واستغرب الشيخ قاسم خلال إحياء الذكرى السنوية الأولى لوفاة الشيخ عبد الناصر الجبري من يعاير بسلاح المقاومة، ولا يلتفت لترسانة الكيان الصهيوني التدميرية، معتبرًا أن هذا الكيان عبءٌ على العالم كله ومشكلة للبشرية جمعاء، وهو لا يراعي حرمة ولا كرامة للإنسان مثله كمثل التكفيريين الذين يقتلون كل من عداهم، وعلينا أن نواجه هذا الخطر بكل قوة.
وتحدث سماحته عن انتصار الثورة الإسلامية في إيران في 11 شباط 1979، "التي أتت بجمهورية إسلامية تتميز عن الشرق والغرب بكل أسسها ومعالمها وأهدافها وخطواتها، واستطاعت أن تجد لها مكانًا في المنطقة يميزها عن أقرانها ومكانًا في العالم يجعلها محل منافسة تضطر الدول الكبرى أن تجلس معها لتناقش قضايا المستقبل، كان من بركاتها شعلة المقاومة في مواجهة كيان العدو، محققة الانتصارات في لبنان وفلسطين وسوريا والعراق".
وفي سياق آخر، لفت الشيخ قاسم الى أن "حزب الله أنشأ مدرسة سياسية مميزة في لبنان، قائمة على الصراحة في إعلان المواقف مع جمهوره، وكذلك في الوفاء بالتفاهمات والاتفاقات التي يعقدها مع القوى السياسية المختلفة"، مضيفًا: "لم نعلن يومًا موقفًا وخالفناه، ولم نعقد اتفاقًا ثم تركناه، بل كنا دائمًا عندما نلتزم بأمر حتى ولو اكتشفنا بعد ذلك أن فيه بعض الخسائر لنا، نقف عند الوفاء وعند الكلمة وعند العهد وعند الالتزام، ولذلك تحالفاتنا في الساحة تحالفات صادقة واستراتيجية، ونحن راضون، لأننا نعتبر أن الاتفاق حول المقاومة أولى من بعض الوظائف".
وختم قاسم "نحن في ذكرى التفاهم بين حزب الله والتيار الوطني الحر، هذا التفاهم اليوم هو أصلب بكثير من الوقت الذي أُنشئ فيه، وكانت هناك رهانات كثيرة خلال كل الفترة الماضية على ضرب هذا التفاهم، بأساليب مختلفة ولكن الحمد لله يومًا بعد يوم ترسخ أكثر فأكثر، وأقول: من يراهن على أن تسقط تلك التفاهمات والعلاقات مع حلفائنا فهو واهم، هذه التحالفات سياسية وأخلاقية مبدئية لا تبنى على منافع آنية وإنما تبنى على المستقبل ونحن نلتزم بكل ما له علاقة بهذا المستقبل". (۹۸۶/ع۹۴۰)