جاء ذلك على لسان رئيس الوفد الدكتور عبد الوهّاب السامرّائي الذي أضاف قائلاً: "إنّ مبادرة الزيارة ترمي إلى تعزيز التواصل العمليّ وعدم الاقتصار على الجلسات الخاصّة، وإنّما يجب أن يكون هناك تعارفٌ بين العلماء والخطباء ومن جميع المكوّنات، وعدم الاكتفاء بالقراءة عنهم والسماع من وسائل الإعلام".
وأضاف: "إنّنا اليوم بحاجة الى أن نستشعر هذا الشعور عبر التواصل والتعايش، لأنّنا كلّنا في مركبٍ واحد"، مؤكّداً على: "ضرورة احترام هويّة الآخر الشريك في الوطن على أساس المساواة والمشاركة والاحترام المتبادل، وهذه هي الرّسالة التي نسعى إلى ترسيخها، فالعراق كالطائر لا يطير بجناحٍ واحد وإنّما بجناحين".
وفي ختام حديثه عبّر السامرّائي عن سعادته الغامرة وهو يزور كربلاء المقدّسة قائلاً: "وجدنا في مدينة كربلاء المقدّسة وخصوصاً في العتبتين المقدّستين الحسينيّة والعبّاسية، السعادة الغامرة والترحيب والتقدير والاحترام للإخوة الأئمّة والخطباء والتفهّم لهذه المبادرة".
هذا وقد كان في استقبال الوفد الزائر الذي ضمّ مجموعةً من أساتذة الجامعات وخطباء المساجد من محافظة (بغداد وديالى وصلاح الدين والأنبار والبصرة وميسان) الشيخ عمار الهلالي رئيسُ قسم شؤون المعارف الإسلاميّة والإنسانيّة في العتبة العبّاسية المقدّسة، الذي تحدّث لهم بعد الترحيب بهم عن أهمّ الأمور التي من شأنها أن ترتقي بالعلوم الدينيّة والقرآن الكريم، كما أطْلعَ الوفد على عمل العتبتين المقدّستين الحسينيّة والعبّاسية في ما يخصّ المجال القرآنيّ من قبيل الدورات الصيفيّة، كما تطرّق الى عمليّة طباعة القرآن الكريم وهي المرّة الأولى التي يتمّ فيها طبعُ القرآن الكريم في العراق.
وفي سياق حديثه مع الوفد الزائر أشار الهلالي الى المجلّات والدوريّات والموسوعات والسلاسل الثقافيّة والفكريّة والتراثيّة التي تُصدرها العتبتان المقدّستان، مختتماً حديثه بالدعوة الى التسامح ونشر وبثّ روح الألفة والمحبّة والتغاضي عن جراح الماضي حتّى نتمكّن من العيش والتعايش بسلامٍ وأمان.
وفي ختام اللقاء حمّل الوفدُ سلامه وتحيّاته للمتولّي الشرعي للعتبة العبّاسية المقدّسة سماحة السيد أحمد الصافي، كما تم َّ تبادل عددٍ من الإصدارات لغرض الاطّلاع عليها والإفادة من محتواها الفكريّ.