قال مرصد الأزهر إن قضية مُسْلِمي الرّوهنغيا تعد واحدةً مِن أهَمِّ القضايا المُثيرة للقلقِ في العالمِ الإسلامي، وذلكَ بسببِ ما يَتَعَرَّضُ لَهُ المسلمونَ هناكَ مِنْ إبادةٍ جماعيةٍ، وجرائم ضِدَّ الإنسانيةِ على يَدِ الجيشِ الميانماري والمتشددين البوذيين. جرائم لا تُقِرُّها شرائِعُ سماوية، ولا تقبلها أعرافٌ دولية، جَرَت وَسْطَ صَمْتٍ مُريبٍ مِن المجتمعِ الدّولي.
وأضاف المرصد، في بيان عبر الصفحة الرسمية على “فيسبوك” أنَّ معاناةَ الرّوهنغيا لم تتوقف عندَ ما تعرَّضوا له في “ميانمار” من مآسٍ، بل استمرت معاناتُهُم حيثُ واجَهوا في مخيماتِهِم في مدينة “كوكس بازار” البنغالية خطرَ عصاباتِ (الاتجار بالبشر).
ويشيرُ المرصد هُنا إلى تصريحِ “منظمة الهجرة الدولية”، وفقًا للخبر الوارد في “وكالة الأناضول” السبت 4 أغسطس، أنَّ الآلاف من لاجئي الروهنغيا أصبحوا عُرْضة لاستغلالِ عصاباتِ (تُجّار البشر) وذلك بسببِ الفقرِ وعدمِ وجودِ فرص عمل لهم، وبصفةٍ خاصة الفتيات والنساء، حيثُ يُعْتَبَرْنَ الأكثر استهدافًا من أجل الزَّجِّ بهنَّ في طريقِ الضياعِ ودَرْبِ الغوايةِ.
وأوضح المرصد في البيان أنه في حينِ أثبتت المنظمةُ أنه في العشرة أشهر الأخيرة وقع 78 شخصًا أركانيًا فريسةً لـ(تجارة البشر)، فإنَّ الأمم المتحدة لفتت النظرَ إلى أنَّ هذا الرقم ليس رقمًا حقيقيًا، بل هو أقل بكثير من الرقم الحقيقي، مؤكِّدَةً وجود أدلة واضحة على أنَّ آلاف الروهنغيا قد تعرَّضوا للوقوعِ في براثن هذه التجارة.
ويؤكِّدُ مرصدُ الأزهرِ على خطورة هذه المعلومات، ويرى ضرورة ممارسة كافة أنواع الضغوط السياسية والاقتصادية على الحكومة الميانمارية، من أجل السّماح بعودة الروهنغيا إلى بلادهم آمنين، وأن يُعاملوا فيها معاملة المواطنين الأصليين، كما يُحَذِّرُ المرصدُ من تداعيات أزمة الروهنغيا على السِّلْمِ والأمن الدوليين، فإذا كانت المجتمعات تعاني في الوقت الحالي من ظاهرة التَّطَرُّفِ، وتعاني أكثر في مكافحتها، فإن ما يحدث للروهنغيا من ظلم واضطهاد وإبادة جماعية هو من أقوى العوامل التي تُسْهِمُ في انتشارِ العنفِ والإرهابِ. (۹۸۶/ع۹۴۰)