وفي كلمة له خلال حفل تكريم أقامته مدارس المصطفى (ص) للطلاب المتفوقين في الشهادات الرسمية، نوّه الشيخ قاسم إلى أن حرب تموز ليست حرباً عادية كحروب كثيرة وليس حربًا عبثية مرت وانتهت، بل إنها شكلت مفصلاً تاريخياً هاماً في لبنان والمنطقة ولذا نستطيع أن نؤرخ ما قبل تموز 2006 وما بعد تموز 2006 لأن ما بعد هذه المواجهة مع العدو الإسرائيلي أصبحنا أمام نتائج وأسس مختلفة تماماً".
ورأى الشيخ قاسم أن هناك أربع نتائج حققت تحولاً حقيقياً في ساحتنا، أولها أن أسطورة الجيش "الإسرائيلي" الذي لا يقهر سقطت، فأصبح الطفل عندنا يعلم بأن الجيش "الإسرائيلي" هو وهمٌ في قوته وقدرته وبالإمكان أن يسقط عندما يقف في مواجهته المقاومون الشرفاء".
وأضاف "ثانياً أن المقاومة ثبَّتت معادلة أن تكون المعركة مؤلمة داخل الكيان الإسرائيلي في الوقت الذي كانت فيه كل الحروب السابقة مبنية على أن تكون المعركة عند الآخر وفي أرض العدو بعيداً عن الكيان، ولكن في هذه المعركة كانت في داخل الكيان وتألموا أكثر بكثير مما كانوا يتوقعون، ولا زالت آثار الألم تحكم خياراتهم السياسية فيرتدعون ويمتنعون عن العدوان متى شاؤوا".
وتابع: "ثالثاً، أدى نجاح المقاومة إلى إحياء الأمل عند الأمة بإمكانية التحرير الكامل والشامل لكل الارض وهذا من ثمار تضحية المجاهدين والشرفاء".
وأردف: "رابعاً، أنه أصبح بإمكان شعوب المنطقة أن تحقق خياراتها في الاستقلال وأن لا تكون تابعة للاستعمار والاستكبار مهما كان لونه في الشرق أو الغرب لأن أصالة المقاومة في بلداننا قادرة على صنع هذا المستقبل".
وفي ما خصّ قضية التوظيف في لبنان، طالب سماحته بأن يكون مبنيًّا على المباريات بدل المحاصصة السياسية المنبوذة والمقيتة، والتي تجعل اليأس في عقول وقلوب الناس. كما دعا إلى محاربة المحاصصة السياسية في التوظيف لأنها شكل من أشكال الفساد، وإلى أن تكون المباريات في كل الوظائف القادمة، سواء في المجالات الأمنية والعسكرية أو المجالات المختلفة، فالقوانين في لبنان تدعو إلى المباريات من أجل الدخول إلى ملاك الدولة"، سائلاً: "لماذا لا تكون المباريات هي الأساس من أجل أن ننصف الناس، ومن أجل إعطاء فرصة لدخول الأكفأ إلى الإدارات". (۹۸۶/ع۹۴۰)