وقال، "ورد إن السلطة الرسمية آنذاك أكدت على من ينشر حديثا عن أبي تراب فأمحو أسمه من الديوان, وأهدم داره, وأسقطه من العطاء. حتى كان الحسن البصري يروي فيقول حدثنا رجل عن أبي زينب ولا يجرأ بالتصريح باسم علي عليه السلام".
وأضاف الشيخ محمد كنعان في في حديث مع وكالة نون الخبرية، "الآن نحن في زمن فيه التوثيق بالصورة, وتوثيق بالصوت ويمكن الحصول على معلومات دقيقة, حيث أن ما يربو على ثمانية آلاف وخمسمائة موكب حسيني على طوال الطريق المؤدي إلى كربلاء قد يصل منه إلى العتبة ألف وستمائة موكب".
منوها؛ "إذا جاء بعد مئتي عام رجل وشكك بهذه الأرقام معترضا؛ وقال كيف تتسع كربلاء لهذه الملايين وإلى هذه الأعداد من المواكب؟ يكون الجواب هنا في قدرتنا على حفظ أسماء المواكب, وعدد الأشخاص في كل موكب, فضلا عن أسماء كفلائها".
وتابع رئيس المحكمة الجعفرية، "أن الدليل على حجم وضخامة زيارة الأربعين وإثبات أن أكثر من عشرين مليون شخص زار كربلاء لابد أن يكون موثق بالأرقام والإحصائيات الرسمية؛ فمن المفترض أن نتتبع الحركة البرية والمنافذ الحدودية بين العراق وإيران والموانئ الجوية والموانئ البحرية وبين العراق والدول العربية فضلا عن إحصاء عدد الأجانب والشخصيات القادمة من كافة أنحاء العالم".
وأكد القاضي محمد كنعان، "ما يحدث اليوم في كربلاء حقيقة كرامة لا يمكن لأحد التغاضي عنها؛ فهذه الأعداد المليونية وفي مثل هذه الظروف من الطبيعي أن يموت منهم آلاف الأشخاص؛ نظرا لضعف الرقابة, وجهد المسير المشفوع بتقلبات المناخ".
وأشار, "ما يقدم للزائر ويقوم به الناس هو مؤسسات مجتمع مدني وليس نشاط حكومي أي من الوارد حدوث تلكأ لكن اللافت أنه لم يسجل أي حالات طارئة تربك الزيارة وهذا بفضل الكرامة التي تحدثت عنها واهتمام إدارة العتبين المقدستين الحسينية والعباسية في تأمين كافة الوسائل التي تضمن سلامة الزائرين وتحافظ على مراسيم هذه الزيارة بانسيابية ونجاح".
وبين، "الغاية التي يجب أن نستند عليها من زيارة الأربعين هو التاريخ الذي لا يمكن الانقلاب عليه بأن نثبت بضرس قاطع أنه طريق أقتطع من الجنة فنُزل به إلى الأرض؛ مصداقا لقول أبي عبد الله عليه السلام في آخر ايام عاشوراء (أما بعد فكأن الدنيا لم تكن! وكأن الآخرة لم تزل! والسلام.)".
مشددا خلال حديثه على ضرورة أن "نطرح سؤال على أنفسنا لمعرفة حقيقة هذه الزيارة والسعي لكشف سرها بأن نعرف من نزور؟ ولماذا نزور؟"
مؤكدا على، "وجوب أن نعي إننا نزور من كانت كفاه حجة بيد الزهراء عليها السلام يوم القيامة ولو كان ثمة وسيلة للحجة أكبر من هذه لزوده الله جل وعلا بها نزور العباس عليه السلام".
واختتم رئيس المحكمة الجعفرية في لبنان، "نحن نزور شخصا لم يسقط من دمه قطرة على الأرض حيث كان الرسول صلى الله عليه وآله وسلم يجمع دمه ويضعه في يد الله سبحانه ونقول في الزيارة أشهد أن دمك قد سكن الخلد, واقشعرت له أظلة العرش". (۹۸۶۳/ع۹۴۰)