ولفت الشيخ قبيسي في الندوة الحوارية بعنوان "التطور الاجتماعي في مظلة الخطاب الديني" في مجمع الامام الحسين (ع)، الى ان المجتمع لا يبنى من خلال الدين بل من خلال الانسان الذي سيعود الى الدين، داعيا في السياق الى العودة الى انسانيتنا، موضحا انه من الممكن ان يكون هناك اشكالية في اسلوب ايصال رسالة الاسلام بالشكل الصحيح، بالاضافة الى ذلك هناك من يعمل على استثماره لمصالح انية وشخصية. ورأى ان مشكلة تصادم المجتمع مع القيمين على الاسلام ليست من اليوم بل منذ انطلاقته، وقد نفر بعض الناس من الدين جراء تصرفات غير مسؤولة، الا ان المشكلة ليست بالدين وهذا شيء محسوم لان الاسلام دين كامل يحاكي كل المجتمعات في العالم منذ نزوله الى يوم القيامة. متسائلا "هل يوجد فقيه اسلامي واحد اراد ان يضيق على الانسان دائرة الحركة والتطور؟ نافيا ذلك لا سيما وان مدرسة اهل البيت التي تؤمن بالاجتهاد ولا يوجد لديها شيء ناقص في رسالتها".
واعتبر العلامة قبيسي اننا بحاجة الى اصلاح في مجتمعنا خاصة وان المجتمع لم يرتق بعد الى مستوى الخطاب الديني وهذا بحاجة الى جهد مضاعف، وارجع الهوة بين الخطاب الديني وبين اصلاح المجتمع الى الاضطهاد والمعاناة الذي عانى منه المجتمع تاريخيا الا ان الموضوع بحاجة الى بعض الوقت لتضييق الهوة، مشددا على اننا اليوم بحاجة الى منبر الجمعة لرفع المستوى الى المفاهيم التي ارادها الله. ولفت الى اننا نمتلك خطاب ديني متطور وجهود متواصلة لاصلاح المجتمع، الا ان المشكلة هي في التعاطي مع رجال الدين انهم سواء ومن هنا نناشد أبناءنا وجميع شرائح المجتمع أن يعيشوا اليقظة في التلقي فيما يسمعون حتى بما فيهم رجال الدين وان يتبعوا أحسنه خاصة وأن مدرسة اهل البيت فتحت مجال المحاسبة حتى لاصحاب النبي (ص)، واكد ان عالم الدين يجب ان يبقى تحت دائرة التساؤل وان يحاسب على افعاله، وليس هناك قداسة على احد الا بمقدار افعاله، ونحن في مرحلة تحتاج الى الكثير من اليقظة والتنبه من المندسين بيننا.
واوضح العلامة قبيسي ان رجل الدين انسان وليس فوق المحاسبة، ولو لم يكن لعالم الدين خصوصية لما كان هناك اهتمام بأفعاله الخاصة، ومن هذا المنطلق على رجل الدين المحافظة على خصوصيته، ولا يمكن التخلي عن هذه الخصوصية الا اذا تخلى عن بعده الديني لا سيما ان الزي الديني له خصوصية في التعامل، والمطلوب اليوم من رجل الدين تأمين مناخات سليمة للناس. (۹۸۶/ع۹۴۰)