ودعى إلى "المزيد من التكافل الاجتماعي الذي يعبر عن أصالة المجتمع اللبناني الذي ما زال قادرا على صياغة العلاقات الإنسانية والأخوية وتأكيد الحالة الوطنية شرط رفع أيدي السياسيين المتسلقين على أوجاع الناس وجوعهم وكف الجهات الخارجية عن تدخلاتها التي تستبيح مكونات سيادتنا الوطنية".
ولفت إلى "أن وباء كورونا كشف عن أزمة أخلاقية نتيجة فقدان النظام العالمي لهويته الإنسانية وانحرافه عن معنى الفطرة السليمة مما عزز سياسات الفساد والطغيان والاستئثار والتمادي في تسليع الإنسان وسحقه ومصادرة حقوقه".
وأشار السيد فضل الله إلى "أن هذا الوباء عطل منظومات القوة وكل الأسلحة الاستراتيجية والقدرات الاقتصادية وأذل غطرسة النفوذ والسيطرة عند الرأسمالية المتوحشة".
واعتبر السيد فضل الله "أن ما نعانيه هو عقاب إلهي لإرادة الظلم والانحراف التي يصنعها الناس انسجاما مع قوله تعالى (ظهر الفساد فِيَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ)".
وأوضح أن "الأزمة طالت المؤسّسة الدينية الساكتة عن المنظومة السياسية الفاسدة التي يُراد لها أن تكون المروّجة للاستبداد والظلم والمنسجمة مع جور الحكام وطغيانهم".
ودعا إلى "صياغة ثقافة الانفتاح الديني والمشترك الإنساني التي تقوم على الجوهر القيمي الذي يرتفع بالإنسان من حضيض الحالة البهيمية الساقطة الى مستوى النهوض بالمسؤوليات الرسالية والحضارية".
وطالب "بالكف عن الوعظ والتنظير واستهلاك المواقف التي لا تلامس أوجاع الناس"، داعيا إلى "وقف حالة الاستعراض الفارغ لكل المتسلقين لأن القضايا الإنسانية وحجم معاناة الناس تفرض الكف عن تلميع الصور والتوظيف الشخصي لأن الإنسانية جهد صامت وليست استعراضات رخيصة".
وشدد على ضرورة "اتخاذ خطوات جدية لدفع المصارف إلى القيام بواجباتها وأداء ما عليها من متوجبات وإعطاء المودعين حقوقهم كاملة من دون تسويف أو تأخير أو مماطلة، والأهم من دون إذلال الناس على أبواب البنوك، ومن دون تمييز بين المودعين". داعيا في هذا السياق "أصحاب الأموال من أشخاص ومؤسسات، إلى عدم الهروب من القيام بواجباتهم وتحمل مسؤولياتهم الإنسانية والأخلاقية والدينية"، منوها بعدد لا بأس به من المبادرات الإيجابية التي يجب أن تكون مثالا يحتذي به كل مقتدر في هذه الظروف الصعبة التي يمر به وطننا وأمتنا".
المصدر: الوكالة الوطنية