قال صلاح الدین ترک ایلماز، مدیر المرکز الإسلامی فی برلین: کان الإمام الخمینی(ره) قبل الثورة وبعدها یؤکِّد تأکیداً خاصاً على مسألة صحوة المستضعفین، حیث تحوَّلت هذه المقولة فی نهایة المطاف إلى أهم شعار من شعارات الثورة، ووصلت إلى کافة أسماع العالم، مع أنَّ العالم کان یسعى لمنع انتشار ذلک، ویسعى للحیلولة دون انطلاق صحوة الشعوب؛ مضیفاً: إنَّ قصد الإمام(ره) من تصدیر الثورة إلى البلدان الأخرى، هو فی الواقع صدور هذه الصحوة، والحق أنَّ على شعوب العالم أن تصحو وتدافع عن حقوقها مقابل المستکبرین، لأنَّ المستکبرین أحاطوا البلدان الإسلامیة بسور من الجهل والاستبداد؛ لکی یمنعوا وصول صدى الإمام(ره) إلیهم.
وأردف صلاح الدین ترک ایلماز قائلاً: یمکن لنا القول ـ بلا مبالغة ـ أنَّ الأوضاع بعد رحیل الإمام الخمینی(ره)، کانت شبیهة للأوضاع فی زمن رحیل النبی الأکرم(ص)؛ لأنَّ الإمام الخمینی(ره) کان یرید إحیاء نفس الرسالة التی أراد رسول الله(ص) إیصالها إلى المجتمع؛ مضیفاً: إنَّ سماحة آیة الله الخامنئی(حفظه الله) بعد رحیل الإمام الخمینی(ره) قام بتفسیر رسالته إلى الناس، وتمکَّن من المضی على خط الخمینی الکبیر بشکل جید، مثلما تابع أمیر المؤمنین(ع) مسیرة النبی(ص).
وقال صلاح الدین ترک ایلماز: إنَّ ولایة الفقیه وسیلة للصحوة، ولابد من تعریفها إلى کافة شعوب العالم، وقد تمکَّن آیة الله الخامنئی(حفظه الله) من استخدام هذه الوسیلة الإلهیة فی مقام العمل، بحیث حطَم سدود المستکبرین الفولاذیة، وإنَّ زعامته جعلت رسالة الإمام الخمینی(ره) تصل إلى کافة أرجاء العالم؛ مستطرداً: لو دققنا بکلمات قائد الثورة الإسلامیة(حفظه الله)، فإننا سنلتفت إلى مثل هذه الإستراتیجیات المتنوعة لمواجهة أمریکا وإسرائیل، وأولها التأکید على النظام السیاسی المستند إلى أصل ولایة الفقیه باعتبارها حکومة عادلة ومقدمة لحکومة الإمام المهدی(عج).
وفی تبیین ثانی إستراتیجیة لسماحة آیة الله الخامنئی(حفظه الله) فی مجال السیاسة الخارجیة الإیرانیة، قال: إنَّ الإستراتیجیة الثانیة التی طرحها مؤخراً، وأصبحت لها أصداء واسعة بین الأوربیین، هی فکرة الحضارة الإسلامیة فی مقابل الحضارة اللیبرالیة الدیمقراطیة الغربیة، إنَّ هذه المسألة فی الحقیقة أدخلت الغرب فی صراع حقیقی، بحیث لم نجد لدیهم منطقاً لمواجهتها؛ مضیفاً: إنَّ الإستراتیجیة الثالثة التی اتخذها آیة الله الخامنئی(حفظه الله) هی منهج الهجوم وترک الانفعال إزاء الغرب، فهو کان یؤکد دائماً على ضرورة عدم جعل الغرب أن یکون فی موقف المهاجم ونحن فی موقف المدافع، بل أراد أن نُعلن بأنَّ لدینا الکثیر مما نقوله، ویجب على العالم أن یصغی لذلک.
وفی ختام کلامه قال مدیر المرکز الإسلامی فی برلین: إنَّ إحدى استراتیجیات قائد الجمهوریة الإسلامیة الأخرى لمواجهة أمریکا وإسرائیل الإعلان عن الملحمة الاقتصادیة والسیاسیة، علماً أنَّ الصورة الخارجیة للحماسة السیاسیة یمکن أن تتمثل فی إیضاح نظام الحکومة الإسلامیة لشعوب العالم.