صعيد مصر من محافظة قنا، بما يعيد للأذهان الجماعات الإسلامية التي خرجت من شمال صعيد مصر في حقبة الثمانينيات وأحدثت حالة من الخلخلة المجتمعية قبل أن يتم قبولها المراجعات الفكرية والعودة إلى صفوف المجتمع؛ وعليه يجب على الجهات المسئولة، فكريًّا ودعويًّا وتربويًّا وشبابيًّا واقتصاديًّا، العمل على تنمية الصعيد وفق الخطة التي أدرجها الرئيس عبدالفتاح السيسي في مؤتمر الشباب الأخير الذي عُقد بمحافظة أسوان، وإعلان مثلث تنمية الجنوب، ليقينه بأن الفقر أحد العوامل الدافعة للتطرف والإرهاب.(۹۸۶۳/ع۹۴۰)