حفلُ الختام الذي أُقيم على قاعة الإمام الحسن(عليه السلام) في العتبة العبّاسية المقدّسة شهد حضور عددٍ من أعضاء مجلس إدارتها الموقّر ووفودٍ مثّلت جهاتٍ مختلفة، بالإضافة الى الطلبة المشتركين في المخيّم، وبعد أن استُهِلَّ بتلاوةٍ عطرة من كتاب الله العزيز، قُرِئت سورة الفاتحة ترحّماً على أرواح شهداء العراق من ثمّ الاستماع للنشيد الوطنيّ ونشيد العتبة العبّاسية المقدّسة (لحن الإباء).
أعقبتها كلمةٌ للعتبة العبّاسية المقدّسة ألقاها بالنيابة السيد محمد الموسوي من قسم الشؤون الدينيّة التابع لها ، جاء فيها: "حقيقةً مفهومُ المنسّق الجامعيّ لا يبتعد كثيراً عن مفهوم الرسالة والرسول والمُرسَل، وكما تعلمون أنّ هذه الوظيفة هي مهمّة المُرسَلين".
وأضاف: "بما أنّ الناس كثيراً ما ينظرون الى الشخص ويحاولون أن يقتدوا به وبأفعاله وصفاته، لذلك لابُدّ أن يكون الرسول على مستوىً عالٍ من الثقافة والدين، فالناس تتصوّر أنّ الذي ينتمي الى مؤسّسة دينيّة لابُدّ أن يكون قدوةً والأوّل في كلّ شيء، وهكذا الناس تنسب الأشخاص الى المؤسّسة التي ينتمون اليها".
وخاطب الطلبة بالقول: "أعزّائي هناك أماكن فارغة تنتظركم، وهناك دعوات تلتمس منكم النجدة، لا تدعوا غيركم يجلس مكانكم في الدعوة الى حبّ الوطن والتضحية من أجله، والدعوة الى عشق العلم والمعرفة والى القرآن، والدعوة الى إحياء أمر أهل البيت(عليهم السلام) وعكس ثقافتهم ومفاهيم السامية".
واختتم: "نحن إن شاء الله والعتبات المقدّسة نحطّ أيدينا بأيديكم من أجل أن نسهم ونرتقي بشبابنا الواعي والطّموح، والساعي الى هذا المجد ونيل المعرفة".
اعقبتها بعد ذلك كلمةٌ للجهة المشرفة على تنفيذ هذا المخيّم وهي شعبةُ العلاقات الجامعيّة، التي ألقاها مسؤولُها الأستاذ أزهر الركابي والتي بيّن فيها قائلاً: "نحن في كلّ سنةٍ لدينا مخيّمٌ للطلبة المنسّقين، وهو يعتمد على محورين أساسيّين:
الأوّل: المنهاج الذي نعدّه سنويّاً يتغيّر، والتغيّر الذي يصاحبه حسب المشاكل التي نشخّصها في الوسط الجامعيّ وما تحتاجه من حلول، يعني أنّ البرنامج لا يتكرّر في كلّ سنة إنّما يتغيّر، والمحورُ الرئيسيّ في المخيّم هو أخذ المشاكل وحلّها والتطوير عليها، وهذا يتعلّق بجهتين هما شعبةُ العلاقات الجامعيّة ومخيّم فتية الكفيل.
المحور الثاني: هم الطلبة المنسّقون، أيضاً يتجدّدون كلّ سنة، لأنّ الطالب عندما يتخرّج يجب أن يكون هناك جيلٌ جديد يُواصل مسيرته بالعطاء، وعملنا إحصائيّات على الإخوة المنسقين في السنوات السابقة من الذين دخلوا الى هذا المخيّم الكشفيّ، فوجدناهم أناساً فاعلين في المجتمع أو في المؤسّسات أو الدوائر، وبالتالي فإنّ هذه الدوائر والمؤسّسات تنتخب الكفاءات الجيّدة لخدمتها بأفضل شكل، وهؤلاء المنسقون كان لهم الدور الكبير في هذا المجال وأصبحوا قدوةً لغيرهم".
واختتم الركابي: "نأمل أن يكون الطلبة قد استفادوا من هذا المخيّم، وأن يكونوا خير خَلَفٍ لمَنْ سبقهم، ونسأل الله تعالى أن يديم هذه النعمة لخدمة شبابنا في الجامعات العراقيّة".
تلتها كلمةُ الطلبة المنسّقين المشتركين في المخيّم وقد ألقاها نيابةً عنهم الطالب محمد عبد الكريم عبد، والتي قدّم من خلالها شكره وتقديره الكبيرين للعتبة العبّاسية المقدّسة والقائمين عليها، لإتاحة الفرصة لهم وانتخابهم لهذه المهمّة وإشراكهم في هذا المخيّم ولكلّ من نفّذ فقراته، مبيّناً: "بالعلم والعمل تتقدّم الأمم وتنهض الشعوب، وإنّ الله تعالى سبّلنا للعمل بصدقٍ وإخلاص من خلال العتبة المقدّسة المتمثّلة بشعبة العلاقات الجامعيّة، وفق آليّاتٍ وطرق وأساليب مهمّة، فلا يسعنا إلّا أن نتقدّم بخالص الشكر والعرفان لكلّ من أسّس وساهم في إنجاح هذا المخيّم الفكريّ الثقافيّ، وإن شاء الله سنكون على قدر هذه المسؤوليّة المُلقاة على عاتقنا".
ومن الموصل ألقى الطالب بسام أحمد رسالةً من طلبة جامعاتها، والتي تُعدّ من الإضافات لهذا المخيّم، حيث بيّن فيها قائلاً: "جئنا اليكم من جامعة الموصل لنشارك في مخيّم فتية الكفيل السنويّ السابع للطلبة المنسّقين، لنقول في رسالتنا: (نحن وأنتم السلام، حروفنا متشابهة وأيدينا متشابكة، نزفّها الى السماء ونبتهل الى الله أن يجمعنا على المحبّة والأمان، ربّنا وربّكم واحد، دعونا نتعانق إخوةً في الوطن والأرض، لنجعل من بلادنا بلداً جميلاً مليئاً بالودّ والتكاتف والعمل، أيديكم مع أيدينا ليُساعد بعضنا البعض، اليوم بجميع طوائفنا ننهض من أجل السلام ونرفع صوتنا واحداً، نحن أبناء العراق، ونصدح بالترانيم وتعلو التلاوات بالحبّ والإخاء، فأنتم ونحن أولاد هذه الأرض، كلانا أبناء الحسين وعليّ(عليهما السلام)، وبلادنا مباركة وهي موطنُ الأنبياء والصالحين، ولا فرق بيننا ولا تميّزنا عن بعضنا إلّا المحبّة، لكم منّا كلّ الحبّ والإخاء)".
ليكون مسك الختام بتكريم الطلبة المشاركين في هذا المخيّم والمساهمين في إنجاحه.
المصدر: وكالة الكفيل