قال سماحة آیة الله الشیخ عفیف النابلسی فی خطبة الجمعة التی ألقاها فی مجمع السیدة الزهراء علیها السلام فی صیدا: "غریب أمر هذا العالم فجأة صارت أمیرکا التی صنعت " داعش " عدوة لها . فجأة صارت تتألم لمأساة الأیزیدیین ، ویخرج مجلس الأمن لیعلن هذا التنظیم تنظیماً إرهابیاً ".
واکد انه من الغریب ان "تبدأ الفتاوى التی کانت تشرّع الفکر التکفیری لتبرأ منه وتدعو إلى مقاتلته ، وتتسارع المشاورات الإقلیمیة والدولیة لتنسیق المواقف واستعجال محاربته ، بعدما أفرزت حرکة التنظیم التی خرجت عن السیاق المرسوم ، تغیرات فی موازین القوى ومخاطر محتومة على مصالح أمیرکا والغرب فی المنطقة."
وقال "نحن نعلم أنّ الضربات التی تشنها الطائرات الأمیرکیة ضد مواقع التنظیمات التکفیریة فی الموصل لیس هدفها حمایة المدنیین بل حمایة المصالح الأمریکیة التی یخشى الأمریکیون خسارتها."
واضاف سماحته "صحیح أن ظروف التعاون الاقلیمی والدولی لضرب (داعش) أحدث شیئاً من الخلل فی توازن هذا التنظیم ، لکن الصحیح أیضاً أنّ هؤلاء التکفیرین ما کان لهم أن یکونوا بهذا الحجم والانتشار والغنى، وهذه القوة المفرطة لولا الحمایة الدولیة والغطاء الإقلیمی والدعم المباشر من قبل دول ٍتعضُّ الیوم أصابعها ندماً على ما اقترفته من خطایا بحق الشعبین السوری والعراقی بعدما اقترب الخطر من حدودها."
وقال "لعلنا فی لحظة العدوان على غزة ، وفی مسار الجنون الداعشی ، والمکر الأمریکی أن نمسک بالحقیقة ونعرف أن کل الدم الذی أُریق على تراب أوطاننا ظلماً وعدواناً کانت استراتیجیته تقوم على أن نستسلم کشعوب ، وکل تسویة لتهدئة الأوضاع کان هدفها إخراج أمیرکا و(إسرائیل) وحلفائهما من ورطة وتخبط."
واوضح ان " أمیرکا و(إسرائیل) و أعوانهم سیواصلون الهجوم بطرق أخرى ، فلا نطمئن ونغفل ، بل علینا الاستعداد والتنبه وأن تبقى المقاومة خیارنا إلى الأبد."