ولفت قاسم الى ان "من يطرح معادلة ان حزب الله يعمل على اعادة سوريا الى لبنان لا أساس له، فمن ادخل سوريا الى لبنان هي الولايات المتحدة والسعودية والطائف ثبّت السوري في لبنان، وحقبة تواجد سوريا في لبنان انتهت ونحن في لبنان لا نحتاج لجيش شقيق في لبنان وحزب الله وجوده مؤقت في سوريا وسينسحب حين تنتهي مهمته،" وأكد ان "العلاقة بين الجيش اللبناني والمقاومة ممتازة ولولا التنسيق بين الجيش والمقاومة لم نكن لنحقق النصر النظيف على الارهاب من النصرة وداعش"، واعتبر "ان صحيح ان ليس هناك غرفة عمليات مشتركة مع الجيش ولكن التنسيق حصل بشكل حقق ما يجب تحقيقه في الحرب ضد الارهاب"، واوضح ان" حين قام حزب الله بمعركة القلمون في العام 2015 لم يكمل على جرود عرسال بسبب وجود الشحن المذهبي آنذاك في لبنان لأنه كان سيصور كأنه اعتداء على اهل عرسال اما الجيش اللبناني فلم يكن يملك القرار السياسي كما انه لم يكن مستعدا للقيام بالعملية وفقا لتقديراته هو، اما ما حصل في ال 2017 فنحن قرأنا المشهد اننا يمكن ان نحرر جرود عرسال مع تحييد كامل للمخيم في عرسال واجرينا اتفاقا مع اهل الشام بأن يحموا المخيم ويقفوا على ابوابه لتشكيل حاجز بين المخيم ومقاتلي النصرة كما ان الجيش لعب دوره في حماية عرسال من المسلحين"، مضيفا "ان حين اعلن الجيش انه مستعد للمعركة مع القائد الجديد للجيش، قام بها على اكمل وجه ونحن دعمنا وآزرناه من الجهة السورية كي لا يلجأ المسلحون ويحتموا في الأراضي السورية لتصبح منطلقا لهم لمهاجمة الجيش ونحن منعنا ان يحصل ذلك".
وشدد قاسم على ان "الوحيد الشريف والنزيه الذي يحق له طلب التحقيق في احداث عرسال هو رئيس الجمهورية العماد ميشال عون اما من يطالب بالبدء بالتحقيق انطلاقا من المرحلة الأخيرة فمردود لأن الدولة كانت شريكة في المفاوضات مع داعش كما الدولة السورية، وأجمعوا بأن هذه افضل طريقة لمعرفة مصير العسكريين وانهاء امارة داعش في لبنان، فالرئيس ميشال عون ورئيس الحكومة سعد الحريري وكل اركان الدولة وافقوا على ترحيل المسلحين، اما ان نكمل المعركة للقضاء على 300 مسلح بعدما استسلموا، فهذا ربما كان سيكلف عشرات الشهداء من الجيش والمقاومة لتحقيقه، ولم يكن سهلا ان نصل الى مكان رفات الشهداء، ففي الأصل لم يكن سهلا ايجاد مكان دفنهم إلا بعد عدة محاولات، اما بعض الذي يطلق نظريات من هنا وهناك فلا علم له بتفاصيل ما حدث وليفعل ما يقدر عليه في هذا الاطار".
قاسم أشار الى اننا "مستمرون في القناعة التي تعمل على إبقاء الحكومة وعدم المس بها حتى الانتخابات النيابية المقبلة، والاتفاق على بعض الملفات بين حزب الله ورئيس الحكومة سعد الحريري هي نقطة ايجابية على امل ان نتفق على ملف النازحين السوريين الذي يستوجب اتفاق داخلي على التنسيق مع سوريا، لنصل الى الخواتيم المطلوبة"، مشددا "على مبدأ العودة الآمنة والطوعية الذي يجب ان يتم بالتفاهم مع الدولة السورية"، وذكر "ان حزب الله لا يعطي أهمية لمواقف السبهان" كاشفا ان "السعودية تمر في اوقات صعبة فهي فشلت في مشاريعها في المنطقة، ففي حربها على اليمن كانت فاشلة وكارثية وفي سوريا ايضا فشلت كما انها فشلت في لبنان بمنع انتخاب رئيس للجمهورية وهي تسعى للتقارب مع اسرائيل بهدف التطبيع معها وخياراتها لم تكن صحيحة وفشلها متراكم"، معتبرا ان "مصلحة السعودية الاتفاق مع دول الخليج وايران وتبني القضية الفلسطينية"، وأكد ان "ما حصل في هذه المرحلة هو صناعة لبنانية بسبب كف يد الأجانب عن التدخل في لبنان، من انتخاب رئيس جمهورية الى إقرار قانون انتخابي وتحرير لبنان من الارهاب وكل الملفات التي عززت استقرارنا الداخلي جاءت بقرارات لبنانية مئة في المئة"، معتبرا "ان علينا استثمار تحسن الوضع الأمني في اجراء الانتخابات ونحن في زمن الانتصارات اما القانون فهو صار امرا واقعا تم اقراره برضى الجميع ومن الضروري ان تحصل الانتخابات في موعدها مع معالجة بعض التفاصيل التي تعرقل اجرائها مثل البطاقة الانتخابية الممغنطة وغيرها من التفاصيل".
ولفت قاسم الى ان "المناورات الاسرائيلية قرب الحدود الجنوبية لا نعتبرها تحضيرا للحرب بل اهدافها سياسية ولكننا جاهزون لأي حرب يمكن ان نفاجأ بها"، مؤكدا ان "الانتصارات التي ستحصل قريبا سنتواضع امامها ولكنها لن تؤدي الى طرح مسألة سلاح حزب الله على بساط البحث، لا بل ستكرس سلاحنا الى ما شاء الله".
في الشأن السوري أشار قاسم الى "ان تقسيم سوريا سقط مع تحرير حلب، اما تحرير دير الزور فشكل الانتصار النهائي على داعش"، لافتا الى "ان حزب الله في سوريا يشكل جزءا من محور المقاومة ونقاتل معه مهما بعدت المسافات، كاشفا ان الحزب اراد من رسالة الحج مصطفى بالظهورالاعلاني في سوريا القول اننا في سوريا لسنا مختبئين ونحن جزء اساسي من محور المقاومة ومستمرون في هذا الاتجاه ولا عودة الى الوراء واصبحنا جزء من متطلبات هذا المحور، واردنا ارسال هذه الرسالة الى الجميع"، وتوقع قاسم "ان تنتهي داعش خلال اشهر قليلة في العراق وسوريا كدولة وتنظيم متماسك وككيان، ولكنه يبقى كمجموعات متفرقة في العالم، وهم فقدوا دعم مموليهم لأنهم رأوا بهم مجموعات لا يمكنها تغيير المعادلات القائمة على الأرض"، واعتبر ان "كلما أسرع المهزوم بالحل السياسي كلما حصل على بعض المكتسبات كي لا يخرجوا بلا شيئ، ولكن فعليا الحل السياسي لم يبدأ بعد بل بدأت طلائع التمهيد للحل السياسي في سوريا".(۹۸۶۳/ع۹۴۰)