وركّز خلال افتتاحه "ملتقى القيم العاشورائية التربوية - التأصيل وسبل التسييل"، الّذي نظّمه "تجمع المعلمين في لبنان" ومراكز الإمام الخميني في لبنان، في مجمع المجتبى في الضاحية الجنوبية، على أنّ "المقاومة هي قيمة عملية تؤدّي إلى مجموعة من القيم النظرية الّتي نحتاجها في حياتنا، فالإمام علي قال الموت في حياتكم مقهورين والحياة في موتكم قاهرين، أي انّ للحياة عندها معنى مختلف عندما تعيشها مع العزّة وإلّا الحياة مع الذلة موت وليست حياة حقيقية".
ونوّه قاسم إلى أنّ "لبنان يتميّز بنعمة التعايش بين الطوائف، وهي نعمة حقيقية أن نعيش معًا وأن يحترم بعضنا البعض الآخر وأن نتعاون في هذا المجال"، مشدّدًا على أنّ "النقمة والمصيبة هي الحالة الطائفية الّتي تطبع كلّ الأداء والمسار، وهنا تأتي أهمية القيم. فإذا كنّا نريد قيمة تجمعنا، فقيمة المقاومة يمكن أن تجمعنا، وكذلك قيم الحق والتحرير والاستقلال".
وأوضح أنّه "عندما يذهب الكثيرون إلى مصالح الطوائف ومصالح الأشخاص داخل الطوائف، فعندها يبدأ التضارب بين لغة المصالح الأنانية ولغة القيم التي تجمع بين اللبنانيين. وعندما نعمل في لبنان على القيم، يعني أنّ الحقوق والواجبات للمواطنين تتساوى، وعندما نعمل على لغة المصالح يعني أن لا نعاقب من طائفة إلّا إذا عاقبنا من طائفة أخرى ظلما وعدوانا، وأنّ لا نصلح منطقة طائفة إلّا إذا أصلحنا منطقة طائفة اخرى، وكلّ واحد يصل إلى موقع أو وزارة يأخذ لطائفته أو جماعته تحت عنوان أنّ الدولة غنيمة للمصالح وليست ضامنة أو ضابطًا لمصالح الناس".
ودعا قاسم إلى أن "نبدأ عمليًّا بترجمة القيم الإنسانية على صعيد المواطن الواحد والبلد الواحد، بأداء عملي يساوي الحقوق والواجبات بين الأفراد والمناطق في التنمية والاحكام والأمن وفي السياسة وفي كل شيء، لأنّنا إذا استمررنا في لبنان على قاعدة التجاذب في المصالح فإنّه لن تقوم قائمة للبنان، وسيبقى في حالة اهتراء وستكون التراجع قائمًا ومستمرًّا".