شهد المؤتمرُ حضورَ الأمين العام للعتبة العبّاسية المقدّسة السيّد محمد الأشيقر وعددٍ من مسؤوليها ومحافظ كربلاء بالإضافة الى جمعٍ واسع من الشخصيّات المهتمّة بالجانب البيئي، واستُهِلَّ بتلاوة آياتٍ بيّناتٍ من الذكر الحكيم وقراءة سورة الفاتحة ترحّماً على أرواح شهداء العراق الأبرار عُزف بعدها النشيدُ الوطنيّ ونشيدُ العتبة العباسية المقدّسة الموسوم بـ(لحن الإباء)، جاءت بعدها كلمةُ العتبة العبّاسية المقدّسة التي ألقاها الأمينُ العام للعتبة السيد المهندس محمد الأشيقر والتي جاء فيها:
"هذه الأرضُ أمانةٌ في أعناقنا نعمرها ونحافظ عليها، والحفاظُ على الأرض بإعمارها هي من مصاديق الشكر لله تعالى، أمّا إهمالُ هذه الأرض وخرابها فهو نكرانٌ لنعمة الله تعالى، وحمايةُ البيئة من الأمور التي لا يُمكن تركها وإهمالها فهي تبدأ من الفرد نفسه الى أن تصل الى الجماعات والى الشركات والمصانع والمؤسّسات والحكومات، وعلى الجميع المحافظة على البيئة حتّى لو بالأمور التي يظنّها البعض تافهة، مثل رمي الورق وفضلات الطعام في الشوارع والمتنزهات والأماكن العامّة، الى أن تصل الى مخلّفات المصانع والمفاعلات النوويّة، ويجب نشر الوعي البيئيّ بين أفراد المجتمع وطبقاته وتوضيح المخاطر التي يُمكن أن يواجهها الإنسان إذا لم يحافظ على البيئة، وتقع مسؤوليّة ذلك على عاتق كلّ فردٍ فهي من أهمّ النقاط التي تُساعد في الحفاظ على البيئة بشكلٍ كبير، لأنّ الثقافة البيئيّة هي أساس وقوام أيّة أمّة في العالم تسعى للتطوّر والازدهار والإعمار".
جاءت بعدها كلمةُ رئيس منظّمة التنمية والارتقاء بالبيئة العراقيّة المهندس آمال الدين الهرّ التي بيّن فيها:
"إنّ الإنجازات التي حقّقتها العتبتان المقدّستان الحسينيّة والعبّاسية في مجال البيئة، وخاصّة إنشاءها للمزارع على مساحات واسعة، وكان للعتبة العبّاسية المقدّسة متمثّلةً بسماحة المتولّي الشرعيّ لها السيّد أحمد الصافي(دام عزّه) الدعمُ الكبير من خلال اهتمامه بتشجير المحافظة، وكذلك بدعمه للمشاريع البيئيّة واستمرار خطاباته في صلاة الجمعة على أهمّية الحفاظ على البيئة، لذلك نشكر العتبة المقدّسة على هذا الموقف المشرّف لخدمة البيئة، حيث نهدف من خلال هذا المؤتمر الى المُساهمة في تحسين الأداء البيئيّ في العراق".
لتأتي بعدها كلمةُ محافظ كربلاء المقدّسة السيّد عقيل الطريحي التي جاء فيها:
"إنّ قضيّة البيئة والتلوّث البيئي أصبحت واحدةً من القضايا التي تمثّل تحدّياً أساسيّاً أمام البشريّة ونتجت عنها مجموعةٌ من التحدّيات، وهذا التحدّي ينبغي أن تكون أمامه مجموعة وسائل وآليّات وأفكار قبل ذلك لمواجهة مثل هذا التحدّي، فلذلك من الجميل جدّاً أن تكون لدينا مؤتمرات وبحوث علميّة أكاديميّة مضافاً الى البحث الميدانيّ لمواجهة هذا التحدّي الكبير، وهذا يستوجب اهتماماً كبيراً ليس فقط من المؤسّسة الرسميّة أو الأكاديميّة وإنّما أيضاً لابدّ أن يأخذ المجتمع المدنيّ دوره في مواجهة مثل هذه المخاطر".
كما شهد المؤتمرُ إلقاء العديد من الكلمات لمنظّمات مختصّة في هذا الجانب أكّدت جميعُها على ضرورة تحسين المستوى البيئيّ والحدّ من العوامل التي تؤدّي الى تلوّث البيئة لتنطلق بعدها الجلساتُ البحثيّة للمؤتمر.(9863/ع940)