أصدر المؤتمر العلمائي الثالث عشر الذي أقيم يوم الاثنين في سوريا بمشاركة علماء وشخصيات بارزة من إيران والعراق ولبنان وسوريا بيانه الختامي.
وفيما يلي نص البيان:
بسم الله الرحمن الرحيم
{وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ}(المؤمنون/52)
لا يخفى على المتأملِ اللبيبِ والمسلمِ المخلصِ أن الحربَ التي تُشنُ على سوريةَ الأبيةِ ليست إلا حرباً على وحدةِ الأمةِ والأخوةِ القائمةِ بين مختلفِ تياراتها وعلى قوى المقاومةِ وعلى قضيتِها المحورية (تحريرِ فلسطين).
وقد تألبَ واحتشدَ للحربِ على سوريةَ والعراقِ واليمنِ وأحرارِ الأمةِ والمطالبين بالكرامةِ في البحرين، الحِلفُ الاستكباري الصهيوني والحكوماتُ المتآمرةُ في السعوديةِ وقطر وتركيا وغيرها، وقد تولى كِبْرَ هذه الهجمةِ اللئيمةِ الوهابيةُ وما أفرزتْهُ من تياراتٍ وتنظيماتٍ كداعش والقاعدة والنصرة وسِواها.
وفي خِضمّ الانتصاراتِ الكبيرةِ التي تحققها سوريةَ بقيادتها الحكيمةِ الدكتور بشار الأسد وجيشِها الباسل على الأرضِ السورية مع حلفائها الجمهورية الإسلامية الإيرانية وحزب الله وروسيا تَنَادى مكتبُ الإمامِ الخامنئي «دام ظله» في سوريةَ ووزارةِ الأوقاف الموقرة في الجمهورية العربية السورية والمستشاريةِ الثقافية للجمهورية الإسلامية الإيرانية والهيئةِ العلمائية لأتباع أهل البيت (عليهم السلام) في سوريةَ واتحادِ علماءِ بلادِ الشام وفرع جامعة المصطفى العالمية في سورية، ووفودٌ من إيران والعراقِ ولبنانِ وسورية العزيزة إلى عقد الملتقى العلمائي الإسلامي الثالث عشر وعنوانه:
انتصاراتُ محورِ المقاومةِ وآثارُها على الوحدةِ الإسلامية وتحريرِ القدس وذلك لتقويةِ أواصرِ الوحدةِ في الأمةِ الإسلاميةِ وإشاعةِ الأملِ والرجاءِ في قلبِ الشعبِ السوري البطل، وذلك على امتدادِ أربعِ جلسات:
الجلسةِ الافتتاحية، وجلستين علميتين، والجلسةِ الختامية.
وكانت محاورُ المؤتمرِ كالتالي:
أ- الوحدةَ الإسلاميةَ في ضوءِ الانتصارات وواقعَ الأمةِ الراهن.
ب-أقطابَ الوحدةِ وأذنابَ التفرقة.
ج – الوحدةَ الإسلاميةَ ومتطلباتَ تأسيسِ الحضارةِ الإسلامية الحديثة.
د- فلسطين: آلام الماضي ومستجدات الحاضر.
وفي الختام أكد المشاركون على التوصيات الآتية:
إن للإسلام ثوابتَ عَقدية ولا سيما التوحيد - والنبوة - والإيمانَ باليوم الآخر وثوابتَ خُلقية كإشاعةِ الرحمة بين المسلمين ودعمِ أُخوتهم، وأما المتغيرات فهي من قبيلِ التفاعلِ مع الزمانِ وظروفِ المكان والأخذِ بعواملِ التقدمِ والتطورِ على أساسٍ من العقل والعلم.
أهميةُ حَشدِ قوى التوحيدِ والوحدةِ في الأمة مقابلَ قوى التفريق والتشتتِ وفي مواجهة الحرب الكونية على الأمة ودينِها وقيمِها.
ضرورةُ تظافرِ جهودِ المفكرين والعلماءِ وأحرارِ الأمةِ بمختلفِ تياراتها من إسلاميةٍ مخلصةٍ وقوميةٍ منفتحةٍ ووطنية صادقةٍ في مواجهة الحلف الاستكباري الصهيوني وأدواتهِ في المنطقة.
ما من شكٍ أن تحققَ الانتصارات في العامِ الأخير كان ببركةِ اتحادِ ومقاومةِ الشعبِ السوري وحكومتهِ الشرعيةِ وجيشهُ المِقدام مما يجعلُ من هذا الأمرِ أنموذجاً للمقاومةِ ومثَلاً يحتذى به للانتصارِ على الأعداءِ وهو يستدعي البحثَ والدراسةَ في الحواضرِ العلمية.
تنشيطُ الحوارِ العلمي الموضوعي والدراساتِ ذاتِ الطابع الوحدوي والتقريبي بين المذاهب؛ لأن المهمَ هو الالتزامُ بالمشتركاتِ بين المذاهبِ ورفضُ التفرقةِ كما قال الإمام الخامنئي في لقائه الأخير مع السيد وزير الأوقاف والوفد المرافق له في طهران: أن أقنتَ أنا في صلاتي وأنت لا تقنت ليس شيئاً يستدعي الاختلاف، إن المبدأ الأساس هو أن نعتقدَ باللهِ الواحد الأحد،
وأن نعتقدَ بالنبوةِ وبالنصر الإلهي، وأن نعتقدَ بيومِ القيامة حقيقةً، هذا هو أس القضية وأساسها.
التفاعلُ والتبادلُ العلمي والعملي بين المؤسساتِ والحواضرِ العلميةِ على مستوى المدرّسين والمناهج الدراسية والورشات العلمية لتفعيلِ الوحدةِ والتقارب.
التعمق في دراسةِ فقهِ الأزمةِ مع الإشادةِ بجهودِ وزارةِ الأوقاف السورية على هذا الصعيد وكذلك فقهُ الوحدة وفقهُ المقاومة ، والالتزام بمنهج الاعتدال.
تعريفُ الأمةِ بروّادِ الوحدةِ والتقريبِ من جميعِ المذاهبِ الإسلامية والترويجُ لذلك بوسائلِ الارتباطاتِ العصرية كالواتس والتلغرام والفيس بوك وغيرها، وعلى مواقع كل الجامعات والمعاهد الدينية.
تبني توصياتِ جميع المؤتمرات والملتقيات السابقة والمنعقدة في بلدانِ محور المقاومة.
رفضُ ما يتعرضُ له المسلمونَ من الاضطهاد في اليمن والبحرين ومن تضييقٍ في البلدان الغربية.
متابعةُ تنفيذِ توصياتُ المؤتمرِ من خلالِ لجنةٍ تنبثقُ عن الجهاتِ المشاركةِ في هذا الملتقى.
الإشادةُ بالتضحياتِ والانتصاراتِ الأخيرةِ للجيش العربي السوري المقاوم وذلك بإسقاطهِ الطائرةَ الإسرائيلية.
إن الإسلامَ هو المنتصر، وإسرائيلُ ستزول من الوجود، وسيصلي الشعبُ السوري والفلسطيني ومحورُ المقاومة صلاةَ الجماعةِ في القدس عما قريب إن شاء الله.
ختاماً:
يوجه الملتقى أزكى التحية ويبارك لسورية الأبية قيادةً وجيشاً وشعباً بشائرَ الانتصار النهائي على أعداء الأمة ، واحتضانَها كلَّ المؤتمراتِ والملتقيات التي تًصلَّب عود الأمة وتحفظ وحدتهَا وتُذيعُ روحَ الإخاء فيها ، ونصرتَها التي لا تتزحزحُ للمقاومةِ وإصرارَها على تحرير فلسطين العزیزة.
{يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ ويُثَبِّتْ أَقْدامَكُمْ } (سورة محمد/7).
والحمد لله رب العالمين.
و السلام علیکم ورحمة الله وبرکاته
الاثنين 17 جمادى الآخرة 1439هـ. الموافق لـ 5 آذار 2018م.
المصدر: وكالة انباء الحوزة
(۹۸۶/ع۹۴۰)