واليكم نص البيان
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله ومن والاه
يا أبناء أمتنا الإسلامية.
تتواصل الأخبار والمشاهد المفرحة من جانب والمؤلمة من جانب عن الأرض الفلسطينية عامة وعن الأقصى المبارك بشكل خاص. هي مفرحة لأنها تنمّ عن كرامة لا تقبل الهوان وعن عزّة تأبى الذل لدى أهلنا في فلسطين وفي القدس بشكل خاص. تحكي هذه الأحداث عن حياة متدفقة في شيرايين الفلسطينيين والمقدسيين وهم يواجهون الإرهاب ويتحدون القمع الوحشي الذي تمارسه سلطات الاحتلال ويقارعون العنصريين الصهاينة بكل مالديهم من قوّة.
وهي في جانب مؤلمة لما يمارسه الاحتلال من قسوة وفضاضة وتعنّت واستهانة بالمقدسات وإجراءات جائرة وتعسفية على الأقصى الشريف والقدس العزيزة.. مؤلمة لما تلقاه هذه الممارسات اللاإنسانية من دعم قوى الاستكبار العالمي وعلى رأسها الشيطان الأكبر أمريكا.. مؤلمة للإسناد الذي تحصل عليه في السرّ والعلن من دول إقليمية كانت في يوم متسترة بأقنعة مختلفة واليوم قد كشفت عن علاقاتها بالعدوّ الصهيوني.
وهي بالتالي مؤلمة لما تشهده الساحة الإسلامية من سكوت يتنافى تماماً مع عزّة الأمة وكرامتها.
إن العدوّ قد تجرأ على ما تجرأ عليه من استهانة بالأقصى بعد أن حسب الأمة ممزّقة متشرذمة طائفيًا وقوميًا واقليميًا.. بعد أن رأى أن أمريكا قد عزمت على الإمعان في تمزيق العالم الإسلامي وتشديد بؤر الصراع فيه.. وبعد أن حشّدت أمريكا جندها في المنطقة ليواجهوا روح المقاومة والعزّة والكرامة فيه وليكونوا جنوداً طيعين لقوى الهيمنة العالمية.
إن سنة الله في الكون هي توفير فرص تمييز الخبيث من الطيب وتجميع قوى الضلال متراكمة لتلقى كلها مصيرها المحتوم >لِيَمِيزَ اللّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَىَ بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعاً فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ أُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ<.
نناشد أمتنا الإسلامية أن لا تهن ولا تحزن، بل تواصل دعمها لأهلنا الفلسطينيين عامة والمقدسيين خاصة، محافظة على وحدة الكلمة ورصّ الصفوف ومواجهة عوامل التفرقة الطائفية والعنصرية والاقليمية.
"وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ"
المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامي
(۹۸۶۳/ع۹۴۰)