انطلق صباح أمس السبت أعمال مؤتمر علماء الیمن الذی تنظمه رابطة علماء الیمن على مدى یومین تحت شعار قوله تعالى (إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بین أخویکم). وإمتثالاً لقوله تعالى (ولتکن منکم أمة یدعون إلى الخیر ویأمرون بالمعروف وینهون عن المنکر وأولئک هم المفلحون).
وأوضح العلامة "شمس الدین شرف الدین" رئیس رابطة علماء الیمن فی تصریح لوسائل الإعلام المختلفة أن المؤتمر سیرکز على جمع کلمة العلماء وتوحید رؤاهم ووضع خطة لمواجهة أخطار الفتن الطائفیة والمذهبیة والتصدی الحازم لمحاولات الانحراف بالإسلام عن نهج الوسطیة والاعتدال وقیم المحبة والتسامح وإحیاء التآلف والتعایش بین کافة المذاهب، وهی القیم التی توارثها الیمنیون من أقدم العصور سناداً إلى الإجماع العظیم والإعتصام برایة التوحید.
وأشار إلى أن الرابطة فی سبیل تحقیق هذه الغایة وجهت الدعوة إلى العلماء من کل محافظات الجمهوریة ومن جمیع المذاهب للتأکید على قاعدة عملیة جسدها الیمنیون منذ القدم مفادها أن المذاهب مدارس للتنویر وإثراء فکر العقیدة ولیست متارس لإثارة العداوات والأحقاد وأعمال التحریض والشحن الطائفی والمذهبی وإثارة الإنقسام السیاسی أو مظلة لحمایة الإختلالات الأمنیة التی تلحق أفدح الأضرار بالوطن والمواطن وتهدد مسیرة الحیاة.
وأهاب العلامة شرف الدین بأصحاب الفضیلة العلماء أن یلبوا الدعوة ویشارکوا بفاعلیة فی أعمال المؤتمر من منطلق القیام بالواجب الشرعی وتحمل المسؤولیة أمام الله والشعب والوطن وهی المسؤولیة التی تتعاظم فی المرحلة الراهنة وتحتم على العلماء إحیاء رسالة العقیدة والوقوف صفاً واحداً أمام الاحتقانات والدعوات المشبوهة التی تثیر الکراهیة وتؤجج الأحقاد والضغائن مؤکداً بأن المؤتمر سیمثل فرصة عظیمة للتفاعل الجاد مع الحوار الوطنی ومؤازرة المتحاورین ببیان تعالیم منهج العقیدة المؤیدة للحوار والداعیة إلى قیام دولة العدل والمساواة والنظام والقانون الأساس الوحید لترسیخ دعائم الوحدة الوطنیة إضافة إلى الإسهام فی تنقیة صفحة الإسلام من الظواهر السلبیة ممثلة فی الإرهاب والغلو والتطرف التی ینسبها البعض إلیه وهو بعید کل البعد عنها.
وأختتم رئیس الرابطة تصریحه مذکراً العلماء بالدور الرسالی الموکل إلیهم وما یجب علیهم من استنطاق نصوص المنهج وتقریب مفاهیمه إلى أذهان الأمة بعیداً عن التعصب والغلو والتطرف کأساس لإصلاح مسار الأمة وتهذیب السلوکیات العامة وإتقان رسالة التوجیه والإرشاد کمدخل هام لرصد غیوم الجهل والممارسات الشاذة التی تتعمد الإساءة للإسلام بالذات الدعوات التکفیریة المسیئة للمنهج بدعوى الدفاع عنه والانتماء إلیه وما یترتب علیها من فوضى عارمة تستبیح الدماء والأعراض والأموال.
الجدیر بالذکر أن المؤتمر قام فی قاعة نادی ضباط الشرطة بصنعاء، ویناقش خلال الیومین عدداً من أوراق الأعمال التی تتصل بکل القضایا السالفة وتعکس دور العلماء فی مواجهة الأخطار والظروف الإستثنائیة التی یمر بها الیمن فی المرحلة الراهنة.