وذكر السيد عمار الحكيم في خطبة صلاة عيد الاضحى المبارك التي اقيمت بمكتبه ببغداد "عيدنا لهذا العام يأتي ونحن نستعيد أراضينا التي دنسها الإرهاب ومدننا تعود الينا وشعبنا المظلوم يعود الى مدنه بعد ان خضنا صراعاً بطوليا مع اقبح إرهاب عرفه العصر الحديث ، ولقد اثبتنا كشعب اننا لا ننكسر مهما امتدت سكاكين الغدر في أجسادنا، وان رجالنا مقاتلون اشداء متى ما توفرت لهم القيادة الرشيدة والدعم الملائم، ولقد قاتل أبناؤنا بشرف وانتصروا امام اعين العالم بشرف، وحموا شعبهم والمنطقة والعالم من طوفان الإرهاب التكفيري الشيطاني، وان قصص البطولة والتضحية التي سطروها ستكون شاهدا للأجيال على شجاعة جيشنا وشرطتنا وحشدنا وبيشمركتنا وصبر شعبنا".
واضاف ان "واجبنا الوطني يحتم علينا ان ندعم قواتنا المسلحة وان نوفر لها كل مقومات القوة وادامة زخم الانتصار، ومهما كانت الظروف الاقتصادية التي يمر بها البلد علينا ان لا نتراجع عن بناء قدراتنا الدفاعية وتطوير امكانياتنا القتالية كي يكون هذا الشعب بعيدا عن تهديدات الإرهاب التكفيري وان يكون للدولة ذراع قوي لتطبيق القانون وان يكون للوطن درع يحميه، ولقد انتصرنا في معركتنا مع الإرهاب بفضل الله تعالى ولكن الحرب لم تنتهي بعد، وسيعود المجرمون حالما يشعرون ان هناك فرصة لتحقيق احلامهم الشيطانية بتراجع قدراتنا او تكاسل ارادتنا ، ولنكن واعين ويقظين ولنستمر بنفس الزخم والإصرار والتكاتف ولنحرر كل ارضنا الطاهرة من دنس الإرهاب وليكن وفاؤنا لشهدائنا من خلال رعاية عوائلهم ومنحهم المكانة العليا في المجتمع".
وتابع "لقد انبثق تيار الحكمة الوطني من صلب الواقع الذي يعيشه الوطن وعينه شاخصة لمستقبلكم وهو متمسك بثوابته الاسلامية الاصيلة ومنفتح على كامل مساحة الوطن، وبالتوكل على الله وبهمتنا جميعاً نستطيع ان نعبر محطات الإحباط واليأس الى حيث الامل والثقة بالمستقبل".
وخاطب أبناء تيار الحكمة بالقول ان "دوركم في هذا الوطن ليس العمل السياسي الصرف، وانما دوركم ان تبنوا وطناً ينعم بالكرامة وان تجعلوا شعبكم يفخر بكم وبهذا الوطن، و ليس امامكم سبيل كي تنالوا ثقة شعبكم الا عن طريق قناعته بكم، ولن تأتي هذه القناعة الا بالإخلاص لله في عملكم والتقرب الى الناس وخدمتهم ورعايتهم وانصافهم وان تكونوا أصحاب رؤية ومشروع وان تلتزموا بهدي مرجعيتكم العليا المتمثلة بالإمام السيستاني {دام ظله الوارف}، ونحن متيقنون ان هذا الوطن المميز لابد له ان ينهض من كبوته وان يأخذ مكانه الذي يستحقه بين الأمم".
واستطرد قائلا ان "شعبنا اليوم يهتم بواقعه المعيشي وتأمين مستقبله وتقديم الخدمات الضرورية له وتوفير فرص العمل لشبابه وتحقيق الامن والاستقرار والرفاه لمدنه وعليكم ان تكونوا على قدر المسؤولية في العمل على تحقيق ما يصبوا اليه شعبكم، واننا ندرك ان زمن الوعود قد انتهى والأفعال هي التي تتكلم وتنقش حروفها في عقول الناس وكما في الخبر "كونوا لنا دعاة صامتين .. كونوا لنا دعاة بغير السنتكم ، ولنعمل بجد ومثابرة من اجل خدمة هذا الشعب لأنه يستحق منا الكثير".
وأكد لابناء تيار الحكمة بالقول "لا تفكروا في كسب جولة انتخابية بقدر تفكيركم في كسب احترام الناس ومحبتهم وثقتهم بكم، وان الأوطان تنهض بالمخلصين من أبنائها الذين ينالون محبة الناس، وعليكم ان تفكروا بالحلول لمشاكل هذا الوطن ولا تكرروا ترديد المشاكل فالكل يعرف مشاكل هذا الوطن الأصيل"، مضيفا "كونوا أكبر من اللحظة التي تعيشونها وفكروا باللحظات التي سيعيشها ابناؤكم والأجيال القادمة التي ستذكركم بفخر واعتزاز ... وكونوا أبناء العراق المخلصين لان العراق لا ينسى ابناءه ابدا".
وشدد السيد عمار الحكيم ان "رؤيتنا المستقبلية تستند على ضرورة مغادرة الأطر القديمة المجربة في إدارة هذا الوطن، ونحن في تيار الحكمة الوطني نرى ان الأغلبية الوطنية اللا اقصائية هي الحل الأمثل للوصول بالعراق الى بر الأمان والاستقرار السياسي والنهوض الخدمي والاقتصادي، وليس من الضروري ان يكون الجميع مشاركاً في الحكومة لتكون حكومة توافقية تخدم السياسة اكثر من خدمتها للمواطن العراقي، وانما ان تتحالف الأطراف المتنوعة من مختلف المكونات والتي تشترك في رؤية واحدة وتتقارب في البرنامج واستشراف المستقبل، ونحن بحاجة الى تيارات وطنية عابرة للمكونات والى تحالفات وطنية عابرة والى حكومة أغلبية وطنية لا إقصائية لتصحيح مسار العملية السياسية".
وبين ان "زمن الاصطفافات المذهبية والقومية والمناطقية يجب ان ينتهي وعلى العراقيين ان يدركوا انهم جميعا مسؤولون عن سلامة العراق وبنائه والعمل بقوة من اجل نهوضه من كبوته، وهذا لا يكون الا بحكومة وطنية متجانسة وفاعلة ومتفقة على مشروع وطني اقتصادي وخدمي محدد، فلقد استهلكتنا التوافقية وجعلت العمل السياسي مرتهن للمزاجيات والمصالح الضيقة والابتزاز، واننا في تيار الحكمة الوطني ماضون بالتوكل على الله في تبني مشروع الأغلبية الوطنية واعتماده كاستراتيجية سياسية لنا للمرحلة القادمة وسنكون منفتحين على كل مساحة الوطن ومن يتفق معنا في مشروعه ورؤيته ومتبنياته الوطنية سيكون معنا ونكون معه في هذا المشروع الكبير الضامن للعراق ولمستقبل اجياله".
واوضح "نحن نفتح قلوبنا وابوابنا أمام اية قوى وطنية تؤمن بالعراق وتلتقي معنا في المتبنيات لتتكامل جهودنا في المرحلة المقبلة، ولنقدم وجوهاً جديدة كفؤة ونزيهة لخدمة العراق، وان عراقنا ما بعد تطهيره من الإرهاب يحتاج الى كل أبنائه وان نتحمل بعضنا البعض ونداوي جراحنا ونتسامح مهما كان التسامح صعبا، فكل الشعوب التي مرت عليها المحن تجاوزت آلامها بالتسامح وركزت على المستقبل ولم تغرق في الماضي، مشددا ان "الأغلبية الوطنية الشاملة لكل مكونات الوطن ستكون هي المصداق الأكبر على تجاوزنا لمحنتنا وانطلاقنا نحو المستقبل دون التعثر بأخطاء الماضي".
وقال السيد عمار الحكيم مخاطبا أبناء العراق ان "عراقنا الواحد هو ضمان حريتنا وقوتنا وشموخنا ومع احترامنا وتقديرنا واعتزازنا الكبير بأخوتنا في الوطن فأننا نقول لهم ان العراق يسعنا جميعا وان كردستان عزيزة علينا وغالية على قلوبنا شعبا وارضا وقادة، وان الأوطان حق للشعوب وهذا الحق لا يسقط بالتقادم ابدا أن العراق هو وطن كردستان ووطن احبتنا الكرد مثلما هو وطن العرب والتركمان والشبك والمسيحيين والصابئة والايزديين وكل العراقيين الطيبين الاصلاء، وان عراقنا ليس مجرد حدود إدارية وانما تاريخ وحضارة متواصلة ومتداخلة، وقبل السياسة وحساباتها علينا استحضار حسابات الواقع المتداخل بين العرب والكرد وسائر القوميات والمكونات الاخرى في هذا الوطن الحبيب".
ورأى انه "من يعتقد ان الانفصال سينهي المشاكل فهو واهم لان المشاكل هي قدر الأوطان سواء كانت كبيرة ام صغيرة ولكن قدر القادة الكبار ان يحلوا مشاكل شعوبهم واوطانهم ويمنحونهم السلام والأمان والاستقرار، واننا في تيار الحكمة الوطني، كنا ومازلنا وسنبقى نفتخر بعلاقاتنا التاريخية والمصيرية مع اخوتنا الكرد شعبا وقادة وان كان هناك من يحاول ان يذر الرماد في العيون فان عيوننا تتسع بالمحبة لأخوتنا اكثر من رماد المغرضين ،والاختلاف في قضية لا يعني الاختلاف في اصل العلاقة" .
واكد "نحن واثقون ان الاخوة الكرد حريصون على العراق مثلما نحن حريصون عليه وسنعمل معا من اجل نهوض هذا الوطن وتصفير المشاكل ومواجهة التحديات ونحن متسلحون بالمحبة والمواطنة والمصير المشترك".
وتابع "انتهز هذه الفرصة لأقدم شكري وامتناني لإخوتي في الهيئة القيادية للتحالف الوطني العراقي وسائر الهيئات واللجان التخصصية على دعمهم واسنادهم لنا طيلة فترة تصدينا لرئاسة التحالف الوطني ، ولقد وفقنا الله تعالى للقيام بخطوات كبيرة وجدية في مجال ترسيخ المشاركة في صناعة القرار ضمن الهيئة العامة والهيئة القيادية والهيئة السياسية للتحالف الوطني واللجان التخصصية فيه، وانتهز هذه المناسبة كي أؤكد لأخوتي المحترمين في الهيئة القيادية للتحالف الوطني على ان مدة رئاستنا الدورية قد اوشكت على الانتهاء وارجو منهم الإسراع في اختيار رئيس للدورة القادمة وسبق وان اعلنا عن هذا الطلب قبل أربعة اشهر كي يكون للأخوة في الهيئة القيادية الوقت الكافي لاختيار البديل".
واشار الى ان "ثقافة تبادل الأدوار وتدوير المواقع هي ثقافة نعيشها ونؤمن بها وليست مجرد ثقافة نتمناها او نطالب بها .. وافضل مكان تمارس به هذه الثقافة هي التحالف الوطني كونه الجامع للكتل السياسية الممثلة لشريحة كبيرة من الشعب العراقي، واتمنى من اخوتي في الهيئة القيادية ان يحسموا امر اختيارهم للبديل بالسرعة الممكنة فقد حسمنا امرنا بتسليم الأمانة في موعدها المحدد ولا نود ان يكون هناك فراغ ونحن على أبواب مرحلة مهمة وحساسة".
ولفت السيد عمار الحكيم الى ان "الله وهبنا وطناً يتوسط قلب العالم وحباه بالثروات وتنوع سكانه وان هذه الميزات نادرا ما تتوفر جميعها لوطن من الأوطان، وعلينا ان نؤمن ان قوة العراق تأتي دائما من حسن علاقته مع جيرانه وتواصله مع المجتمع الدولي، ولقد اثبتت التجارب البعيدة والقريبة ان ضعف العراق يتسبب في ضعف كل المنطقة وان هذه القناعة أصبحت راسخة الان عند جيران العراق وان الصراع على ارض العراق لا يخدم مصلحة اي من المتخاصمين وانما سيكون صراعا مفتوحا لا يمكن حسمه او توقع نهاياته.
وأكد "علينا نحن كعراقيين ان نجعل من وطننا جسراً للتواصل والتكامل بين دول المنطقة وان لا نسمح ان يكون ساحة للصراع ... فمصلحة المنطقة بعراق قوي ومتصالح مع الجميع ، وان مصلحة العراق في تقريب وجهات النظر بين دول المنطقة وان يكون العراق فاعلا وبإيجابية مع مصالح الجميع ومتفهما لقلقهم ، ان الثروة الكبرى للعراق هو ان يكون الساحة التي يلتقي عندها الجميع ويتبادلون المصالح والمنافع وعندها يكون العراق هو الرابح الأكبر".
ونوه الى ان "العراق هو الطريق البري الذي يربط الجمهورية الإسلامية بالمملكة العربية السعودية، وما بين ايران وتركيا والسعودية سيكون العراق قلب المثلث الذهبي لمستقبل اقتصادي واعد، ونحتاج للحكمة والرؤية والقرار القيادي الشجاع كي يكون العراق هو المبادر لخلق العلاقة التكاملية بين دول المنطقة الكبرى".(۹۸۶۳/ع۹۴۰)