أشار الشیخ صادق النابلسی إلى أن "الإمام موسى الصدر فتح آفاق حرکة ثقافیة رؤیویة رسولیة حضاریة تحدیثیة انطلقت من دار الندوة اللبنانیة لتصبح تیاراً مؤسسیاً تبلور تباعاً فی وثیقة الـ191 "رجاء الوصول إلى إصلاح جذری یحقق ما یطمح إلیه لبنان من تقدم وعدالة وما یستحق من تطور حضاری وإنسانی ومن خلال لجنة الـ77".
ولفت إلى أنه "راهن على التغییر واختراق حجب الطوائف، وعلى عقلانیة لبنانیة، وعلى أصالة حضاریة، وعلى رؤیة نهضویة یستطیع اللبنانیون من خلالها أن یحددوا غایاتهم الاستراتیجیة وأهدافهم المرحلیة".
وخلال ندوة فکریة بمناسبة الذکرى السادسة والثلاثین لإخفاء الإمام الصدر فی مجمع الإمام المهدی فی الغازیة، أوضح أنه "کان مهماً بالنسبة إلیه إعادة صیاغة الوعی اللبنانی، بأن یرى اللبنانیون أنفسهم جزءاً من الثقافة والحضارة العربیة وجزءاً من الأمن الاستراتیجی العربی، وکانت مواقفة تنعکس انعکاساً مکثفاً على قضیتین حساستین: الأولى قضیة فلسطین، والأخرى قضیة الوحدة الوطنیة، واعتبار المنطقة العربیة منطقة جیوبولیتیکیة واحدة، والتأکید على أنّ التخلی عن مساعدة الفلسطینیین فی استعادة أرضهم لا یقل شططاً وخطراً عن تخلی اللبنانیین الدفاع عن تراب بلدهم وسیادته".
واوضح أنّ "الصدر تلمس فی عملیة إطلاق المقاومة بُعدها اللبنانی لا بُعدها الشیعی وإن کانت تمت إلى هذا البعد بقوة بحکم شیعیة أفرادها. فقد کانت تشکیلاتها تشی بإقامتها فی الحاضنة الشیعیة أکثر مما تدل على نشأتها فی الحاضنة الوطنیة رغم محاولاته تعمیم امتداداتها للانتظام خارج حمایة حریمها، فبقیت المقاومة ضد العدو الإسرائیلی من مختصات الشیعة فی أغلب مفاصلها ومراحلها".