وقال السيد عمار الحكيم في كلمته بيوم الشهيد العراقي ذكرى استشهاد آية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم {قدس} "أيها المخلصون، أيها الشرفاء، أيها الأوفياء، يا أبناءَ وبناتِ شهيد المحراب الخالد وعزيز العراق الراحل الوافدين من جميع المحافظات العراقية بكل اديانكم ومذاهبكم وقومياتكم ومناطقكم".
وأضاف "اقول لكم ما كان يقولُه شهيد المحراب انتم الأهلُ والعشيرة، انتم العون والسند والذخيرة بعد الله تعالى، وبعد ان فقدتُ (63) شهيداً من الاعمام وابناء الاعمام وبعد فقدنا لشهيد المحراب وعزيز العراق انتم السلوى والأمل في نصرة مشروعنا الوطني أقبل اياديكم جميعاً كباراً وصغاراً شيباً وشباباً وأسال الله ان يوفقني لخدمتكم وخدمة ابناء شعبنا العراقي الأبي:.
وتابع السيد عمار الحكيم "اسمحوا لي ان اخاطبكم واخاطب كل العراقيين الشرفاء من خلالكم ، وانتم المعنيون بهذه المناسبة العزيزة على قلوبنا جميعاً يوم الشهيد العراقي ذكرى شهادة شهيد المحراب الخالد ففي كل عام وفي الاول من رجب نقف سويا لنستذكر كل شهداء العراق شهداء قواتنا المسلحة وحشدنا الشعبي والعشائري والبيشمركة، شهداء الحوزة العلمية والمراجع الشهداء لا سيما الشهيدين الصدرين والشهيد البروجردي والشهيد الغروي، شهداء انتفاضة صفر والانتفاضة الشعبانية، شهداء المقابر الجماعية والانفال وحلبجة، شهداء الأرهاب، شهداء الايزديين والمسيحيين والتركمان، نستذكر شهدائنا بكل عناوينهم من ذكرناهم ومن لم نذكرهم، ونستلهم من حياة وروح شهيدنا الغالي".
وبين "في مثل هذا اليوم نستذكر تلك المشاهد الجارحة للقلوب والمشاعر حين أقام شهيدنا الخالد صلاة الجمعة الغراء في حرم جده أمير المؤمنين {ع} مع ثلة طيبة من المؤمنين بلسان صائم وذاكر ناوياً التوجه لزيارة ابي عبد الله الحسين {ع} لتطاله يد الغدر والكراهية بعد الصلاة وتقطفه على اعتاب حرم جده وتحرمنا وتحرم الأمة والوطن من وجود هذا العالم العارف الصالح العامل الذي افنى عمره وحياته الشريفة من اجل عزة ورفعة هذا الوطن".
وأكد انَّ "شهيد المحراب يمثل ولادة مشروع وطني لاحقته عيون البعث وقرارات الأعدام والمؤبد ليستقر وينمو في أرضٍ غير التي ولد فيها، ولم يكن ذلك المشروع -كما هو مشروعكم اليوم – بمنئى عن التسقيط والتشهير والأستهزاء والاستخفاف، ووصل الأمر الى حد تدبير محاولات الأغتيال له اكثر من {8} مرات".
ولفت السيد عمار الحكيم "ارادوا قتل شخصية السيد الحكيم قبل قتل شخصه ، وارادوا اجهاض مشروعه وثني ارادته لكنه ركب صهوة الجهاد واعتلى منصة التغيير والتأثير فكانت كلماته من خارج العراق لها صداها في بغداد والبصرة وبقية المحافظات العراقية، واستمر الى خطبته الاخيرة قبيل استشهاده يدعو الى وحدة العراقيين، واستقلال قرارهم السياسي، وحفظ سيادة العراق وكرامته، فاذا كانت بداية السيد الحكيم ومشروعه بهذا الشكل وبهذه الظروف ، واذا كانت ارادة السيد الحكيم بهذه القدرة والصلابة فمشروع {الحكمة} اليوم هو امتداد لذلك المشروع وارادتنا امتداد لتلك الأرادة".
ودعا الجماهير الى "المضي والثبات والاجتهاد بكل ما اؤتيتم من قوة ومنطق.. فبلدنا وشعبنا يستحق الأكثر، والفرص التي امامكم هي الأكثر أيضا،فالنصر حليفنا وحليف العراقيين جميعا بأذنه تعالى".
وأشار "لقد آمن شهيد المحراب بالشباب واعتمدهم في مشروعه الجهادي فلماذا يستنكر علينا اهتمامنا بالشباب ورعاية طموحاتهم، فتمكين الشباب ليس شعاراً عابراً ولا نزوة سياسية وانما هو حق يؤخذ قبل ان يُعطى"
ودعا السيد عمار الحكيم "شباب العراق الغيارى الى ان تضعوا أيديكم بأيدي اخوتكم الشباب في تيار الحكمة فلا تمر مناسبة الا وأوصيتهم بكم ايماناً مني بأن لا نهضة للعراق بدونكم ولا مستقبل للوطن بدون تمكينكم فأنتم الصفوة والأمل ونرى فيكم الحاضر والمستقبل".
وأشار الى انًّ "شهيد المحراب كان يدرك انًّ العراق أمام مرحلة جديدة واستحقاقات مختلفة والمراحل الانتقالية لا يمكن ان تستمر والقادة الافذاذ هم من يقرئوا المرحلة بوعي ويتخذوا القرارات الجريئة والصحيحة، واليوم على الجميع ان يدرك أننا امام مرحلة جديدة ومختلفة وأن {المرحلة الانتقالية السياسية} انتهى مفعولها منذ نتائج انتخابات عام ٢٠١٨".
وبين ان "الانتصار الكبير الذي تحقق على ايدي العراقيين على تنظيم داعش الإرهابي وتطويق النعرات الطائفية وانبثاق المشاريع الوطنية وان شعبنا يتطلع اليوم لواقع جديد في العمل السياسي وان معايير القناعة والتقييم لدى شعبنا أصبحت مختلفة تماما عما كانت عليه في السنوات الماضية.. شعبنا يريد اليوم دولة قوية بحكومتها وبرلمانها وقضائها لا دولة جماعات ومصالح مشتتة دولة مؤسسات رصينة وعادلة تحترم القانون لا دولة شعارات وكلمات ومشاريع عابرة دولة مقتدرة وعزيزة برجالها وشبابها لا دولة تابعة او ضعيفة".
وأكد السيد عمار الحكيم انه "لا يمكن تحقيق ذلك بالأرادة المنفردة فاليد الواحدة لا تصفق ، دعونا نعمل سوياً من أجل بناء دولة قوية مقتدرة وعراق مستقل ومستقر ومزدهر، دعونا نعمل سوياً من اجل تطوير النظام السياسي القائم ، فالانظمة التي لا تستجيب للتطور هي أنظمة ميتة وغير فاعلة اذ لا يمكن ان نقف مكتوفي الايدي تجاه اكثر الأمور الحاحا من قبل شعبنا بحجة تعطل القوانين واعتبارات التوافقية السياسية ان كان هناك خلل في الدستور فلنعمل على تعديله.. وان كان هناك خلل في طريقة الإدارة.. فلنسع الى تطويرها او استبدالها غايتنا هي خدمة شعبنا ورفاهيته.. ولا غاية أخرى تسمو فوق ذلك".
وأضاف "كما ان الدولة التي لا تحصر السلاح بيدها لا تكون دولة قوية ولذلك ندعو الى حصر السلاح بيد الدولة وتطبيق القانون على الجميع دون استثناء"..
وقال ان "الدولة التي تكون أضعف من الأحزاب فيها لا تكون دولة قوية فالفوضوية لا تنتج دولة والأحزاب المذهبية او القومية لا تنتج دولة وانما يجب ان تكون الأحزاب في الدولة وليس الدولة في الأحزاب ويجب العمل على تأسيس الأحزاب والتيارات الوطنية ونرى ان تشكيل تحالف الأصلاح والاعمار وتحالف البناء خطوة أساسية ومتغيراً استراتيجياً في هذا الاتجاه انَّ الدولة التي لا تستطيع القيام بواجباتها في الأمن والخدمات والسيادة تسمى دولة فاشلة او منهكة او ضعيفة".
وشدد على ان "العراق لا يليق به الا ان يكون دولة قوية ومقتدرة وعلى الحكومة ان تلتزم بالأولويات التي حددتها لنفسها لتحظى بمساندة شعبها وقطاعاته المتنوعة، ليكن توفير الماء والكهرباء والخدمات وإعادة تأهيل التعليم والصحة والزراعة والصناعة الوطنية وإعادة اعمار المناطق المحررة ومناطق المحررين وتعويض المتضررين ومكافحة الفساد على رأس قائمة الاولويات ولتعلن الحكومة عما تريده بالضبط من قطاعات المجتمع المتنوعة كي يساندوها ويشدوا من ازرها وجهدها المبذول".
وأكد السيد عمار الحكيم "لا يمكن القضاء على داعش واخواتها من دون القضاء على مسببات التطرف والتخلف والجهل يجب ان لا نسمح بخطف شبابنا ومدننا مجدداً وهذا لن يكون من دون تكاتف الجميع ومعرفة الأولويات مسبقا".
وجدد رئيس تحالف الإصلاح والإعمار "الدعم لحكومة عادل عبد المهدي ضمن تلك الأولويات الواضحة، وسنعمل على مساندة الحكومة في إنجاز مهامها الصعبة حتى ونحن خارج التشكيلة الحكومية، فدعمنا لبرنامج الحكومة غير مرتبط بوجودنا الحكومي، وسنعطي الفرصة الكافية والوقت اللازم لذلك، وسنتابع ونراقب ونعاتب ونكون مع شعبنا حيثما يكون، كما اننا ندعم التقارب الحاصل بين الاخوة في سائرون والفتح وهذا ما سيعزز تقوية الحكومة ودعمها من اجل اكمال الكابينة الحكومية".
وأعرب عن "أمله الكبير بقيادة الكتلتين في تجنب المحاصصة والتقاسم والركون الى مصلحة البلد والنهوض بالحكومة والحرص على اختيار الكفوئين النزهاء لتولي المواقع الخدمية".
وأضاف، انَّ "العراق سيداً لا تابعاً ولا خاضعاً ولا خانعاً ومن هذا المنطلق نقول لا للقواعد العسكرية الأجنبية ولا للقوات القتالية الأجنبية ولا للأملائات الخارجية ولا للتمحورات الأحادية الجانب ولا للأعتداء على دول الجوار من الأراضي والأجواء العراقية فالعراق بلد ذو سيادة ومنفتح على الجميع ولا يجب ان يكون متخندقا او متمحورا مع جهة ضد أخرى قدر العراق ان يكون وسط الجميع وجسرا لتواصل العالم بما يخدم مصلحة العراقيين جميعا هكذا علمنا التاريخ ويجب ان يكون عليه حاضر ومستقبل شبابنا وابنائنا كفانا حروبا ونزاعات عبثية وشعارات متهورة لم ولن تنتج لبلدنا سوى الخراب والدمار".
وقال "كما يتطلب ألاهتمام بواقع المحافظات العراقية غير المنتظمة بأقليم وتغيير الواقع الصعب فيها وتخليصها من الصراعات السياسية وخلق التنافس الخدمي فيها فمجالس المحافظات والاقضية والنواحي هي مجالس خدمة ويجب ان لا تتحول الى عبئ على الناس، وسندعم اللامركزية التي أقرها الدستور وندافع عنها كما اننا سنعمل على تطوير واصلاح واقع الحكومات المحلية وتحسين ادائها بأذن الله تعالى".
وأوضح "حينما شرعنا مع باقي المخلصين في تأسيس تحالف الإصلاح والاعمار.. لم يكن في بالنا انه تحالف مؤقت لتشكيل الحكومة فقط.. او انه تحالف سياسي لتقاسم المصالح وتوزيع المناصب بل انه كان وسيبقى تحالفا وطنيا مستقلا بقراره ورؤيته من اجل التغيير والإصلاح الجذري لواقعنا السياسي الذي ما زال عاجزا عن توفير كامل الحقوق المشروعة لأبناء شعبنا وبما يليق بتاريخ العراق ونهضته.
فمشكلتنا السياسية اليوم هي مشكلة منهج فهناك منهج يريد بالعراق ان يتخندق ويكون اسير المصالح والافكار الضيقة وهناك منهج اخر يريد العودة بالعراق الى دوره الطبيعي في المنطقة وان يكون سيد نفسه وقراره وهذا لن يكون قبل ان يسترد العراق عافيته عبر بناء دولة قوية مقتدرة مستقلة ومزدهرة، دولة المؤسسات والقانون والكفاءة والنزاهة، وفقاً لأستراتيجية وطنية موحدة".
وأشار الى ان "منهج تحالف الإصلاح والاعمار اكبر من مكوناته.. لذا فهو يسع الجميع ما دام العراق يشغل ضميره وعقله.. وباب هذا التحالف مفتوح لكل الغيارى والحريصين على عنفوان ورفعة هذا الوطن.. وسنعمل على تقوية هذا التحالف وتطويره سياسيا.. وانتخابيا.. واجتماعيا.. الى ان يحقق هدفه ومبتغاه في اكمال منظومة الدولة القوية والمقتدرة.. الدولة المستقلة العزيزة المخلصة لشعبها وتراب وطنها".
ووجه السيد عمار الحكيم رسالة "للبصرة الفيحاء، العاصمة الاقتصادية للعراق، وأهلها الطيبين المضحين، لقد عانت البصرة الكثير وتحتاج الى اهتمام خاص ولذلك نجدد موقفنا بأن البصرة لأهلها وادعو القوى السياسية والمجتمعية والعشائرية والحراك الشعبي الى الاتفاق على شخصية بصرية كفوئة وقديرة وتيارالحكمة سيدعم من يختاره البصريون محافظاً لهم في هذه الدورة ولتتكاتف جهود الجميع من اجل اعمار البصرة وخدمة اهلها الشرفاء، كما ادعو الحكومة الى الأستجابة السريعة للعروض الأستثمارية في المشاريع الأستراتيجية للبصرة كميناء الفاو الكبير ومشروع تحلية المياه وغيرهما مما سيوجد ثورة تنموية كبيرة ويعالج مشكلة الخدمات والبطالة بشكل جذري لهذه المحافظة المعطاء".
كما وجه "رسالة للموصل الحدباء فهي الأخرى عانت الكثير وضحت بالكثير وشهدت التدمير الواسع جراء جرائم داعش وعاصمتهم الخرافية المزعومة، وتحتاج الى اهتمام ورعاية خاصة لتنفض الغبار عنها ويستتب الأمن والاستقرار فيها ويعود النازحون من اهلها الى بيوتهم، وادعو الحكومتين الاتحادية والمحلية والقوى السياسية الوطنية والمنظمات الدولية لتضافر الجهود والتعاون لأعادة اعمار الموصل".
وأختتم كلمته بالقول "لقد عاهدنا الله أولا وشعبنا ثانيا في ان نكمل مسير علمائنا الاعلام ولا سيما الشهيدين الصدرين وشهيد المحراب وعزيز العراق وتحت راية مرجعيتنا الرشيدة ولا سيما المرجع الاعلى الامام السيد السيستاني {دام ظله الوارف} في ان نكمل مشوار التغيير والإصلاح والأعمار بسواعد شبابنا وهمة المخلصين والغيارى من بلدنا الحبيب، الله الله بوطنكم .. الله الله بشعبكم .. الله الله بمراجعكم وعلمائكم .. الله الله بشبابكم ومشروعكم .. فهم السند والبوصلة نحو عراق آمن ومستقل ومستقرو مزدهر".
المصدر: الفرات نيوز