وشدد الاستاذ في كلّيّة دراسات العالم الدكتور "مجتبی رحماندوست" خلال مؤتمر "الحضارة الاسلامية؛ استراتيجية المقاومة" الذي انعقد بجهود وكالة رسا للأنباء في قاعة الغدير في قم المقدسة، یوم الخمیس ان صفقة القرن وان كانت اسسها غيرمحددة من قبل الدول المعنية بها لكن اشير الى بعض اجزائها في بعض المحافل الغربية فالصفقة تحمل في طيّاتها طابع الشك الا ان المعنيين بتحقّقها كالغرب ومجامع اليهودية يعملون حاليا بتطبيق اجزائها لكن مع ذلك لاتتحقق بالتالي صفقة القرن نهائيا.
وأكد استاذ كلّيّة دراسات العالم بان صفقة القرن هي خطة في اطار مواجهة الغرب ضد الاسلام فلذلك الكيان الصهيوني لايخالجه الشك في دعم الغربيين على استمرار وجوده مهما طال الزمن لان القضية الفلسطينية كاطول تحدّ سياسي دولي لاتشبه اساسا باقي الازمات السياسية ككشمير او ميانمار او البوصنة والهرسك، فصفقة القرن خطة نوقش فيها لضمان بقاء الكيان الصهيوني آمنا خلال القرن الحالي وان كانت الصفقة تربط القرن المنصرم بالحالي ايضا. فوجه تسميتها هو من اجل التغطية والتفاف على القرارات والقوانين الاممية والدولية بشأن القضية الفلسطينية فالغرب وعلى رأسه الولايات المتحدة يحاول بذريعة الصفقة أن يمضي قدما في تصفية القضية وذلك بتعيين اطراف الصفقة بما يلائم تضمين بقاء الكيان الصهيوني. فصفقة القرن هي تعارض تماما القرارات الاممية والقوانين الدولية بشأن القضية الفلسطينية ولذلك لايوجد اي بيان او قرار او حتى مرسوم بشأن الصفقة فهي تفرق جوهريا عن المفاوضات و مبادرات السلام التي كانت تعقد لتسوية القضية الفلسطينية.
واشار الدكتور رحماندوست الى بعض بنود الصفقة فقال ان من البنود التي اعلن خلال الفترة الماضية بشأن صفقة القرن هي تسليم القدس الموحد بجزئيها الغربي والشرقي للكيان الصهيوني وتسليم مناطق كابوديس للفلسطينيين كعاصمة لدولتهم كما ان محمد بن سلمان وليعهد السعودي اقترح ابوديس كعاصمة لفلسطين وذلك بعد ايام قليلة من اعلان القدس من قبل الرئيس الاميركي كعاصمة للكيان الصهيوني فالغرب يبذل جهوده ليطرح اي تفاوض بشأن القدس جانبا من الطاولة الى جانب اعلان الحظر بشأن حق عودة النازحين الى ديارهم فهناك ما يقرب عن خمس ملايين فلسطيني يقطن خارج فلسطين في الاردن وسورية ولبنان. فحاليا تعمل منظمة الاونروا على إبعاد الفلسطينيين النازحين من اوطانهم بتجنيسهم في تلك الدول وتوفير الامكانيات للعمل والمعيشة وذلك من اجل ان لايطالبوا بالعودة الى بلدهم فصفقة القرن جائت لتمحو قضية النازحين اساسا من خلال منع عودة الفلسطينيين.
وبشأن قضية النازحين الفلسطينيين والمستوطنات اليهودية اردف الدكتور رحماندوست قائلا ان صفقة القرن مؤامرة غربية لطرح قضية النازحين جانبا من الطاولة كعرقلة في طريق الصفقة. ان المستوطنات التي يقوم الكيان الصهيوني باحداثها في الاراضي المحتلة هي من القضايا العالقة في تسوية القضية الفلسطينية والتي ركّزت عليها صفقة القرن لان احداث المستوطنات قدتمّ في وسط مناطق الفلسطينيين لكي يسيطر الكيان الصهيوني على تحركاتهم لان المستوطنين الصهاينة هم ينتمئون الى الجيش فانهم على جهوزية كاملة للمواجهة مع اي تحرك ضد الكيان من قبل الفلسطينيين والحركات المقاومة. ولتمرير صفقة القرن ان الغرب قدعد تنازلات اقتصادية للدول العربية المعنية بالقضية الفلسطينية كمصر والاردن والسعودية فتسليم جزء من صحراء النقب لمصر بازاء تسليم اراض تمتد من رفح حتى العريش للفلسطينيين وتوفير التواصل لمصر مع الدول العربية كالسعودية والاردن والكيان الصهيوني من طريق نفق ايلات البحري من تنازلات الغرب لتمرير تلك الصفقة.
وأكد الدكتور رحماندوست ان من اخطر استراتيجيات صفقة القرن هو التلاعب بطرفي مفاوضات التسوية بين الفلسطينيين والصهاينة فقدسعى الغرب الى تحويل طرفيها الى اكثر من ثلاث اطراف وطرح الفلسطينيين جانبا من تلك المفاوضات.
وشدد استاذ كلّيّة دراسات العالم على ان السعودية تسعى دائما لتُفاوِض بدل الفلسطينيين حتى تسلب عنهم حق التفاوض نهائيا. فاي خطوة في صفقة القرن تتخذ خارج اطار القوانين الدولية لان العبرة تماما في التقدم فيها هي منطق القوة لاغير.
وبشأن مدينة نئوم قال الدكتور رحماندوست ان السعودية تعرض نيوم كمدينة آمال للعرب 48 البالغ عددهم ميليوني نسمة باعطائهم وظائف ورواتب عالية لكي يتخلوا عن اراضيهم ويهاجر عمالهم وموظفيهم الى هذه المدينة الاقتصادية.