وأضاف هنية، خلال خطبة صلاة العيد، التي ألقاها في ساحة السرايا بمدينة غزة: "اليوم بفضل مسيرات العودة وكسر الحصار الحدودية (انطلقت منذ نهاية مارس/ آذار الماضي)، وتضحيات الشعب الفلسطينية، بات الحصار يترنح، وهو قاب قوسين أو أدنى من النهاية".
وأكّد على أن حركته "تسير في طريق إنهاء الحصار عن القطاع دون دفع أي ثمن سياسي".
وشدد على أن الحصار سيتم رفعه “بتفاهم وطني، وشبكة أمان عربية من أجل وضع الضمانات اللازمة لتنفيذ ما يتم الاتفاق عليه”.
وبيّن هنية أن قطاع غزة وضع نفسه "بقوة على كل طاولات البحث الوطني والإقليمي والدولي".
وأشار إلى أن بحث حصار قطاع غزة ما كان ليحدث لولا "مسيرة العودة وصمود الشعب الفلسطيني وتضحياته".
ولفت إلى وجود حراك "ومفاوضات وحوارات برعاية مصرية، ومتابعة الأمم المتحدة، ودول عربية كثيرة (لم يسمّها)".
واعتبر هنية أن "هذه المرحلة تشهد سقوطا مدويا لصفقة القرن التي وقفت ورائها الإدارة الأمريكية لتصفية القضية الفلسطينية، وحق العودة".
وأرجع ذلك إلى مسيرة "العودة" التي قال إنها “أعادت القضية الفلسطينية إلى الواجهة، وأحيت حق العودة في ذاكرة الأجيال، وفضحت الاحتلال".
والجمعة الماضية، اختتمت فصائل فلسطينية جولة مشاورات بالعاصمة المصرية القاهرة حول المصالحة والتهدئة مع إسرائيل.
ومن أبرز الفصائل التي شاركت في تلك المشاورات، التي انطلقت منذ الثلاثاء الماضي: "حماس"، و"الجهاد الإسلامي"، و"حركة الأحرار"، و"حركة المجاهدين"، و"جبهة النضال الوطني".
ومن المقرر، حسب حركة "حماس"، أن يتم استئناف جولة المشاورات بعد عيد الأضحى.
ومنذ أسابيع، تناقش حركة حماس مع مصر والأمم المتحدة، مقترحًا لتحقيق المصالحة ووقف إطلاق النار (تهدئة مع إسرائيل)، وتنفيذ مشاريع إنسانية في قطاع غزة.
وحول زيارة وفود الفصائل الفلسطينية إلى القاهرة، قال هنية: "تحركت في مسارين؛ مسار فلسطيني داخلي كي نتوافق فلسطينيا على رؤيتنا الجامعة نحو المصالحة الفلسطينية، لحماية الحقوق والثوابت ورفع الحصار عن غزة".
وتابع: "والمسار الثاني الحوار الذي جرى بين الفصائل الفلسطينية ومصر كي يتوافق الفلسطيني مع المصري مع العربي مع المسلم على معالم واستراتيجيات المرحلة (…) مواجهة الاحتلال يمر أولا عبر وحدة وطنية فلسطينية وإسناد عربي وتفهم دولي للحقوق".
وعن المصالحة الفلسطينية، أكّد هنية أن حركته "متمسكة بتحقيق المصالحة الحقيقية".
وأضاف: "حتّى نحققها لا بد على السلطة الفلسطينية من رفع العقوبات المفروضة على القطاع، والالتزام بتطبيق الاتفاقيات عام 2011، ثم نذهب لتشكيل حكومة وحدة وطنية، ثم لاجتماع مجلس وطني توحيدي على أساس اتفاقات القاهرة، ومن ثم الذهاب للانتخابات العامة (رئاسية وتشريعية ومجلس وطني فلسطيني)”".
ويعاني قطاع غزة من تردٍ كبير في الأوضاع الاقتصادية والإنسانية، جراء الحصار المستمر منذ 2006، وتعثر جهود المصالحة الفلسطينية الداخلية. (۹۸۶/ع۹۴۰)