شهدت محافظة كربلاء المقدسة حاضرة العلم والشهادة، وتحت شعار: (جامعة المصطفى (ص) العالمية مسيرة علم وعطاء) أَعمال المؤتمر السنوي الأول، السبت۲۰/رجب/۱۴۳۹هـ، الموافق ۷/۴/۲۰۱۸، لرابطة خريجي جامعة المصطفى (صلى الله عليه وآله) العالمية، فيما انطلقت أعماله بجلستين، الافتتاح وتلاوة البيان الختامي للمؤتمر ثم أعقبتها الجلسة البحثية الخاصة. وقد حضر المؤتمر عدداً من الشخصيات البارزة والمهمة من ممثليات المرجعية الدينية في النجف الأَشرف وإِيران والحوزة العلمية الشريفة والجامعات الأكاديمية من العراق وإِيران، فيما شارك في هذا الملتقى حضور أكثر من 640 من النخب والكفاءات العلمية فضلاً عن وكلاء ومعتمدي مراجع الدين العظام وأَساتذة وطلبة الحوزات العلمية في النجف الأَشرف وقم المقدسة، كما وامتدت البقعة المشاركة من مختلف محافظات العراق ومن كلا الجنسين.
الأستاذ ماجد الواسطي رئيس رابطة خريجي جامعة المصطفى (صلى الله عليه وآله) العالمية في العراق قدم تعريفاً عن أهم منجزات الرابطة وخريجي الجامعة، وعلى جميع الجوانب والصُعد الثقافية والمعرفية والتنمية للعراق الكبير، مشيراً أن إِهمال هذه الشريحة من قبل الحكومات المتعاقبة بل والإِخفاق حتى في حقوقهم للاعتراف بشهاداتهم داخل العراق، رغم أن وثائق هذه الجامعة قد سجلت اعتراف عالمياً لم يثني عزائم طلبتها ليقدموا لأهاليهم ومجتمعهم والجانب العلمي والأكاديمي ما يجب تقديمه، والتواصل في جميع أروقه وصنوف العلوم والمعرفة الإِنسانية.
وأُلقيت خلال المؤتمر عدداً من الكلمات التي عبرت عن سرورها لهذه التظاهرة العلمية الثقافية الكبيرة المعبرة عن التواصل العلمي والثقافي، يذكر أن المؤتمر أختص بالشأن العلمي والمعرفي والثقافي بعد جمع الدراستين الحوزوية والأكاديمية لينطلق خريجي جامعة المصطفى (صلى الله عليه وآله) العالمية بفضاءات النهوض بمختلف الاختصاصات العلمية والدينية.
المؤتمر شهد إِلقاء كلمة المتولي الشرعي للعتبة الحسينية المقدسة وكيل المرجعية الدينية في النجف الأَشرف سماحة السید علي الحسيني السيستاني (دام ظله الوارف)، والتي تلاها على مسامع المؤتمرين سماحة الشيخ مازن التميمي، الكلمة هنئت هذه المظاهرة العلمية الكبيرة، وباركت كُل جُهد يأخذ بيد العراق العزيز صوب جادة العلم والرقي الحضاري، المبني على الأَصالة والتوجيه الديني المبارك والمحفوف بتأيد وتسديد المرجعية الدينية، ومعبرة عن ضرورة الاهتمام بالطاقات العلمية العائدة إِلى البلاد، للنهوض بالواقع الثقافي والعلمي والإِنمائي للبلاد.
هذا وأكد ممثل سماحة قائد الثورة الإِسلامية في إِيران سماحة آية الله العظمى السيد علي الحسيني الخامنئي (دام ظله الوارف) السيد مجتبى الحسيني عن أَهمية الحوزة العلمية ومكانتها في العالم الإِسلامي بنحو عام والعراق بنحو خاص، مباركاً كل الجهود المبذولة لإنجاز هذه المشروع العلمي الكبير والمتمثل برابطة خريجي جامعة المصطفى (صلى الله عليه وآله) العالمية في العراق، مشيراً لعظمة ومكانة الشعب العراقي في العراق، ومدى بسالته وتصديه نيابة عن العالم للإرهاب العالمي، وما كان هذا لولا فتوى الجهاد المقدس في النجف الأَشرف ودماء الشهداء التي دافعت عن الإِسلام المعتدل والأَصيل.
إِلى ذلك كانت لسماحة الشيخ حسن الأَسدي ممثلاً عن الحشد الشعبي المقدس/ مديرية التوجيه العقائدية/ مركز الإعداد والتطوير، حيث أَكد أن لخريجي جامعة المصطفى (صلى الله عليه وآله) الأَثير الكبير والعظيم في حماية تربة العراق العزيز، والدفاع عن حياض دين سيد المرسلين من الهجمة التكفيرية، إذ علاوة على ما قدمه خريجي الجامعة من الشهداء والجرحى، وتواجدهم في جبهات القتال دفاعاً وتبليغاً وتسديداً عقائدية، أعرب أن الهجمة البربرية التي غزت العراق جاءت متسلحة بسلاح عقائدي أسود ظلامي، وما كان لأي جيش في العالم كما هو معروف أن يتصدى للهجمة العقائدية إلا بجيش عقائدي متسلح بسلاح الإِيمان والنور فكان، لمبلغينا وخطبائنا وطلبة الحوزة العلمية وخريجي جامعة المصطفى (صلى الله عليه وآله) الأَثير الكبير، لبيان أهمية فتوى المرجعية الدينية في النجف الأَشرف، وضرورة التسلح بسلاح العقيدة، وبيان فساد تلك العقائد الفاسدة لدى المقاتل العراقي.
الدكتور حسين السلطان رئيس مؤسسة السجناء السياسيين العراقيين استعرض تلك الفترة المظلمة التي أحدقت بعراقنا العزيز، وما قدمه أبناء هذا البلد من تضحيات جسام ألمت بهم لتسكنهم إما بطوامير السجون أو المقابر الجماعية مما أضطر شريحة ليست بالقليلة لاسيما النخب والمثقفين يتقدمهم ورجال الدين للهجرة إلى خارج هذا الوطن العزيز، ليعودوا متسلحين بتاج العلم والمعرفة لخدمة بلدهم، وأخذ دورهم الوطني الكبير الذي ينتظرهم، وبالفعل سجلت سوح الجهاد والوغى تقدم هؤلاء النخب لخدمة بلدهم العزيز.
هذا وألقيت كلمة سماحة آية الله الشيخ العلامة الدكتور علي رضا الأعرافي تلاها عنه ممثله إذ أَستعرض فيها مشوار التأسيس لجامعة المصطفى (صلى الله عليه وآله) ومدى التحام هذه المؤسسة العلمية بالحوزة العلمية، ومشاطرتها للعلوم الحوزوية والأكاديمية معاً، ليتسلح طالب الجامعي بأعلى مراتب العلوم المعرفية الدينية، متسنماً أعمق المراتب العلمية ومحاورها الفكرية، هذا وقدمت كلمته اعتزاز الجامعة وأساتذة بأبناء العراق وقدرات أبناءه في الارتقاء بسلم العلوم والمعرفة، مباركاً هذه المظاهرة الكبيرة من قبل خريجي الجامعة في العراق.
سماحة الشيخ مهدوي مهر رئيس ممثلية جامعة المصطفى (صلى الله عليه وآله) في العراق أعرب عن اعتزازه الكبير والعظيم بمقامات الشعب العراقي العظيم، وكيف أنهم قدموا أمثلة كبيرة في مجالات الجهاد وهم يتصدون للإرهاب بمختلف صنوفه، وفي الجانب العراقي حيث كانوا أبناء العراق من الطلبة المميزون والمتقدمين بأدائهم، مستعرضاً خلال كلمته مشوار جامعة المصطفى (صلى الله عليه وآله) العالمية، ومحاور تطورها واِرتقائها في السلم العلمي والثقافي والديني والذي في مقدمته جانب العلوم الحوزوية ومشروع الاِرتباط بين الحوزة والجامعة.
الدكتورة مواهب الخطيب قدمت جانب من جهاد المرأة العراقية في العراق والمهجر وتصديها لجميع العقبات لتنال أعلى مراتب العلوم والمعرفة، مؤكداً ارتقاء العراقية لسلم العلوم والمعرفة وتصديها لكل ما يعرقل مشوارهما العلمية.
هذا وقدم العديد من السادة والسيدات كلمات أعربوا فيها عن مكانة وأهمية رابطة خريجي جامعة المصطفى (صلى الله عليه وآله) العالمية في العراق، وضرورة الاهتمام بهذه الشريحة الأكاديمية النخبوية المهمة في العراق، ووجوب أن تأخذ مساحاتها في كل الاعتبارات العلمية والمعرفية والأكاديمية.
كما وشهد المؤتمر إِقامة ورش عمل يقدم من خلالها أساليب النهوض في الواقع الاجتماعي والعلمي والمعرفي في العراق، ليختتم المؤتمر ببيانه الختامي تلا كلمته سماحة العلامة السيد علي خان، حيث أشار فيها إِلى دور خريجي هذه الجامعة المميز في العراق، فأينما تذهب تجد مؤسسات ومراكز ومدارس وحوزات ومعاهد علمية ووسائل إِعلام أما خالصة لخرجيها أو مساهمون ومشاركون بفعالية فيها، بحسب وصف البيان.
هذا وشهد المؤتمر استعراض العديد من الأَفلام الوثائقة القصيرة والتي صنفت حقب معانات أبناء الشعب العراقي، وما قدمه من شهداء، كما وقدمت فلماً وثائقياً خاصاً عن شهيد العراق المفكر الإِسلامي العظيم آية الله العظمى محمد باقر الصدر (قدس سره).. وغيرها من الأَفلام التي تهم أعمال المؤتمر.
كما وأُقيم على هامش المؤتمر معرضاً للكتاب، أُستعرض فيها مؤلفات وتحقيقات وأَبحاث خريجي طلبة جامعة المصطفى (صلى الله عليه وآله) من العراقيين.
كما دعا البيان الحكومة العراقية إِلى رعاية وإِنصاف هذه الشريحة العلمية النخبوية العائدة التي خدمت العراق بصمت دون أَن تطالب بحقوق أَو امتيازات وفق قرار مجلس الوزراء المرقم (441 لسنة 2008م) والمعدل في سنة 2012 الخاص بالكفاءات العراقية العائدة، وضرورة مضاعفة الجهود في رعاية النخب الطيبة من خريجو الجامعة والاعتناء بهم، مطالباً المؤسسات العلمية والثقافية ومراكز الشأن العلمي والتبليغي للإفادة من هذه الطاقات واستقطابها.
منوها إِلى ضرورة أن تعي منظمات المجتمع المدني أَهمية هذه النخب والاستفادة منها، لما فيها من طاقات كبرى.
مقدماً شكره وتقديره العاليين للعتبة الحسينية وأَمانتها العامة ومتوليها الشرعي ومنتسبيها ومدينة الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام) والقائمين عليها، مثمنين جهود جميع من ساهموا في إِنجاح المؤتمر، كذلك شكر المؤتمر ما قدمته العشرات من الملحقيات الثقافية والمؤسسات الثقافية والأكاديمية والجامعات والكليات من بطاقات تهنئة لهذه المظاهرة الثقافية الكبرى على أَرض كربلاء المقدسة.
يجدر ذكر أن رابطة خريجي طلاب جامعة المصطفى (صلى الله عليه وآله) العالمية في العراق، خرجت أكثر من (4000) طالب وطالبة وفيهم من أكمل دراساته العليا الماجستير والدكتوراه، إِبان عهد نظام حزب البعث الفاشي في المهجر، وتم تأسيس هذه الرابطة من قبل الخريجين لتقدم للمجتمع العراقي بالمئات من المدارس الدينية والعلمية والمؤسسات التنموية والثقافية، فضلاً عن وجود العشرات من وكلاء ومعتمدي المرجعية الدينية في النجف الأَشرف، فضلاً عن تقديم أكثر من (1135) مؤلفاً ومخطوطاً في جميع المجالات العلمية والمعرفية والدينية. (۹۸۶/ع۹۴۰)