مع اقتراب ليلة العاشر من محرم الحرام وتوافد الزوار من داخل البلد وخارجه الى العتبات المقدسة، لاسيما في مدينة كربلاء المقدسة، تصاعدت الاستعدادات الامنية والخدمية من خلال استنفار طاقات جميع الدوائر والوزارات المعنية والعتبات الحسينية والعباسية والعلوية والكاظمية المقدسة لاظهار هذه المناسبة الاليمة بالشكل الامثل وتقديم الخدمات لملايين المعزين بذكرى استشهاد ابي الاحرار الامام الحسين (عليه السلام).
توافد ملايين الزوار إلى كربلاء
وقال رئيس مجلس محافظة كربلاء المهندس نصيف جاسم الخطابي: ان المدينة تشهد توافد ملايين الزوار من مختلف المحافظات وكذلك من خارج البلد خاصة من دول جنوب شرق اسيا وشمال افريقيا والخليج وايران.
وتوقع الخطابي زيادة عدد الزوار وصولا الى موعد الزيارة، مبينا ان مجلس المحافظة اتخذ قرارا بمنع وجود المظاهر المسلحة خلال الزيارة ومنع تحرك اية قوة عسكرية داخل الحدود الادارية للمدينة مهما كانت صفة هذه القوة باستثناء القوات الامنية التي تنفذ الخطط الموكلة لها لحماية الزائرين وضرب اوكار الارهاب.
وعزا الخطابي اتخاذ هذا القرار لمنع استغلال الزيارة من قبل اي عنوان رسمي او شبه رسمي، داعيا ان يكون تحرك اية قوة بالتنسيق مع قيادة عمليات الفرات الاوسط والشرطة.
الخطة الأمنية تسير بانسيابية
من جهته، قال مصدر في قيادة عمليات الفرات : ان الخطة الامنية تسير وفق ما مخطط لها والتي تكفلت بتوفير الحماية الى الزوار الذين يتدفقون على مدينة كربلاء لإحياء ليلة العاشر من محرم الحرام.
واضاف ان الخطة هذا العام كانت مرنة ولم تشهد قطوعات أو منع لحركة سير المركبات، حيث تبلغ الزيارة ذروتها في ركضة طويريج التي من المتوقع ان يشارك فيها ملايين الزوار من داخل البلد وخارجه.
واشار الى ان الخطة تم تعزيزها بوصول افواج اسناد من المحافظات الجنوبية وبغداد وكذلك افواج المفارز الطبية والمرور والمتفجرات ومفارز «k9» والدفاع المدني، فضلا عن مشاركة القوة الجوية وطيران الجيش لرصد المناطق المحيطة بالمدينة من جميع جهاتها.
وبين المصدر ان المنطقة الغربية من حدود الرزازة والصحراء وما يجاورها مؤمنة تماما، اذ تقوم الاجهزة الامنية بعمليات استباقية لاحباط اي مخطط ارهابي يستهدف المدينة.
استنفار الطاقات لتقديم الخدمات للزوار
على صعيد متصل، قال مدير اعلام العتبة الحسينية جمال الدين الشهرستاني لـ «الصباح»: ان العتبة وبكل ملاكاتها، استنفرت طاقتها وامكانيتها ووضعت خطة للطوارئ تنفذ بالتعاون مع دائرة الصحة.
ولفت الى تجهيز جميع المفارز الطبية بالمستلزمات وسيارات الاسعاف والتعاون مع عدد من المتطوعين وشباب جمعية كشافة الامام الحسين (عليه السلام) التابعة للعتبة، مبينا ان المفارز موزعة بين جميع مداخل المدينة ووسطها لتقديم الاسعافات الأولية والعلاجات الطبية للمرضى من الزوار.
وذكر الشهرستاني ان هناك العشرات من الاطباء من الاختصاصات كافة قدموا الى المدينة للعمل كمتطوعين في المستشفيات والمفارز الطبية للمساهمة في تقديم الخدمات الطبية والصحية وحتى القيام بعمليات جراحية ان تطلب الامر.
حملات للتبرع بالدم
بدوره، اعلن مصرف الدم التابع لدائرة صحة كربلاء تمكن ملاكاته من جمع ما يقرب من 900 قنينة دم خلال ايام الزيارة من مختلف الاصناف.
وقال مدير اعلام الدائرة سليم كاظم: ان المصرف نفذ حملة للتبرع بالدم شارك بها الزوار والمواطنون بغية زيادة رصيد المصرف والمؤسسات الصحية الأخرى، فضلا عن سد حاجة المرضى المصابين بمرض الثلاسيميا واللوكيميا والحالات الطارئة والمرضى الذين يحتاجون الى غسل الكلى.
واكد ان مصرف الدم وحال انتهاء الزيارة سيعمل على دعم جرحى القوات الأمنية والحشد الشعبي من خلال ارسال قناني الدم الى المراكز الصحية التابعة لهم.
استعدادات العتبة العباسية المقدسة
ومع الاقتراب من يوم الفاجعة الكبرى ذكرى عاشوراء التي تصادف غدا الاحد، كثّفت العتبة العباسية المقدسة اجراءاتها لتقديم الخدمات والمستلزمات الضرورية لزائري مرقدي الإمام الحسين واخيه ابي الفضل العباس (عليهما السلام)، التي ستصل ذروتها غدا، الذي سيشهد عزاء ركضة طويريج المليونية.
وشهدت مداخل مدينة كربلاء المقدسة وصولا الى المرقدين الطاهرين زحاماً شديداً، إذ تشهد جموع الزائرين زيادة مستمرة في الاعداد وسط انتشار المواكب الخدمية المهيأة لخدمة أهل بيت النبوة (عليهم السلام) ومعزيهم بهذه المناسبة، كما تشارك الجموع الزائرة هذه الزيادة مواكبُ العزاء لمحبي شعائر عاشوراء، مفعمين بالحب والولاء لآل البيت (عليهم السلام) وتثميناً لدورهم الريادي في تثبيت العقيدة السامية، والنهج الجهادي في مكافحة البغي والطغيان.
واستنفرت اقسام العتبة العباسية المقدسة جميع منتسبيها، اضافة الى اعداد من المتطوعين لتأمين الحماية أثناء هذه الزيارة المباركة وضمان انسيابيتها، وتذليل الصعوبات وتسهيل حركة الزائرين وتوفير الأجواء الأمنية والخدمية لهم.
يذكر ان العتبة العباسية المقدسة قد اعدت خطةً امنية وخدمية لاستقبال المعزّين بذكرى استشهاد أبي الأحرار وأخيه أبي الفضل العباس (عليهما السلام) وقد استنفرت جميع إمكانياتها من أجل إنجاح هذه المراسيم.
إحياء الشعائر الحسينية في العتبة العلوية المقدسة
وفي النجف، استنفر قسم الشؤون الخدمية في العتبة العلوية المقدسة جهود منتسبيه لتوفير الخدمات سواء للزائرين او المواكب الحسينية التي تتوافد لتقديم مشاعر العزاء لامير المؤمنين (عليه السلام)، في مراسيم إحياء الشعائر الحسينية خلال محرم الحرام.
وقال معاون رئيس قسم الشؤون الخدمية سلام الجبوري في بيان صحفي اصدرته العتبة: ان لجنة إدارة العتبة العلوية المقدسة اوعزت بتنفيذ البرامج المعدة مسبقا لتوفير الخدمات للزائرين والمواكب الحسينية المتشرفة بإحياء الشعائر الحسينية.
واوضح الجبوري ان العتبة قامت بتجهيز جميع المواكب في المدينة القديمة والشوارع المؤدية لها بالماء العادي والمصفى والماء (RO)، كما رفدنا هيئة المواكب في العتبة العلوية المقدسة بمنتسبين للإدارة وتنظيم دخول وخروج المواكب من والى العتبة بانسيابية عالية، والاتفاق مع المفرزة الطبية لتوفير المستلزمات الطبية والعلاجية لجموع الزائرين خلال مراسيم إحياء الشعائر الحسينية، مع تهيئة المساحات الخارجية المحيطة بالصحن الحيدري الشريف وفرشها بالكاربد (الاحمر) لتكون مهيأة لإقامة الشعائر الحسينية.
بدوره، قال معاون مدير بلدية النجف لشؤون الخدمات احمد العميدي لـ»الصباح»: ان البلدية قامت بتقسيم مركز مدينة النجف القديمة حيث يقع مرقد الامام علي (ع) الى قواطع عدة لتوزيع الجهد البلدي بينها، مشيراً الى ان خطة شهر محرم بدأت بحملة تنظيف وغسل شوارع المدينة القديمة شاركت فيها اليات وملاكات البلدية.
وبين ان البلدية نسقت مع الدوائر لتسهيل عملها وضمان انسيابية تنفيذ خطتها الخدمية، كما قامت المجموعات الشبابية ومنظمات المجتمع المدني بالتطوع لدعم الجهد البلدي، موضحا ان الخطة البلدية انطلقت في الخامس من محرم وتستمر حتى العاشر منه.
توافد المواكب إلى الصحن الكاظمي الشريف
الى ذلك، اكدت العتبة الكاظمية المقدسة في بيان صحفي، تواصل احياء الشعائر الحسينية المقدسة التي دأبت على تأديتها مواكب مدينة الكاظمية المقدسة في مثل هذه الأيام، اذ يستمر توافدها الى رحاب الصحن الكاظمي الشريف لتقديم التعازي والمواساة بذكرى شهادة الإمام الحسين (عليه السلام)، وذلك تخليداً واستذكاراً لنهضة الطفّ الخالدة عبر التاريخ، وهم يستحضرون ما جرى وحدث على إمامهم في مثل هذه الأيام، معاهديه في الوقت ذاته بالسير على نهجه القويم.
جدير بالذكر ان الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة تواصل تنفيذ خطتها الإدارية والتنظيمية بمناسبة شهر محرم وزيارة عاشوراء.(۹۸۶۳/ع۹۴۰)