ولكم فيما يلي نص البيان:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله الطيبين الطاهرين، وبعد:
لقد بلغتنا حسرات الشباب الفدائي الذي لم ينل ما يعشقه ويتمناه من الشهادة في سبيل المعشوق المتعال عزّ وجلّ، وحق لنا ولهم البكاء، وإنّا لنغبط أحبتنا الذين سبقونا لرضوان من الله أكبر.
ولكن اعلموا يا صفوة الشعب المؤمن أن حكمة الله سبحانه اقتضت ذلك، وإنّه سبحانه مدبّر الأمر كلّه، وثقتنا بالله الكريم المطلق أنّه لا يحرم عاشقًا للشهادة من وصاله، وإنّه تبارك وتعالى قد منحكم بكلّ تأكيد أجر الشهداء، وإنْ لم يصبكم جرح، ولم تسل منكم قطرة دم.. ثقوا إنكم يا أحبتنا لمدّخرون لمواصلة درب الشهداء، وإنكم مؤتمنون على دمائهم الزاكية، فلابد لهذه القافلة من المضي قدمًا وأنتم روّادها إنْ شاء الله تعالى، وإنّ إخوانكم شهداء الفداء ليستبشرون بكم وبالذين لم يلحقوا بهم أنْ لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، فمعركة الدفاع عن الدين التي فرضها النظام الجائر على الشعب لم تنته بعد وإنما هي البداية، وإنّ الدين والوطن يحتاج أمثالكم في مقدمة الفدائيين كما أنتم كذلك، فسيروا على بركة الله وأكملوا المسيرة التي تعاهدتم عليها مع رفاق الدرب.
وللنظام الجائر نقول: كِد كيدك، واسعَ سعيك، وناصب جهدك، فوالله لا تمحو ذكرنا. وإنّ للشعب معك موعد قصاص، وموقف حساب لن تفلت منه بإذن الله تعالى.
إنّ المجزرة الوحشية التي ارتكبها هذا النظام الدموي بتواطؤ أمريكي إقليمي وصمت دولي لم تزدنا إلا قوّةً وصلابةً واستعدادًا لكلّ الاحتمالات التي قد تتطلبها حماية الدين وصون حرماته، وإنّنا بحول الله جاهزون لجميع الاحتمالات مهما تكن، ولكل التحديات وإن تعاظمت.
وختامًا نؤكّد على أنّ حق أهالي الشهداء في التجهيز والتغسيل والصلاة والدفن مكفول شرعًا، ولا يجوز لأيِّ أحدٍ التصرف من دون إذنهم، وكلّ تجاوز لهذا الحق فهو حرام وخيانة لله تعالى وشريعته المقدسة.(۹۸۶۳/ع۹۴۰)